قالت نائبة وزير الدفاع الأميركي كاثلين هيكس، الأربعاء، إنَّ الصين أصبحت المنافس الاستراتيجي الأكثر أهمية للولايات المتحدة على المسرح العالمي، مشيرة إلى أنَّ واشنطن تستثمر حالياً في قدرات تجعل من الصعب على خصومها المحتملين تهديد قواتها.

جاء ذلك خلال كلمتها في مؤتمر "داربا إلى الأمام" الذي تنظمه، في كولواردو، وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (داربا) التابعة لـ"البنتاجون".

واعتبرت هيكس أنه لا يوجد نقص في التحديات الكبيرة التي تفكر فيها وزارة الدفاع الأميركية كل يوم، مضيفة: "إننا نواجه تحدياً متسارعا تشكله الصين، التي هي اليوم المنافس الاستراتيجي الأكثر أهمية للولايات المتحدة على المسرح العالمي".



وتابعت: "كما أننا نواجه في روسيا تهديداً حاداً للنظام الدولي، كما يتضح من حربها الوحشية المستمرة ضد أوكرانيا. ونواجه تهديدات إقليمية مستمرة، مثل تلك الصادرة عن كوريا الشمالية وإيران والمنظمات المتطرفة العنيفة"، وفق تعبيرها.



وأشارت إلى أنَّ الولايات المتحدة تواجه أيضاً "تهديدات تتجاوز الحدود الوطنية والإقليمية، بما في ذلك الأوبئة مثل كورونا وتغير المناخ"، لافتة إلى أنَّ واشنطن تواجه هذه التحديات بالعديد من المزايا الاستراتيجية، بما في ذلك وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية.

التطور والتهديدات

واعتبرت المسؤولة الأميركية، أنه خلافاً للتنافس في حقبة الحرب الباردة "علينا أن نتطور بشكل أسرع من تطور التهديدات، مما يعني أنه يجب تصميم وبناء قدراتنا لتكون مرنة وقابلة للتكيف وقابلة للتشغيل البيني منذ البداية"، مشددة على ضرورة الاستمرار في "بناء وتنمية الميزة الدائمة للولايات المتحدة"، على حد تعبيرها.

وقالت: "ببساطة، ليس لدينا عقود لننتظر حتى تنتشر أحدث وأكبر المفاهيم والقدرات في قواتنا العسكرية. علينا أن نقلص هذا الجدول الزمني من عقود إلى سنوات أو حتى أشهر".

وأضافت: "بينما نمضي قدماً، سيكون المزيد من التعاون عبر القطاعات، وعبر الحدود بالتنسيق الوثيق مع أصدقائنا وحلفائنا، أمثر أهمية، لأن هناك الكثير من الابتكار العظيم الذي يحدث خارج حدودنا سواء كان ذلك في القطاع التجاري، أو في النظم الإيكولوجية للعلوم والتكنولوجيا في الديمقراطيات الأخرى".

الاستثمار في التكنولوجيا

وكشفت نائبة وزير الدفاع أنَّ هناك العديد من مجالات التكنولوجيا المبتكرة التي يستثمر فيها "البنتاجون"، مثل البنى الفضائية المرنة، والمحركات المتقدمة، والوسائل الأسرع من الصوت.

وقالت إن "هذا جزء من سبب مطالبتنا في ميزانية الدفاع للرئيس (جو) بايدن للسنة المالية المقبلة بأكبر استثمار على الإطلاق في البحث والتطوير"، معتبرة أن "الاستثمار في الابتكار والتحديث هو المفتاح لبناء ميزة دائمة، وهي ركيزة أساسية لاستراتيجية الدفاع الوطني لدينا".

وأضافت: "بالطبع، لا يتعلق الأمر فقط بالقدرات التكنولوجية نفسها، وإنما أيضاً كيفية استخدامنا لقدراتنا، من خلال مفاهيم تشغيلية جديدة ومبتكرة، وجعل تصميم المفاهيم وتطويرها جزءاً من كيفية قيامنا بالنماذج الأولية والتجريب".

منع استهداف القوات

وأشارت إلى أنه "لهذا السبب نستثمر في المفاهيم والقدرات الإبداعية التي تجعل من الصعب استهداف قواتنا، سواءً في الجو أو على الأرض أو في البحر، من الفضاء إلى الطيف الكهرومغناطيسي، والفضاء الإلكتروني".

وأكدت أن واشنطن ستستثمر أيضاً في قدرات ومفاهيم جديدة "تجعل من الصعب على الخصوم المحتملين تطبيق أنظمتهم الخاصة لتهديد قواتها"، على حد تعبيرها.

وقالت "في جميع أنحاء أميركا، لدينا نظام للابتكار نابض بالحياة بشكل لا يصدق ويحسدنا عليه العالم"، و"داربا جزء منه".

وأضافت أنه "بسبب هذا النظام البيئي للابتكار، نحن قادرون على معرفة بعض المشاكل المؤذية حقاً، مثل كيفية إعادة تزويد وتعزيز وحدات الجيش ومشاة البحرية المنتشرة في الجزر عبر نصف الكرة الأرضية، مع قدرات مثل التصنيع الإضافي الموزع، وأنظمة التسليم البعيدة عن الرادارات المنتشرة".

وأشارت إلى أنه للمساعدة في حل هذه التحديات تقوم "داربا بما تقوم به دائماً بشكل جيد، وهو وضع نموذج أولي وتجربة ودفع الاختراقات العلمية والتكنولوجية إلى الأمام لصالح أمننا القومي".