ما يحدث من مواجهات ليس خلافاً بين أطراف

حماية جميع مقار البعثات الدبلوماسية إبان الأحداث المؤسفة

مطار الخرطوم غير آمن لاستئناف حركة الطيران



القوات المسلحة تعتمد استراتيجية قتالية لتقليل الخسائر وسط المدنيين والممتلكات

إعلان حالة الطوارئ بالكامل إلى حين اتضاح الموقف


أنس الأغبش

أكدت وزارة الخارجية السودانية، أن ما يحدث من مواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ليس خلافاً بين أطراف، إنما حركة تمرد "بمعنى التمرد" داخل المؤسسة العسكرية قامت به مجموعة من قوات الدعم السريع للاستيلاء على السلطة بالقوة.

وأضافت "الخارجية السودانية" في اتصال هاتفي مع "الوطن" مساء أمس، أنه تم الإعلان حالة الطوارئ بالكامل على مدى الـ24 ساعة، وذلك إلى أجل غير مسمى وإلى حين اتضاح الموقف.

ولفتت الوزارة، إلى أن مطار الخرطوم الدولي يخضع حالياً لسيطرة الجيش بالكامل، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المطار مغلق وليس آمناً لاستئناف حركة الطيران حالياً، وسيتم الإعلان عن المستجدات أولاً بأول، موضحة أنها ستصدر بياناً صباح اليوم الثلاثاء لتوضيح آخر المستجدات في هذا الشأن.

وأشادت "الخارجية السودانية"، بموقف الدول الشقيقة والصديقة بما فيها مملكة البحرين والتي عبرت عن قلقها إزاء الوضع القائم في السودان، مؤكدة أن دعوة المجتمع الدولي إلى تغليب الحكمة والعقل محل تقدير كبير. كما أن موقف البحرين تجاه السودان يؤكد دعمها المتواصل لجمهورية السودان

يشار إلى أن كافة الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة فشلت لتعنت أولئك القادة في قبول هذا الأمر.

وأكدت في بيان صادر أمس، أن الجهات المختصة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لحماية جميع مقار ومنسوبي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم، إبان الأحداث المؤسفة التي بدأت في 15 أبريل نتيجة تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية.

وأوضحت "الخارجية السودانية"، أن الأحداث المؤسفة نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في عدد من المواقع بالعاصمة وبعض المدن الأخرى إثر الهجوم الذي بدأته قوات الدعم السريع على مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي ببيت الضيافة المجاور للقيادة العامة للقوات المسلحة.

وأضافت، أن هذا الهجوم حدث في ذات يوم الاجتماع المقرر بين رئيس مجلس السيادة القائد العام وقائد قوات الدعم السريع، الأمر الذي يدل على سوء النية من طرف الدعم السريع.

وبناءً عليه تصدت القوات المسلحة انطلاقا من واجبها ومسؤوليتها الوطنية في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد لدحر الهجوم وطرد قوات الدعم السريع من محيط القيادة العامة وكذلك المقار الأخرى التي حاولت تلك القوات المتمردة الاستيلاء عليها كالقصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون.

وأوضح البيان، أن القوات المسلحة تمكنت من إلحاق الهزيمة بالمتمردين كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، الأمر الذي اضطر أعداداً كبيرة منهم للاستسلام أو الهروب من ساحة المعركة إلى الولايات المجاورة لولاية الخرطوم.

وقال البيان: "نتيجة لتمرد قيادة الدعم السريع فقد أصدر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة قراراً بحل الدعم السريع وإعلانه قوة متمردة على الدولة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس".

يشار إلى أن كافة الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة فشلت لتعنت أولئك القادة في قبول هذا الأمر.

وفي خضم المواجهات التي لا زالت جارية مع فلول الدعم السريع المحلول، أكدت الوزارة أن القوات المسلحة تعتمد استراتيجية قتالية تهدف لتقليل الخسائر وسط المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة، على الرغم من أن هذه الإجراءات ربما تأخذ بعض الوقت ذلك لإنهاء سيطرة فلول الدعم السريع على المواقع الحكومية التي سيطروا عليها.

وأعربت الوزارة، عن تقديرها لجهود الدول العربية والأفريقية والمجتمع الدولي الرامية للمساعدة على تهدئة الأحوال في البلاد، مؤكدة أن هذا الأمر هو شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية.