وجد استطلاع لآراء الناخبين أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" NBC NEWS قبل يومين من الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، أن 48% من الأميركيين يُفضلون هيمنة الديمقراطيين على الكونجرس، بينما يُفضل 47% سيطرة الجمهوريون.

وقالت الشبكة إن النتائج تعكس مشهداً تنافسياً للغاية قبل بدء الإدلاء بالأصوات المقرر في 8 نوفمبر، مشيرةً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن "لا يزال غير محبوب"، في وقت يُعبر الناخبون عن استيائهم العميق من حالة البلاد.

وتُعد هذه النتائج، بحسب تقرير نشرته الشبكة، الأحد، عكس استطلاع سابق أجري في أكتوبر وأبدى خلاله 48% من المشاركين رغبة في سيطرة الحزب الجمهوري على الكونجرس، مقابل 47% أرادوا ديمقراطيين في السلطة، ورغم ذلك قالت الشبكة إن هذا التحول يقع ضمن هامش الخطأ.



تراجع تأييد بايدن

الاستطلاع الأخير، الذي أجري في الفترة بين 3 إلى 5 نوفمبر الجاري، على ألف ناخب مسجل، أظهر أن المستطلعين الديمقراطيين قد لحقوا بالجمهوريين في مدى اهتمامهم بهذه الانتخابات، إذ أعرب 73% من الجانبين عن اهتمام كبير بها، وسجلوا إما "9" أو "10" على مقياس مكون من 10 نقاط.

وتابعت الشبكة "مع ذلك، فإنه لا تزال البيئة السياسية العامة قاتمة بالنسبة للديمقراطيين، إذ يوافق 44% فقط من الناخبين على أداء بايدن، بينما يعارضه 53%، كما يعتقد أكثر من 70% أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، وقال 81% إنهم غير راضين عن الاقتصاد الأميركي".

وعلاوة على ذلك، قال 47% من جميع الناخبين إنهم يريدون تغييراً كبيراً مختلفاً عن النهج الذي يقود به بايدن البلاد، وهي نسبة أعلى مما أظهره استطلاع أجري في الانتخابات النصفية الأولى في عهد الرؤساء الأميركيين السابقين دونالد ترمب (44%)، وباراك أوباما (41%)، وبيل كلينتون (36%)، وهي النسب التي أدت إلى هزيمة هؤلاء الرؤساء في انتخابات التجديد النصفي في ذلك الوقت.

وتبدو نسبة تأييد أداء بايدن البالغة 44% قريبة من نسب أوباما (45%) وترمب (46%) في استطلاع "إن بي سي نيوز" وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأخير قبل انتخابات التجديد النصفي الأولى عندما فقد حزبهما السيطرة على غرفة واحدة على الأقل من الكونجرس.

وكشفت النتائج أن أعلى معدلات تأييد لبايدن كانت بين الناخبين من ذوي الأصول الإفريقية 78% منهم، واللاتينيين 52%، وناخبي الحضر 50% والنساء 48%، فيما كانت أقل معدلات تأييد له بين ناخبي الضواحي 43% والرجال 38% والناخبين البيض 37% والناخبين الريفيين 29% والمستقلين 28%، كما بلغت نسبة تأييده بين الناخبين الذين يعيشون في الولايات المتأرجحة 40%.

أكثر القضايا أهمية

عندما سُئل الناخبون، في الاستطلاع، عما يعتبرونه أهم قضية في الولايات المتحدة، اختار 23% التهديدات التي تواجه الديمقراطية، و20% الوظائف والاقتصاد، و17% تكلفة المعيشة، وهي الإجابات التي تتفق مع استطلاعات "إن بي سي نيوز" السابقة.

لكن عند سؤالهم عن مجموعة القضايا الأكثر أهمية التي ستُحدد أصواتهم، قال 50% من الناخبين إنها تتمثل في موقف المرشح من الحق في الإجهاض، وعلاقته بالتهديدات التي تواجه الديمقراطية، ومعالجته لأزمة تكاليف المعيشة من خلال زيادة الضرائب على الشركات (وهو ما يُمثل رسالة الديمقراطيين إلى حد كبير)، وذلك مقارنة بـ 44% من المستطلعين الذين اختاروا موقف المرشح من الجريمة والوضع على الحدود ومعالجته لأزمة تكاليف المعيشة، من خلال خفض الإنفاق الحكومي (وهو ما يمثل رسالة الجمهوريين إلى حد كبير).

وعندما طُلب منهم الاختيار بين إما موقف المرشح من تكلفة المعيشة، أو موقفه من الإجهاض، باعتبارها القضية الأكثر أهمية التي ستقرر تصويتهم، اختار 58% من الناخبين تكلفة المعيشة، بينما قال 38% الإجهاض.

وذكرت "بلومبرغ" أنه وفقاً لنتائج استطلاع "إن بي سي نيوز"، سد الديمقراطيون الفجوة مع الجمهوريين في حماس الناخبين خلال الأيام الأخيرة قبل بدء الاقتراع، والتي ظلت "تنافسية للغاية".

وأضافت أن هذه النتائج تُمثل أخباراً سارة للرئيس جو بايدن، إذ يسعى حزبه للاحتفاظ بالسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، في وقت أظهر استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "إيه بي سي نيوز" أن الجمهوريين أكثر ثقة بشأن الأصوات التي ستكون لصالحهم، وبالتالي يبدون وفقاً لذلك، في وضع يسمح لهم بالسيطرة على مجلس النواب.

أوباما الأكثر شعبية

استطلاع "إن بي سي نيوز" وجد أيضاً أن 72% من الناخبين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، مقابل 21% فقط يعتقدون أنها تسير في المسار الصحيح، وقال 81% من الناخبين أنهم إما غير راضين أبداً (50%) أو غير راضين إلى حد ما (31%) عن حالة الاقتصاد، في حين أن 19% منهم إما راضين للغاية (3%) عنه أو راضين إلى حد ما (16%).

وأظهر الاستطلاع أن باراك أوباما هو الرمز الأكثر شعبية، إذ أعرب 51% من المستطلعين عن نظرتهم له بشكل إيجابي فيما نظر إليه 37% بشكل سلبي، يليه بايدن (42% إيجابي، 50% سلبي)، ثم الحزب الديمقراطي (38% إيجابي، 47% سلبي)، والحزب الجمهوري (35% إيجابي، 48% سلبي) ودونالد ترمب (35% إيجابي، 55% سلبي).

وكان الناخبون أصحاب الميول الجمهورية في الاستطلاعين أكثر ثقة بشأن التصويت من الناخبين ذوي الميول الديمقراطية بهامش 80% إلى 74%، حيث انخفض اليقين في التصويت بين الديمقراطيين بمقدار 8% عن عام 2018، بينما ظل ثابتاً بين الجمهوريين.

وقال بيل ماكنتورف خبير استطلاعات الرأي الذي ساعد الشبكة الإخبارية الأميركية في إجراء الاستطلاع إن "الرئيس بايدن والديمقراطيين في انتخابات بائسة"، بينما يرى الخبير جيف هورويت، الذي عمل أيضاً في الاستطلاع أن النتائج "تُظهر زيادة تنافسية يمكن أن تساعد الديمقراطيين في بعض السباقات".

وكان الاستطلاع الذي أجرته "إن بي سي نيوز" في الفترة من 3 إلى 5 نوفمبر الفائت وشمل 1000 ناخب مسجلاً بهامش خطأ يزيد أو ينقص عن 3.1%.