الحرة

تستعد قوات تابعة للحكومة الأفغانية السابقة، للدخول في نزاع طويل الأمد مع طالبان، من دون أيضا استبعاد إمكانية التفاوض مع الحركة.

وتحولت القوات الأفغانية السابقة إلى ما يشبه حركة مقاومة في وادي بانشير شديد التحصين، الواقع شمال شرق كابل، فيما أظهرت لقطات فوتوغرافية مئات العناصر خلال عمليات التدريبات.

ومنذ استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، قبل أيام، إثر هجوم خاطف سيطرت خلاله على العاصمة، توجّه آلاف الأشخاص إلى بانشير بهدف الانضمام إلى حركة المقاومة وإيجاد ملاذ آمن لمتابعة حياتهم، وفق المتحدث باسمها علي ميسم نظري.

في هذه المنطقة يحشد أحمد مسعود، نجل القائد السابق للمجاهدين أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدة قبيل هجمات 11 سبتمبر 2001، قوة مقاتلة عديدها 9 آلاف عنصر، وفق نظري.

ولم يخف مسعود نواياه، إذ ذكّر الجميع بوضوخ قبل أيام أنهم "واجهوا الاتحاد السوفيتي (في ثمانينيات القرن الماضي)، ونستطيع مواجهة طالبان"، حسبما ذكرت "الغارديان" البريطانية.

والهدف الرئيسي لجبهة المقاومة الوطنية تجنّب سفك مزيد من الدماء في أفغانستان والدفع باتّجاه نظام حكم جديد، لكن نظري قال إن المجموعة جاهزة أيضا لخوض نزاع، وإذا رفضت حركة طالبان التفاوض فستواجه مقاومة في مختلف أنحاء البلاد.

وشدد نظري وهو مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة، على أن "شروط إبرام اتفاق سلام مع طالبان هي اعتماد اللامركزية، أي اعتماد نظام يضمن العدالة الاجتماعية، والمساواة، والحقوق والحرية للجميع".

وأضاف أن المحادثات بين زعماء محليين في شمال أفغانستان والسلطات في باكستان استمرّت حتى الأيام القليلة الماضية، وفق ما أوردت "فرانس برس".

وأشار نظري إلى ما يمكن وصفها بنقاط ضعف طالبان في أفغانستان، مشيرا إلى أن الحركة منتشرة على مساحات شاسعة تتخطى قدراتها، و"لا يمكنهم التواجد في كل الأماكن في الوقت نفسه. مواردهم محدودة. لا يحظون بتأييد لدى الغالبية".

وفي حين تسيطر طالبان على الغالبية العظمى من مناطق أفغانستان، يحرص نظري على تسليط الضوء على تقارير تفيد بتشكيل مجموعات محلية في بعض المناطق لمقاومة طالبان، وتواصلها مع جبهة المقاومة الوطنية بقيادة مسعود.

وقال نظري إن "هذه الأمور لم تحصل بأوامر من مسعود" إلا أنه أكد وجود روابط بين هذه المجموعات والجبهة.

وكان أحمد مسعود طالب بالصمود في وجه طالبان، التي لم تتمكن يوما من السيطرة على معقله في وادي بانشير.



خلال تدريبات المقاومة

وقال مسعود إن جنود الجيش الأفغاني "الغاضبين من استسلام قادتهم"، وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بانشير.

وفي مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، طلب من الولايات المتحدة مواصلة دعم "قضية الحرية" وعدم التخلي عن أفغانستان.

لكنّ نظري أكد أن مواقف مسعود تختلف عن مواقف نائب الرئيس السابق، أمر الله صالح، المتحصّن بدوره في الوادي، بعدما تعهّد الأسبوع الماضي قيادة انتفاضة ضد طالبان.

وقال نظري إن "صالح في بانشير. قرر البقاء في البلاد وعدم الهرب". وأشار إلى أن صالح مناهض بشدة لباكستان وهو في هذا الموقف على خلاف مع مسعود، الذي يسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع جارة أفغانستان الداعمة لطالبان.

وأوضح المتحدث أن "صالح مناهض لطالبان ومناهض لباكستان. هذا يعني أنه ليس جزءا من هذه الحركة. هو متواجد في بانشير ويحظى بالاحترام".

وشدد نظري على أن الهدف حاليا هو الدفاع عن بانشير وشعبها، مضيفا "إن وقع عدوان وإن هاجمنا أحد فسندافع عن أنفسنا لأن معركتنا دفاعية"، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

وبالإضافة إلى القوة التابعة لمسعود، يتواجد في بانشير أكثر من ألف نازح من مختلف أنحاء أفغانستان تدفّقوا على الوادي بحثا عن ملاذ آمن، وفق نظري.

وقال المتحدث "نشهد تحوّل بانشير إلى منطقة آمنة لكل المجموعات التي تشعر أنها مهدّدة في مناطق أخرى".