لندن - كميل البوشوكة، وكالات

يتجه حزب المحافظين برئاسة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة إلى تحقيق نتائج أفضل مما كان متوقعا في الانتخابات المحلية التي جرت في إنجلترا الخميس بحسب الأرقام الأولى المتوافرة التي تظهر تقدماً ضعيفاً للمعارضة العمالية.

وقال رئيس حزب المحافظين، براندون لويس "لقد كانت ليلة سعيدة بالنسبة لنا، وكانت ليلة فظيعة لحزب العمال، لقد وعدوا بفوزهم بمجلس الإدارة في لندن، ولم يفوزوا، ولم يحصلوا إلا على مجلس واحد في لندن". وفاز حزب المحافظين بمجلس بارنت في لندن، وفاز بمقاعد كانت تابعة لحزب الاستقلال البريطاني ومجالس أخرى في لندن. كما فازوا أيضاً في مدينتي باسيلدون وبيتربورو.



وقد زارت رئيسة الوزراء تيريزا ماي منطقة واندزورث صباح الجمعة، وهو أحد المجالس الرئيسة في لندن التي ينظمها حزب المحافظين. وقالت "لقد ظن حزب العمال أن بإمكانهم السيطرة، وكان هذا أحد أهدافهم العليا وألقوا كل شيء في ذلك، لكنهم فشلوا".

ووفقاً لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، حصل حزب العمال علي مقعد في معقل حزب المحافظين في كنسينغتون ومجلس تشيلسي، لكن المحافظين احتفظوا بالسيطرة، على الرغم من الانتقادات الموجهة إلى تعاملهم مع كارثة برج غرينفيل. وقالت القيادية بالمحافظين إليزابيث كامبل، "إننا بحاجة إلى إعادة بناء الثقة".

وقال جوناثان كار-ويست المحلل في مركز الأبحاث "الديمقراطية المحلية" ، "لم نشهد سوى تغير بعض المجالس المحلية في هذه المرحلة من النتائج، لكن في الوقت الراهن تبدو الأمور بالنسبة للمحافظين افضل مما كان متوقعاً، فيما لم تصل نتائج العماليين إلى مستوى التوقعات".

وتعتبر الانتخابات لتجديد المجالس المحلية عادة معقدة بالنسبة للحزب الحاكم وكانت تيريزا ماي تواجه مخاطر شديدة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو 2017 والتي خسرت فيها غالبيتها المطلقة، ونظراً للانقسامات في صفوف حزب المحافظين حول بريكست.

وبحسب النتائج المتوافرة مع إعلان نتائج 139 من اصل 150 مجلساً، فاز حزب العمال بـ 2051 مقعداً، فيما فاز المحافظون بـ 1290 مقعداً، وحصل الديمقراطيون الليبراليون على 489 مقعداً، وفاز حزب الخضر بـ 34 مقعداً، وحصل حزب الاستقلال البريطاني علي 3 مقاعد.

لكن المحافظين تمكنوا خصوصاً من الحفاظ على معاقلهم التاريخية في العاصمة لندن التي صوتت ضد بريكست في 2016 وانتخبت رئيس بلدية عمالياً صادق خان عام 2016 وكانت تبدو على استعداد لتقديم المزيد من المكاسب للعماليين.

واحتفظ المحافظون أيضاً بدوائر ويستمنستر وواندسوورث لكن أيضاً في كينسنغتون وتشلسي حيث كانت التوقعات تشير إلى احتمال أن يدفعوا ثمن حريق برج غرينفل الذي أوقع 71 قتيلاً في يونيو 2017 وحملهم الناجون مسؤوليته.

كما احتفظ المحافظون بمجالسهم في بارنت شمال العاصمة حيث كان يأمل العماليون في الفوز بها. وقد يكون ناخبو هذه الدائرة حيث تقيم مجموعة يهودية كبرى قرروا معاقبة العماليين اثر اتهامات مفادها أن جيريمي كوربن قد يكون سمح بانتشار معاداة السامية داخل صفوف الحزب.

وقال رئيس حزب المحافظين براندون لويس لشبكة سكاي نيوز "لقد كان أداؤنا افضل مما كان متوقعاً" مضيفاً "حزب العمال الذي كان يظن أن بإمكانه الفوز بكل شيء في لندن لم يفز حتى الآن إلا بدائرة واحدة إضافية".

في المقابل خسر المحافظون مجلسهم في ترافورد قرب مانشستر شمال غرب إنجلترا وبلايموث جنوب غرب البلاد.

من جانب آخر أظهرت النتائج الأولية انهياراً لحزب يوكيب "44 مقعدا"، الحزب المناهض لأوروبا والمعارض للهجرة والذي كان يواجه تراجعا منذ قرار البريطانيين مغادرة الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء العام 2016 الذي حرمه من أبرز سبب وجوده.

وتمكن الليبراليون الديمقراطيون أيضاً من الفوز بمقاعد في ريتشموند جنوب غرب لندن على حساب المحافظين.

وحقق حزب المحافظين مكاسب جيدة، لا سيما في المجالس التي خسر فيها حزب الاستقلال البريطاني الغالبية العظمى من مقاعده. ولكن، فقد حزب المحافظين مقاعد في مجلس ريتشموند لصالح الليبراليين الديمقراطيين، كما فقد مجلسه الوحيد في الشمال الغربي، وهو مجلس ترافورد لصالح حزب العمال.

ولم يحقق حزب العمال المكاسب التي كان يتوقعها في لندن، واعترف جون ماكدونيل، مستشار حكومة الظل، بأن النتائج كانت متباينة. ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية، فإن نتيجة الانتخابات المحلية بالنسبة للأحزاب لم تكن جيدة كما كانت تتوقع تلك الأحزاب. وعلى سبيل المثال، قال جيريمي كوربين إن حزب العمال حقق نتائج انتخابية محلية "صلبة"، على الرغم من عدم تحقيق مكاسب كبيرة. وأضاف جيريمي كوربين "فشل الحزب في اتخاذ عدة أهداف من المحافظين، بما في ذلك بلدية "واندزورث"، ولكن فاز مرة أخرى في مدينة بليموث وأصبح أكبر حزب في ترافورد".

وكان يجري التنافس على أكثر من 4300 مقعد في نحو 150 مجلس محلي في بريطانيا خصوصاً في المدن الرئيسة مثل لندن ومانشستر وليدز ونيوكاسل. وبعض المجالس المكلفة خصوصاً مسائل التعليم وادارة النفايات يجري تجديدها بكاملها وأخرى يجدد ثلث أعضائها أو نصفها فقط.

وجرت الانتخابات الخميس بعد أيام فقط على استقالة وزيرة الداخلية أمبر راد المفاجئة إثر فضيحة بخصوص معاملة المهاجرين من اصل كاريبي الذين وصلوا إلى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وكانت مسالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المرتقب نهاية مارس 2019 حاضرة في خلفية الانتخابات المحلية.