عواصم - (وكالات): قتل جميع ركاب طائرة الخطوط الجوية الجزائرية التي تحطمت فجر أمس الأول شمال مالي وعددهم 118 شخصاً، وتم العثور أمس وسط حطام الطائرة، على أحد الصندوقين الأسودين الذي يؤمل أن يساعد في تحديد أسباب سقوطها.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تصريح متلفز مقتضب «ليس هناك للأسف أي ناجٍ». وأضاف أنه «عثر على صندوق أسود نقله إلى غاو شمال مالي العسكريون الفرنسيون الذين تولوا تأمين المنطقة، موضحاً أن كل الفرضيات قيد الدراسة خاصة الأحوال الجوية لشرح أسباب الحادث. والطائرة من طراز مكدونيل دوغلاس ام دي 83 كانت متوجهة إلى الجزائر وتحطمت بعد 50 دقيقة من إقلاعها من واغادوغو.
ورصدت مروحية تابعة لجيش بوركينا فاسو حطام الطائرة مساء أمس الأول في منقطة غوسي، شمال مالي قرب الحدود مع بوركينا فاسو.
وسرعان ما أكدت الرئاسة الفرنسية الخبر موضحة أن الطائرة تناثرت قطعاً. وحلقت طائرة فرنسية بدون طيار قادمة من نيامي في النيجر فوق المنطقة. وكان على متن الطائرة 51 فرنسياً و23 بوركينابيا وبقية الركاب من عدة بلدان منها كندا ولبنان والجزائر، في حين كان طاقم الطائرة التي استأجرتها الشركة الجزائرية وهم 6 من الإسبان.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الطائرة كانت تقل 118 شخصاً وليس 116 كما ورد في أنباء سابقة.
وغادرت قافلة فرنسية من 100 جندي على متن 30 آلية مدينة غاو الكبيرة شمال مالي التي تبعد 100 كلم جنوب غوسي ووصلت إلى مكان الحادث في وقت مبكر صباح أمس.
وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن مهمتهم تتمثل في «تأمين المنطقة» وجمع العناصر المفيدة للتحقيق وكذلك جثث الركاب.
ووصلت الوزيرة الفرنسية المنتدبة للفرنسيين في الخارج فلور بيلوران إلى واغادوغو وقد تتوجه إلى مكان الحادث. وأعلن الوزير الفرنسي المنتدب لشؤون النقل فريديريك كوفيلييه «لقد استبعدنا منذ البداية احتمال تعرض الطائرة لصاروخ من الأرض، هذا أمر غير مرجح وحتى مستحيل» مذكراً بأن «الأحوال الجوية كانت سيئة جداً».
وصرح لقناة فرانس 2 «لكن هل كان ذلك السبب الأساس أم كان خللاً فنياً، أم الاثنين؟ يجب تحديد ذلك الآن». من جانبه قال رئيس وزراء بوركينا فاسو لوك ادولف تياو، «الآن وقد حدد مكان الطائرة سنرسل فرقاً للمساهمة في العثور على جثث مواطنينا وسنتخذ كل الإجراءات لإعادتها إلى البلاد». ومنطقة غاو منطقة خطيرة ما زال المقاتلون المتشددون ينشطون فيها على غرار عصابات مجرمين مهربين يغتنمون امتداد المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تصعب السيطرة عليها. واستقر فيها الجنود الفرنسيون منذ بداية تدخلهم في يناير 2013 لطرد مجموعات المقاتلين المتشددين من شمال مالي الموالين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذين احتلوا هذه المنطقة 9 أشهر.
وقد أقلعت الطائرة من واغادوغو وعلى متنها 112 راكباً وطاقم إسباني من 6 أفراد متوجهة إلى الجزائر واختفت من شاشات الرادارات بعد 50 دقيقة على إقلاعها وفق الخطوط الجزائرية.
وأعلنت الجمعية الدولية للنقل الجوي «اياتا» أنها «ستبذل كل ما في وسعها» لتحسين الأمن الجوي الذي يظل أولوية بعد أسبوع أسود سقطت خلاله 3 طائرات ما أسفر عن مصرع 460 شخصاً.
وقبل تحطم الطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من شركة سويفت اير تحطمت طائرة ماليزية في 17 يوليو الجاري جراء إصابتها بصاروخ وسقطت في شرق أوكرانيا في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس، ما أسفر عن 298 قتيلاً.
وتحطمت الأربعاء الماضي طائرة تايوانية لشركة ترانس آسيا في جزيرة قبالة تايوان بعد محاولة هبوط فاشلة في أحوال جوية رديئة ما أدى إلى مصرع 48 من 58 شخصاً كانوا عليها.