كوثر الصائغ


التعاون مع المؤسسات المختصة لحماية الأسرة والأبناء من الأضرار

تعد المودة والرحمة بين الزوجين العماد الأساسي لدوام استمرار الحياة الزوجية، والداعم الأكبر لتوفير بيئة تربوية مناسبة للأبناء. وعلى النقيض، يمكن أن يؤدي العنف بين الزوجين إلى تأثيرات سلبية على صحة الأطفال النفسية، الأمر الذي يوجب على الأهل والمجتمع والمؤسسات التعليمية والصحية تقديم الدعم والرعاية اللازمة لهؤلاء الأطفال لتحسين حالتهم النفسية والسلوكية والاجتماعية.


وقالت المواطنة فاطمة أحمد: «يجب أن نفهم تأثير العنف بين الزوجين على الأطفال، فهو يؤثر على تطورهم النفسي والاجتماعي وقد يؤدي إلى تعرضهم للإصابة الجسدية. لذلك، يجب على الزوجين البحث عن العلاج والمساعدة لتحسين علاقتهما وحماية أطفالهما ويجب علينا جميعاً العمل على توعية المجتمع بخطورة العنف بين الزوجين وأهمية حماية الأطفال منه».

من جهتها قالت المواطنة مريم علي: «يجب توعية الأهالي بأن العنف بين الزوجين ليس حلاً للمشاكل والخلافات، بل يؤدي إلى تفاقمها وتأثير سلبي على الأطفال. يجب أن نعمل على تحسين الثقافة الزوجية وتعزيز التواصل والتفاهم بين الزوجين كما يجب أن نساعد الأزواج المتعرضين للعنف على البحث عن الدعم والمساعدة، وتقديم الخدمات اللازمة للأطفال المتأثرين».

بدورها تقول فجر عيسى إنه لابد أن يكون للأطفال مكان آمن للاحتماء في حال وقوع أي اعتداء من قبل أحد الزوجين. كما يجب تقديم المساعدة النفسية والاجتماعية للأطفال الذين تعرضوا للعنف وتأكيد على أنهم ليسوا مسؤولين عن الوضع وأنهم يستحقون الحماية والاهتمام وأيضا يجب علينا التعاون مع المؤسسات والجهات المختصة لتحقيق هذه الأهداف وحماية الأسرة والأطفال من العنف.

ويرى المحامي أسامة عبدالرحيم الملا: «أن صحة الأطفال النفسية الذين يشهدون العنف بين الزوجين تختلف عن الأطفال الآخرين بشكل كبير، حيث يمكن أن يعانوا من مشاكل نفسية وسلوكية متعددة. يمكن أن يصاب الطفل بالخوف والقلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، كما يمكن أن يعاني من صعوبات في التعامل مع المشاعر والعلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين. قد يصبح الطفل متوتراً وعدوانياً ويعاني من صعوبات في التحكم في سلوكه وتفكيره، كما يمكن أن يؤدي العنف إلى تدهور الثقة بالنفس والشعور بالذنب والعار».

وذكر الملا أن العنف بين الزوجين يمكن أن يؤثر في الطفل بشكل سلبي، حيث يمكن أن يسبب له الخوف والقلق والاضطراب النفسي، كما يمكن أن يؤثر في تطوره الاجتماعي والعاطفي والتعليمي. قد يعاني الطفل من صعوبات في التعلم والتركيز والانتباه، وقد يصبح متوتراً وعدوانيًا ويعاني من صعوبات في التعامل مع الآخرين. كما يمكن أن يؤدي العنف بين الزوجين إلى تشكيل نمط سلوكي سلبي لدى الطفل في المستقبل، مما يزيد من احتمالية تعرضه للعنف أو استخدام العنف كوسيلة للتعامل مع المشكلات.

ودعا لاستشارة متخصصين في العلاقات الزوجية والأسرية للحصول على المساعدة والإرشاد، كما يمكن توفير بيئة آمنة للأطفال والتوعية بأهمية الحوار والتفاهم بين الزوجين لتجنب الخلافات الزوجية التي قد تؤدي إلى العنف، وتعزيز الثقة بين الزوجين وتقوية العلاقة بينهما وتقليل المصادر المحتملة للتوتر والضغط في الحياة الزوجية، مثل المشاكل المالية والعملية وأيضاً من المهم إشراك الأطفال في أنشطة ترفيهية وتعليمية لتعزيز صحتهم النفسية.

وأكد ضرورة اتخاذ مجموعة في حالة وجود طفل يشهد العنف بين أبويه، وأهمها التأكد من سلامة الطفل وتقديم الرعاية الطبية إذا لزم الأمر، والتحدث إلى الطفل بصراحة وتوضيح ما حدث وأنه غير صحيح وغير مقبول، وتقديم الدعم النفسي للطفل وتشجيعه على التحدث عن مشاعره والبحث عن حلول للمشكلة، وإبلاغ الجهات المختصة بالعنف المنزلي وطلب المساعدة في حالة استمرار التعرض للعنف، وتوفير بيئة آمنة للطفل وإبعاده عن المصدر المحتمل للعنف.