تحت رعاية معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين، انطلقت بطولة القائد العام لقوة دفاع البحرين الرمضانية للشطرنج في نسختها الأولى، معلنةً بداية موسم استثنائي يجمع نخبة من ممارسي هذه الرياضة الذهنية من مختلف الفئات العمرية والجنسيات، ليس فقط من داخل مملكة البحرين بل ومن السعودية ومصر والأردن والفلبين والمغرب والهند. تُظهر هذه التجمعات الدولية الغنية تأثير الشطرنج كرياضة عابرة للثقافات، قادرة على جمع الناس من كل أرجاء العالم.

بلغت البطولة ذروة جديدة من حيث القوة التنافسية والجوائز، حيث تجاوز مجموع الجوائز الـ 4000 دينار بحريني، مما يؤكد على القيمة العالية والاعتراف بمستوى الأداء في هذه البطولة. تُلعب المنافسات وفق نظام التزويج السويسري المعروف بتوفيره فرص متساوية للمشاركين، مما يعزز من قيم العدالة والمساواة بين اللاعبين. البطولة، التي تُقام خلال شهر رمضان المبارك، تعد فرصة للمشاركين ليس فقط للتنافس، ولكن أيضًا لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط الاجتماعية بين ممارسي اللعبة. اللاعبون المشاركون، مثل بطل البحرين حسين عياد والنجمة حوارء شرف، إضافة إلى الأستاذ الدولي محمد تيسير، الأعلى تصنيفًا في البحرين، يمثلون أعلى مستويات المهارة في الشطرنج ويشجعون على الإقبال على هذه الرياضة. مشاركة نخبة من اللاعبين الشباب مثل عبد العزيز فقيهي، بطل البحرين تحت 18 سنة، وغيره من النجوم الصاعدة يبرز التزام البطولة بتنمية المواهب الواعدة وتوفير منصة لهم لعرض مهاراتهم وتحقيق التميز في هذا المجال. هذه الاستراتيجية ليست فقط تعزيزًا للشطرنج كرياضة، ولكن أيضًا استثمارًا في المستقبل، مما يضمن استمرارية تطور ونمو هذه الرياضة في المملكة.



مع تقدم البطولة إلى جولتها الثالثة، بدأت المنافسة تشتد حيث تصدر اللاعبون خلف بوخلف ومحمد الطاهر من البحرين، والفلبيني لامينوغ، والهندي برصيد 3 نقاط، محققين فوزًا في كل مباراتهم حتى الآن دون أي خسارة. هذه النتائج تضعهم في موقع جيد للمنافسة على اللقب، وتزيد من حماس الجولات القادمة.

الجولة الرابعة تعد بمنافسات قوية ومثيرة للغاية، حيث تشهد لقاءات حاسمة بين اللاعبين الذين يتمتعون بمهارات عالية وأداء متميز. لعل أبرز هذه المباريات هو اللقاء بين البحريني هاشم درويش والهندي بوبي براناف، وهو لقاء يتوقع أن يكون مليئًا بالتكتيكات العالية والأداء الاستراتيجي الرفيع. كذلك، تحمل المواجهة بين الأخوين عياد، ماهر وحسين، جانبًا خاصًا من الإثارة والتحدي، حيث يعرف كل منهما أسلوب الآخر جيدًا، مما يجعل المباراة أشبه بلعبة شطرنج ذهنية قبل أن تكون مادية. المواجهة بين الدولي محمد تيسير والهندية رودرا، وكذلك لقاء الأستاذ المرشح علي الغسرة مع الهندي نيرفان، ستكون حتمًا مليئة بالتحديات الذهنية والتكتيكية، حيث يحاول كل لاعب استغلال أدنى خطأ من منافسه لتحقيق الفوز. أما المباريات الدولية مثل لقاء السعودي فيصل الحارثي مع الهندي كوش، والسعودي نايف الدوسري ضد الأردني فارس قناير، فهي تظهر مدى التنوع والغنى الثقافي والتقني في هذه البطولة، وتؤكد على أن الشطرنج لغة عالمية تجمع الشعوب على حب اللعبة واحترام الخصم.

مع كل مباراة تُلعب، تزداد البطولة تعقيدًا وإثارة، ويتضح مدى التزام اللاعبين بالتفوق والإبداع في هذه الرياضة الذهنية. متابعو البطولة على موعد مع مزيد من الإثارة والأداء العالي في الجولات القادمة، مما يعزز من مكانة هذه البطولة كواحدة من أبرز الفعاليات في روزنامة الشطرنج البحريني والدولي.

من جانبه، أكد مدير البطولة، المهندس إبراهيم البورشيد، على أهمية البطولة في تعزيز مهارات التفكير الاستراتيجي والتحليلي لدى المشاركين، مشيرًا إلى الدور الهام الذي يلعبه الشطرنج في تحفيز العقل وإثراء الثقافة البحرينية بالمفكرين والمحللين. معلقاً بأن الالتزام بقوانين الاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE) وضمان سير المباريات بسلاسة كانا من أولويات القائمين على البطولة، مع التأكيد على الأخذ بكل الاحتياطات لضمان الدقة في التنظيم والحكم. كما أعرب البورشيد على أهمية التشجيع على تبني أساليب النقد البناء والاستفادة من الملاحظات لتطوير النسخ الحالية والمستقبلية من البطولة الأمر الذي يعكس رغبة القائمين على البطولة في الارتقاء بمستوى اللعب وتوفير تجربة مثرية لكل المشاركين. هذا النهج يؤكد على أهمية التعلم المستمر والتطوير في عالم الشطرنج، ويشجع اللاعبين على السعي نحو الكمال المنشود.

كما رفع البورشيد جزيل الشكر و الثناء على الدعم الكبير من شخصية بارزة مثل معالي المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين وباقة شكر أخرى إلى جمعية الحكمة بقيادة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة ، إضافة إلى الاتحاد البحريني للشطرنج بقيادة الدكتور خالد برهان العوضي، يعطي دفعة قوية للبطولة ويؤكد على الدور الرئيسي الذي تلعبه رياضة الشطرنج في تعزيز القيم الاجتماعية والثقافية في المجتمع.

في الختام، تعتبر بطولة القائد العام لقوة دفاع البحرين الرمضانية للشطرنج في نسختها الأولى ليست مجرد منافسة رياضية، بل هي احتفالية ثقافية تسلط الضوء على أهمية الشطرنج في تنمية مهارات التفكير والتخطيط والاستراتيجية، وتعمل على تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب. مع هذه الروح، تترك البطولة أثرًا إيجابيًا على جميع المشاركين والمتابعين، مؤكدةً على دور الرياضة كجسر للتواصل الإنساني والثقافي.