فيما دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الرابع على التوالي دون أن تخمد جذوتها بعد، دخلت عوامل مساعدة على خط المظاهرات لدعم المحتجين.

ومن بين تلك العوامل، ذلك الذي أعلنت عنه مجموعة "أنونيموس" للقرصنة المعلوماتية، اليوم الإثنين، بتمكنها من اختراق معلومات 407 من كاميرات المراقبة المنتشرة في شوارع العاصمة الإيرانية طهران، كونها تساعد السلطات الأمنية الإيرانية في قمع الاحتجاجات.



المجموعة قالت في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "إنه من أجل دعم الاحتجاجات في إيران، قامت المجموعة باختراق معلومات مئات من كاميرات المراقبة في طهران وقامت بتعطيل هذه الكاميرات"، لمساعدة "المحبين للحرية في إيران".

اختراق الكاميرات

وأرفقت تغريدتها بصورة لقائمة الكاميرات في طهران التي زعمت "أنها اخترقتها، بما في ذلك كاميرات شوارع آزادي بهبودي وتوحيد وشريعتي وصدر وميدان قدس وشارع ولي عصر في طهران".

وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية أفادت في وقت سابق بأن السلطات الأمنية استطاعت تحديد هوية بعض قادة إثارة الاضطرابات والشغب (الاحتجاجات) باستخدام كاميرات المراقبة الموجودة في الشوارع.

ومنذ بداية الاحتجاجات الحالية في إيران نظمت هذه المجموعة هجمات إلكترونية واسعة النطاق ضد المواقع الإلكترونية للحكومة الإيرانية، واخترقت المواقع التابعة لوزارات النفط والاقتصاد والمالية والثقافة، كما استهدفت مواقع إخبارية تابعة للنظام الإيراني.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجات شعبية مناهضة للنظام على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني على أيدي ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق" في طهران، مما أثار موجة من الانتقادات والغضب الشعبي.

وسعت السلطات الإيرانية إلى قمع الاحتجاجات ومواجهتها بعنف، مما أدى إل مقتل 240 متظاهرا بينهم 32 طفلا بالإضافة إلى 26 من قوات الأمن، بحسب أحدث إحصائيات منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية ومقرها بتركيا.

وفيما لم تقدم إيران إحصاءات دقيقة عن القتلى والجرحى والمحتجزين خلال الاحتجاجات الأخيرة، فقد تمكنت هذه المنظمة من تحديد هوية 738 شخصاً من المتظاهرين المعتقلين بينهم 175 طالباً جامعياً.

قتلى إيفين

يأتي ذلك، فيما أعلنت السلطات القضائية الإيرانية، اليوم الإثنين، عن ارتفاع عدد القتلى حادث سجن إيفين بالعاصمة طهران الذي وقعت في وقت متأخر من مساء السبت، إلى ثمانية أشخاص بعد وفاة أربعة آخرين.

وقال بيان للمركز الإعلامي للسلطة القضائية الإيرانية واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، اليوم، "توفي 4 أشخاص آخرين أصيبوا في حادثة حريق سجن ايفين".

وأضاف البيان أنه بذلك "يرتفع عدد الضحايا إلى ثمانية أشخاص بعد تسجيل 4 وفيات جديدة جراء الحريق الذي نشب في سجن إيفين".

وأكد أن "جميع الأشخاص الثمانية الذين لقوا حتفهم كانوا من نزلاء السجن لجرائم تتعلق بالسرقة"، مبينة أن "6 مصابين في هذا الحادث ما زالوا في المستشفى ويخضعون للعلاج والرعاية الطبية، وحالتهم العامة مواتية وتتحسن".

عائلات المتوفين

وكشف بيان السلطة القضائية الإيرانية أنه "تم إبلاغ هويات جميع المتوفين إلى عائلاتهم وبعد الأمر القضائي، سيتم نشر أسمائهم".

وكانت وكالة ميزان للأنباء التابعة للقضاء في إيران، قالت يوم الأحد، 4 سجناء من بين المحكوم عليهم في قضايا سرقة توفوا خلال الحريق "بسبب استنشاق الدخان الناتج عن الحريق"، بالإضافة إلى إصابة 61 آخرين.

تأتي مزاعم سلطات إيران بشأن حريق سجن إيفين، في وقت أثار فيه العديد من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الكثير من الشكوك حول هذا الأمر، فيما تقول بعض المصادر المطلعة إن سجن إيفين كان ملتهبا لعدة أيام.