فرانس برس


شدد برلمانيون أميركيون، خلال زيارة غير معلنة كييف، الأحد، على أن "دعما أميركيا إضافيا في طريقه" إلى أوكرانيا.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الإشارات الهامة جدا" التي ترسلها الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن وبرنامجه Lend-Lease لمساعدة أوكرانيا، على غرار البرنامج الذي صممته الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية بهدف تزويد الدول الصديقة عتادا حربيا من دون التدخل مباشرة في النزاع.

وفي بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية، قال زيلينسكي: "إنها تطورات جديدة مهمة متعلقة بالدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، بالإضافة إلى القرار المتعلق بـLend-Lease، نحن ممتنون لذلك".


وخلال هذه الزيارة، التقت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي زيلينسكي، للتعبير عن الدعم الأميركي لأوكرانيا، حسبما أعلنت، الأحد، كييف وواشنطن.

وكتب الرئيس الأوكراني في تغريدة صباح الأحد "شكرا للولايات المتحدة للمساهمة في حماية سيادة دولتنا ووحدة أراضيها" مرفقا إياها بفيديو يظهر فيه محاطا بحراس مسلحين لدى استقباله بيلوسي ووفدا من الكونغرس أمام مقر الرئاسة في كييف ومن ثم خلال اجتماع مع المسؤولين الأميركيين.

وأكد زيلينسكي أن "الولايات المتحدة هي من الأطراف الداعمة الرئيسية لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".

وذكر بيان صادر عن الوفد الأميركي الذي توجه بعد كييف إلى جنوب شرق بولندا ووارسو أن "وفدنا توجه إلى كييف لتوجيه رسالة مدوية ولا لبس فيها إلى العالم بأسره ومفادها أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب اوكرانيا".

وجاءت الزيارة بعد أسبوع على زيارة لكييف قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن.

وخلال زيارتهما أعلن المسؤولان العودة التدريجية للوجود الدبلوماسي الأميركي إلى أوكرانيا ومساعدة إضافية مباشرة وغير مباشرة تزيد عن 700 مليون دولار.

وكانت واشنطن أقامت اجتماعا في رامشتاين بألمانيا بهدف تنظيم دعم أربعين بلدا لأوكرانيا، بينما تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، بتقديم رد "سريع وصاعق" في حال تدخل خارجي في النزاع.

وكان هذا الحشد الدولي وافق على حزمة إضافية تبلغ 33 مليار دولار لدعم أوكرانيا.

بينما قال بوتين: "لدينا كل الأدوات اللازمة لذلك ولا يمكن أي جهة أخرى التباهي بامتلاكها (...) سنستخدمها إذا لزم الأمر".

وكانت تلك إشارة ضمنية إلى حد ما إلى الأسلحة النووية التكتيكية الروسية التي تعتبر العقيدة العسكرية الروسية أنه يمكن استخدامها لإجبار الخصم على التراجع.

ورا على ذلك، انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن التهديدات "غير المسؤولة" لفلاديمير بوتين واعتبر أنها تظهر "اليأس الذي تشعر به روسيا في مواجهة فشلها البائس في ما يتعلق بأهدافها الرئيسية".

وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة الماضية، أن واشنطن "لا تعتقد أن هناك خطر استخدام أسلحة نووية أو أن أراضي الناتو مهددة".

وقرر بايدن تكثيف دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا وطلب من الكونغرس الموافقة على حزمة جديدة من المساعدات لكييف تبلغ 33 مليار دولار، من بينها 20 مليارا مخصصة للأسلحة والذخيرة، أي نحو سبع مرات الكمية التي أرسلت إلى البلاد منذ الغزو الروسي في 24 فبراير.

وتسلم الإدارة الأميركية حاليا كييف أسلحة ثقيلة مثل المدفعية والمروحيات والطائرات المسيرة، بعدما ترددت في ذلك، خشية تمدد الصراع إلى دول أعضاء في شمال حلف الأطلسي (ناتو).

والاثنين الماضي، قال وزير الدفاع لويد أوستن، بعد عودته من كييف: "نريد رؤية روسيا ضعيفة لدرجة لا تستطيع معها القيام بأمور مماثلة لغزو أوكرانيا".

"قوة متضائلة"

وتنقل فرانس برس عن الأستاذ الفخري في كينغز كوليدج لندن، لورنس فريدمان، قوله إن التهديدات الروسية "لم تعد تؤخذ على محمل الجد كما في السابق"، مضيفا "إنها قوة متضائلة أصلا".

وهذه استنتاجات رددها غيديون روز من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. وأكد لصحيفة "فورين أفيرز" أن "موسكو لن تستخدم الأسلحة النووية أثناء الصراع".

وأضاف أن فلاديمير بوتين "يدرك أن أعمالا انتقامية وازدراء عالميا سيليان ذلك، بالإضافة إلى أن الآثار الإشعاعية التي ستنجم عنها (الأسلحة النووية) قد تصل بسهولة إلى روسيا".

ورغم أن بايدن يؤكد أن القوات الأميركية لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع، زادت واشنطن دعمها العسكري لأوكرانيا من خلال تسليمها معدات عسكرية وتدريب جنود أوكرانيين على الأسلحة الثقيلة الأميركية علنا، بعدما كانت تقوم بذلك بتكتم.

وبالتالي، فإن الصراع يتخذ كل صفات "الحرب بالوكالة" ضد موسكو، من خلال الأوكرانيين، كما قال سام وينتر-ليفي من جامعة برينستون في المدونة المتخصصة "وور أون ذي روكس".

وأوضح هذا الخبير الذي يتعاون أيضا مع الأكاديمية العسكرية الأميركية أن هذا النوع من الحروب، مثل الحرب بين السعودية وإيران من خلال المتمردين الحوثيين في اليمن "هو أسوأ نتيجة ممكنة" لأنها تنطوي على خطر تصعيد، مشيرا إلى أن هذا النوع من الحروب عموما يستمر لفترة طويلة.

لكنه وينتر-ليفي يرى أنه "قد يكون أفضل خيار ممكن" لأن الغربيين "ليس لديهم خيار"، مؤكدا أنه "في نهاية المطاف، الخيار الوحيد الأسوأ من الحرب بالوكالة هو انتصار روسي في أوكرانيا أو مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا".