سماهر سيف اليزل


واسع هو وعميق عالم الأطفال، فللأطفال مشاعر وأحاسيس لا يستطيعون التعبير عنها كالراشدين، وهم يحتاجون للمساعدة في هذا الأمر، حتى يتعلموا العيش والتعايش ضمن المجتمع المحيط.

وقالت أستاذة علم النفس عائشة رضوان، إن حاجات الطفل لا تقتصر على الماديات من طعام وكساء، بل تتعدى ذلك إلى الحاجة إلى تعلم الحياة والحوار مع الطفل هو أساس مهم من تعليم الطفل طريقة العيش ضمن مجتمعه، فالحوار ﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺪيث بين شخصين أو فريقين يتم فيه ﺗﺪاول اﻟﻜﻼم بينهما بطريقة ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ، ﻓﻼ يستأثر ﺑﻪ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ويغلب عليه اﻟﻬﺪوء واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮمة.

وأشارت إلى أن للحوار مع الأطفال طريقة معينة وآداب يجب إتباعها، وله قيمة حضاريةٌ وإنسانية ودلالةّ على رقي المجتمعات والأفراد، فهو يخلق التفاعل الدائم، ويفسح المجال أمام الآراء والنظريات والابتكارات، ويمهد السبل للإبداع والتغيير.


وأضافت أن الحوار عنصر تفاعل دائم بين الطفل من ناحية، فبالحوار يصل الطفل إلى مبتغاه ويكتشف الحقائق المغيبة، وبه يحقق توازنَه المعرفي، ويحقق رغبته في الاستطلاع والاكتشاف، وبه أيضاً تتطور شخصيته كفردٍ وكشخصية اجتماعية، فالحوار وسيلةً لخلق روح المنافسة بين الأطفال، وحملهم على الدخول في ميادين المناقشة العلمية ويثبت فيهم روح الجماعة والتعاون، ويبعد عنهم الأنانية وحب الذات المفرط، ويبث فيهم روح الألفة والمحبة، ويعودهم على النظام والتعاون، ويساعد على الابتكار واحترام الطفل لذاته وللآخرين.

وقالت إن قضاء ساعة واحدة في المناقشة والمناظرة أجدى على المتعلم من قضاء شهر بأكمله في الحفظ والتكرار، لأن أسلوب الحفظ عن ظهر قلب لا يجدي ويخلق أطفالاً ضيقي الأفق وعقيمي التحليل والتفكير.

كما أن المبدأ الحديث في التربية، يجعل المتعلم يعتمد على نفسه وطاقاته وجهده الذاتي لتحصيل المعرفة والوصول إلى الأهداف ويكون المربي مرشداً وموجهاً.

وواصلت «لا بد أن يشعر المتعلم الطفل بشخصه، ما يؤدي إلى تحرير الطفل وعواطفه من القلق والمخاوف والصراعات النفسية من كبت وعقدة، وحاجات الطفل كثيرة، الحاجة إلى توكيد الذات، إلى الأمان، إلى المحبة».

ونبهت إلى ضرورة إفساح المجال أمام الطفل لتصحيح خطئه بنفسه، فإذا عجز قمنا بتعليمه وتصحيح الأخطاء بالمحاورة والإقناع. وبهذا يحقق ذاته ويشعر بالثقة وبالمسؤولية عن عمله.