سماهر سيف اليزل

عندما نوجه سؤالاً إلى أي أم ( ماهي المهارات التي يتميز بها ابنك) أغلبهن تكون إجاباتهن لا أعلم أو تسأل ما المقصود بالمهارات.

تقول فخرية السيد شبر أخصائية اجتماعية، تعد مرحلة الطفولة إحدى مراحل النمو التي يعيشها الإنسان وفترة البناء الحقيقي لشخصية الفرد وتأسيسه فهي مرحلة النمو والتطور والاكتساب والتكوين ففيها يتم بناء الإنسان جسدياً وعقلياً وسلوكياً وتربوياً ومعرفياً ويكون الطفل فيها قادراً على الانخراط في المجتمع من حوله، فكلما يكبر الطفل تتسع دوائر وبيئات الأطفال الاجتماعية وتكبر وتتجدد ويبدأ الأطفال باكتساب العديد من المهارات والصفات والسلوكيات والخصائص والقيم والمعايير بحسب شخصيتة الاجتماعية فتبرز هويتة وتكوين شخصيته وتكيفه الاجتماعي.



إذا قارنا بين قنينة ماء فارغة وقنينة ممتلئة نرى الفرق بينها بأنه الفارغة خفيفة وهشة وقابلة للكسر بينما الثقيلة قوية متماسكة وغير قابلة للانكسار إذا ماشبهنا الفارغة بالطفل الذي لايملك المهارات الحياتية اللازمة فنرى الطفل ذا شخصية ضعيفة وقد تواجهه العديد من المشكلات في حياته لأنه لايملك المهارات اللازمة، بينما القنينة الممتلئة والذي تعني الطفل المليء بالمهارات فنراه ذا شخصية قوية مثل قوة القنينة ولديه العديد من المهارات التي تساعده على التعامل مع أغلب المواقف في الحياة.

أي أن تراكم المهارات واكتسابها تنتج سلوكيات إيجابية فعالة بناءة تساهم في تطوير وتعديل وتقوية شخصية الطفل ومن هنا نعرف المهارات على أنها السلوكيات والمهارات الشخصية والاجتماعية اللازمة للأطفال للتعامل بثقة أكبر واقتدار مع أنفسهم ومع الآخرين ومع المجتمع، وذلك عن طريق اتخاذ القرارات الأنسب على المستويات المختلفة )الشخصية، والاجتماعية، والنفسية...( وتطوير مهاراتهم لتحمل المسؤولية عن الأفعال الشخصية، وفهم النفس والغير وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين وتفادي حدوث الأزمات وخلق آليات للتعامل مع الأزمات عند حدوثها ويعرفها معجم المصطلحات التربوية بأنها المهارات التي تساعد التلاميذ على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، وتركز على النمو اللغوي، الطعام، ارتداء الملابس، القدرة على تحمل المسؤولية، التوجيه الذاتي، المهارات المنزلية، الأنشطة الاقتصادية والتفاعل الاجتماعي.

أو هي مجموعة القدرات الشخصية التي تكسب المتعلم ثقة في نفسه تمكنه من تحمل المسؤولية، وفهم النفس والآخرين، والتعامل معهم بذكاء، وإنجاز المهام الموكلة إليه بكفاءة عالية، واتخاذ القرارات الصائبة بمنهجية علمية سليمة.

وحيث إن الإنسان كائن اجتماعي بالطبع لا يقوى على العيش في معزل عن الآخرين، فإنه يحتاج إلى مجموعة من المهارات الحياتية التي تشكل أهميتها في تمكنه من التواصل مع الآخرين، والتفاعل معهم، وتعينه على تحقيق أهدافه بنجاح، وتكفل له حياة اجتماعية سعيدة، وبقدر ما يتقن المتعلم المهارات الحياتية يكون تميزه في حياته أعظم كما أنها تساعد الأطفال على التعامل مع مواقف الحياة المختلفة، وتكسبة ثقة في نفسه، واحتمال الضغوط وتعينه على حل مشكلاته الشخصية والاجتماعية والتعامل معها بوعي .وتشعره بالراحة والسعادة حين ينفذ أعماله بإتقان. وتساعده في القدرة على إدارة مشاعره وتهبه حب الآخرين واحترامهم له، وتزيد دافعيته للتعلم والشعور بالإنجاز وتقدير الذات.

من المهارات المهم تدريب الطفل عليها والذي تتنج سلوكيات إيجابية هي المهارات النفسية والاجتماعية والمتمثلة في زيادة الثقة بالنفس – التوازن الانفعالي – تقبل الذات – حسن التصرف بالمواقف الاجتماعية – تحسين طريقة التواصل والحوار الفعال مع الآخرين – التعامل مع الذات - الإقبال على المشاركات الاجتماعية والأنشطة وتعزيز مفهوم العطاء . تعزيز العلاقات الشخصية – تحسين عملية الضبط الذاتي والتقيد بالقواعد السليمة – احترام العادات والتقاليد وتكريس آداب الحديث في التعامل مع الآخرين . رفع مستوى التفاعل الاجتماعي الإيجابي- إدارة المشاعر والمهارات القيادية والمتمثلة في التعاون والعمل الجماعي – اكتساب بعض مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات و إدارة الذات والمواجهة – حسن التصرف مع الضغوطات –تولي المهام والمسؤوليات . القدرة على التفاوض والإقناع – فن الألقاء- تنمية مهارات التخطيط والمهارات الحركية والتي تنمي القدرة الحركية لديهم باللعب وتدعيم نقاط القوة وتنمية نقاط الضعف وتحسين القدرة على الانتباه والتركيز والاستخدام، وللمهارات التعليمية أهمية كبيرة أيضاً تتمثل في اكتساب الأطفال مهارات تتسق مع الاهتمامات والميول – تعلم أساليب وأنماط سلوكية جديدة – تحسين الأداء الفكري وأساليب وأنماط التفكير – تحسين مهارات استغلال الوقت وإدارة وقت الفراغ .- تعزيز الجانب الإبداعي والقدرة على الإنجاز- تنمية القدرات الذهنية – تعزيز القيم الأخلاقية – إدارة الميزانية وأولويات الشراء إكساب مهارة التحليل والاستنتاج والتفاوض والحوار والإقناع . جميع هذه المهارات تساهم في بناء شخصية قوية لدى الطفل.

نموذج لبناء مهارة الثقة بالنفس للفئة العمرية من ( 6 إلى 10 سنوات ) تعتبر مهارة الثقة بالنفس هي أحد العناصر المكونة لشخصية الطفل وترتبط بشكل قوي باتجاهات الفرد السلبية أو الإيجابية تجاه نفسه وتجاه مُجتمعه، وبالتّالي هي الأساس لتكيف الطفل مع ذاته ومع مجتمعه فهي مقدار تقييم الفرد لقدراته ومهاراته واستعمالها بفاعلية في مواقف الحياة المختلفة والتي تنتج عنها شعور الطفل بحب الذات والتقدير النفسي.

يساهم إكساب مهارة الثقة بالنفس عند الطفل على تحريره من الخجل وإدارة مشاعره وتقدير الطفل لذاته وحسن التصرف في المواقف الاجتماعية ورفع مستوى تفاعله الاجتماعي الإيجابي والتي تنتج هذه المهارة تقوية لشخصية الطفل.

يتم تدريب الطفل من خلال استراتيجيات وألعاب تفاعلية يتعرف فيها الطفل على مفهوم الثقة وصفات الواثق وغير الواثق وطرق تعزيز الثقة بالنفس بتوظيفها باستخدام ( صور تعبيرية، أفلام، وقصص لعب أدوار أناشيد، ألعاب حركية هادفة) لذا يجب على الأهل والمربين الانتباه والأخذ بعين الاعتبار التركيز على أهم الطرق وأساليب التعلم الفعالة أثناء تعليم الطفل مهارة معينة وينبغي عليهم التشجيع والدعم والتحفيز المستمر والتعزيز الدائم للاستمرار والتقدم، كما يتعلم ويكتسب الطفل من خلال المواقف الاجتماعية لذلك من المهم أن يكون النموذج والقدوة الحسنة فالطفل يكتسب ويقلد من حوله من الأهل أو المعلمين.