مريم بوجيري

«أول يوم كنا صغار كنا نزرع الحيّه بيهّ في البيت ونسقيها ونقدمها كأضحية في يوم الوقوف بعرفة».

أم أحمد، إحدى سيدات البحرين والتي تمتلك ذاكرة تراثية مليئة بالأحداث التاريخية، سردت لـ«الوطن» ذكرياتها مع شهر ذي الحجه، حيث بدأت بوصف طريقة تصنيع الحية بيه من الصفر فقالت: «تصنع الحية بية من حب الشعير أو بقلة الماء «الماش» أو حبوب القمح، كنا نضعها في علبة مصنوعة من الحديد نأخذها من مطبخ المنزل وعادةً تكون علبة «أناناس» فارغة نستخدمها للزراعة، بحيث نقوم بزرع الحية بية قبل فترة عند دخول شهر ذي الحجة حتى تنمو وتكبر».



وقالت أم إحمد انهم كانوا يأخذون العلبة ويخرمون الجنبين لوضع خيط من القماش ليتسنى لهم تعليقها، ومن ثم يأخذون الحية بيه عندما تجهز إلى «سيف البحر» ويكون ذلك يوم الوقوف بعرفة، حيث يبدأون كمجموعة أطفال بغناء أهزوجة الحية بية مع تحريك الحية للأمام والخلف ومن ثم إلقاؤها في البحر.

وكان الأطفال يلبسون ما زهى من الثياب التقليدية، حيث تتشح الفتيات بالدراعة الشعبية والبخنق وهو غطاء للرأس مصنوع من الشيفون بتطريز ذهبي أنيق، ويلبس الأولاد الصغار الثوب و«القحفية» آخذين معهم الحية بية وذلك في فترة من الزمن قبل أن تكون الحية جاهزة ويتم شراؤها من السوق.

وأضافت: «الحية بية كانت بمثابة أضحية الأطفال في موسم الحج، فهي إحدى التقاليد الشعبية العريقة التي وجدت في البحرين منذ زمن بعيد، ويقال إن أصل كلمة الحية بية هي «الحجي بيجي» وتعني أن الحاج سوف يأتي بعد انتهاء موسم الحج».