شهد معسكر أشرف الذي يضم نحو 100 عنصر ينتمون لمنظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة شمال شرق بغداد اشتباكات وانفجارات أمس اتهمت المنظمة قوات عراقية بالوقوف وراءها مؤكدة أن 47 من عناصرها قتلوا في تلك الاشتباكات، إلا أن السلطات العراقية نفت ذلك. وقدم مسؤولون عراقيون ومتحدثون من منظمة مجاهدي خلق تصريحات متضاربة عن أحداث أمس، ولم يتضح على الفور سبب التفجيرات والاشتباكات وعدد الضحايا.
واتهمت منظمة مجاهدي خلق قوات أمن العراقية بإضرام النار في ممتلكات للمنظمة داخل المعسكر الواقع في محافظة ديالى، إلا أن المسؤولين العراقيين نفوا ذلك.
وتحدثت مستشفيات محلية عن مقتل جنديين عراقيين وإصابة 3، وقال مسؤولون عراقيون إن القتلى والجرحى سقطوا عندما هاجم سكان المعسكر لواء الجيش الذي يتولى حراسة المعسكر.
ولم تؤكد الأمم المتحدة أي من الأنباء الواردة، إلا أن وكالة اللاجئين الدولية قالت إنه «يبدو أن القوة القاتلة استخدمت وأن عدداً من الناس قتلوا أو جرحوا».
وقالت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة الين نبعة «نحن نأسف بشدة للأحداث، ونتابع عن كثب التطورات على الأرض ونجري تقييماً للوضع هناك». وذكرت مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية أن 5 قذائف هاون سقطت على المعسكر. وقال مقدم في عمليات ديالى إن عدداً من القذائف سقط على المعسكر دون معرفة الخسائر».
إلا أنه أكد أن «عدداً من عناصر مجاهدي خلق هاجموا سرية الجيش التي تقوم بحماية المعسكر واشتبكوا معهم ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الجيش وإصابة 3». وأكد طبيب في المستشفى الرئيس في مدينة بعقوبة عاصمة المحافظة عدد القتلى. وأكدت المنظمة أن الجيش العراقي دخل المعسكر وقتل 47 من أعضاء المنظمة في «مجزرة» وأضرم النار في ممتلكاتها.
وقال المتحدث باسم المنظمة شهريار كيا أن عشرات من عناصر مجاهدي خلق جرحوا وفي حالة حرجة كما تم أخذ عدد منهم رهائن. وذكرت المنظمة أن السلطات العراقية قطعت الكهرباء والماء عن المعسكر. لكن مستشارية الأمن الوطني نفت «تنفيذ أي عملية ضد المعارضين». وأفاد المصدر أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن خلافات داخلية بين عناصر المنظمة أسفر عن سقوط خسائر بينهم» مشيراً إلى أن التحقيقات لاتزال جارية».
وأوضحت المنظمة في بيان أن «قوة من اللواء 36 التابعة للجيش العراقي هاجمت معسكر أشرف الذي يضم مجاهدي خلق بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات معظمهم إصابتهم خطيرة، واقتياد العديد منهم إلى جهة مجهولة».
وتطالب الحكومة العراقية المنظمة الإيرانية إخلاء هذا المعسكر والانتقال إلى معسكر ليبرتي الذي انتقل إليه 3 آلاف معارض قرب بغداد، لكنهم يرفضون ذلك قبل حسم موضوع ممتلكاتهم.
وتأسست منظمة مجاهدي خلق التي تشكل أكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 1965 بهدف الإطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الإسلامي وقد طردت من إيران خلال الثمانينيات بعدما شنت عدة عمليات مسلحة. من ناحية أخرى، أظهرت حصيلة لضحايا أعمال العنف بالعراق أحصتها الأمم المتحدة أمس مقتل 804 أشخاص وإصابة 2030 آخرين خلال أغسطس الماضي، وسط تواصل موجة العنف وارتفاع معدلاتها في عموم البلاد التي أصبحت مهددة بحرب أهلية.
في المقابل، تحدثت حصيلة رسمية وفقاً لوزارات الدفاع والداخلية والصحة في العراق عن مقتل 356 عراقياً بينهم 267 مدنياً و56 شرطياً و33 عسكرياً، خلال الشهر الماضي، وهي أقل بكثير من حصيلة الأمم المتحدة. وأشارت الحصيلة إلى إصابة 587 بينهم 455 مدنياً و78 شرطياً و54 عسكرياً، خلال الشهر ذاته.
واستمرت أعمال العنف أمس، وقتل 5 أشخاص وأصيب 20 في هجومين منفصلين نفذ أحدهما بسيارة مفخخة على مسجد في بلدة طوزخرماتو شمال بغداد. من جهة أخرى، أقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن امتيازات ومرتبات أعضاء مجلس النواب تجهد موازنة البلاد التي تجاوزت 100 مليار دولار. وقال المالكي في كلمة وجهها للشعب غداة تظاهرات حاشدة اشتركت فيها 12 محافظة في البلاد تطالب بإلغاء امتيازات أعضاء مجلس النواب «لا يوجد في الدستور راتب تقاعد لعضو مجلس النواب، لابد أن يعاد النظر في هذه القضية».
«فرانس برس»