كتبت - إيمان الخاجة:
حمل وفد المؤسسة الخيرية الملكية الأمل إلى مخيمي الزعتري والأزرق ومدرسة البحرين في إربد بالأردن، وعاد بأمل أكبر وأقوى بعدما رآه من روح إيجابية وعزيمة وإصرار صمود في عيون أطفال اللاجئين السوريين.
وأكد أعضاء الوفد من أرامل وأيتام المؤسسة الخيرية الملكية في رحلتهم التي نظمتها المؤسسة تحت شعار "تبادل الخبرات الإنسانية" شعرنا بالفخر حين مررنا بصفوف الأطفال في مجمع البحرين العلمي وسمعنا صوت القرآن يتلى من أحد الصفوف. وقالوا عقب الزيارة التي هدفت لبث الأمل والدعم المعنوي للاجئين السوريين ومساندتهم في محنتهم، شعرنا بالفخر بعدما رأينا مشاريع البحرين على أرض الواقع، وفرحنا بالرؤية الثاقبة لجلالة الملك المفدى بإنشاء مدرسة أول مدرسة في مخيم الزعتري، وغمرتنا السعادة بعدما علمنا أن أوائل المتفوقين بالأردن من خريجي المدرسة. وحول تفاصيل أكثر حول الزيارة قالت خلود الأنصاري شحنة بطاقة إيجابية لم أتوقعها، إذ كان من المفترض أن نبث نحن الأمل في نفوس اللاجئين عبر الدعم المعنوي، لكنهم هم من بعثوا الأمل بداخلنا بقوة صبرهم وتحملهم، وفوجئنا بقوتهم وتسلحهم بالعمل وأملهم بعودتهم إلى بلادهم.
وأشارت إلى أنه في الزيارة جلسنا مع الطلاب ومع الأهل، وتبادلنا الأحاديث وشارك أبناؤنا أبناءهم في لعب الكرة، ولمسنا معاناتهم عن قرب وحاجتهم للكهرباء، وحمدهم لله سبحانه وتعالى رغم كل الظروف التي يمرون بها خصوصاً في البرد والحر، فهم ينبضون أملاً بالحياة وبعودتهم إلى بلدهم، لم يجلسوا مكتوفي الأيدي، بل هناك من صنع تجارة بسيطة ليعتمد على نفسه ويعيش من خلالها.
وأضافت زادنا فخراً مشاريع البحرين التي رأيناها على أرض الواقع وفرحنا بالرؤية الثاقبة لجلالة الملك المفدى بإنشاء مدرسة أول مدرسة في مخيم الزعتري، وفرحنا بأن أوائل المتفوقين على الأردن هم من هذه المدرسة، كما شعرنا بالأجر والمعروف الذي صنعه جلاله الملك المفدى بتسليح الإنسان بالعلم النافع وبأنه أول من فكر بعمل مدرسة للاجئين ليواصلوا تعليمهم، مما حملنا مسؤولية كبيرة على عاتقنا بأن نرد الجميل لهذا الملك الكريم الذي اهتم بنا نحن الأمهات واهتم بأبنائنا.
وتوجهت خلود بشكرها إلى جلالة الملك المفدى على الدعم الذي قدمه جلالته لكل إنسان ومحتاج داخل وخارج البحرين، وعلى المشاريع المقدمة للاجئين السورين، وعلى الدعم المعنوي الذي يرفع الروح وهو الأهم ليتمكن الإنسان من الارتقاء والعطاء. وقالت إن الشكر موصول لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية الذي احتضننا واحتضن أبناءنا، والشكر إلى د.مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة وإلى جميع موظفي المؤسسة وإداري الرحلة على كل ما قدموه وعلى الروح الإنسانية الكبيرة، فالمؤسسة الخيرية الملكية تفتح أبوابها دائماً لنشعر أننا وسط أهلنا وإخواننا.
إصرار وصمود
من جانبها قالت سميرة عبدالعزيز صاحبني في الزيارة ابني عبدالعزيز وأردت أن يرى حياة الآخرين لنقدر النعمة التي نمتلكها، وفعلاً رأيت قوة عجيبة في الأطفال رغم الحياة البدائية التي يعيشونها فلا أحد يتحمل هذه الحياة، وهذه الزيارة حملتني مسؤولية كبيرة، فبعد سنين من المسؤولية في تربية أبنائي شعرت أن الطريق مازال أمامي كبيراً، فهناك هدف آخر وهو أطفال المخيم، شعرت أنهم أبنائي، أريد أن أساعدهم وأحسن من مستواهم فما رأيناه صعباً جداً. ونوهت إلى أنه رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها والحياة البسيطة إلا أني شعرت أن الأطفال هم كبار بتفكيرهم والمسؤولية التي يحملونها، فرغم قلة الطعام والمال وانقطاع الكهرباء، إلا أنهم تعلموا الصبر، يحرصون على مواصلة التعليم، تمنيت أن أترك بصمة لكنهم هم من تركوا بصمة الأمل في قلبي، بأن الدنيا بخير وسيتغير الوضع للأفضل.
وفي أحد المواقف التي شاهدتها أوضحت سميرة، بينما كنت جالسة مع الأطفال كنت أرتدي شعاراً يحمل صورة جلالة الملك المفدى، فجاءني طفل وطلب مني أن أهديه إياه، واستغربت لطلبه فأنا لم أقدم لهم أي شيء، لكنه طلب شيئاً معنوياً يعني له الكثير وهو ذكرى من البحرين التي لها دور في مساعدتهم.
وبدورها تشكر سميرة المؤسسة الخيرية الملكية على اختيارها لها لتمثيل البحرين في المهمة الإنسانية، فهذه التجربة أعطت الأمهات قوة للاستمرار والمواصلة، والشكر موصول إلى البحرين قيادةً وحكومةً وشعباً على ما تم توفيره للأشقاء السوريين وبناء المدارس التي لها الأثر الكبير في تعليم الأطفال خلال هذه السنوات.
رسالة شكر
وفي السياق نفسه قالت زينب صالح إن زيارتها للمخيمات أثرت فيها بشكل كبير، فلمست حديث الأطفال عن أحلامهم، وظلت كلمة طفلة تصدح في أذنها حين قالت "أريد أن أكبر وأصبح مهندسة لأعمر سوريا من جديد"، وزادها نشوة وفخراً حين مرت بصفوف الأطفال في مجمع البحرين العلمي وسمعت صوت القرآن من أحد الصفوف وهم يتعلمون تلاوته، وفي الصف الآخر نشيد عن الأم فلم تتمالك الأمهات دموعهن.
وأضافت حين جلسنا مع مديرة المدرسة حملتنا رسالة شكر إلى البحرين وإلى جلالة الملك المفدى وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وإلى المؤسسة الخيرية الملكية على جهودهم في المخيم، ففي كل مكان كنا نرى علم مملكة البحرين وشعار المؤسسة الخيرية الملكية.
ومن جهتها أصرت هدى الذوادي أن تقوم بشرح أحد الدروس للطلاب، كونها مدرسة وأرادت أن تنقل خبرتها في مجال التدريس رغم قلة الوقت، وقامت بنقل قيم الأمل والمحبة والعطاء للأطفال، وأعطتهم نشاطاً استهلالياً وعدة بنود يمكن الاستفادة منها، وفرحت بتفاعل الطلاب وتجاوبهم معها. وقالت وددت عمل شيء مختلف وترك بصمة، والحمدلله نقلت تجربة جيدة لهم في التدريس وفي كيفية تطوير بعض المهارات رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها، تأثرت بهذه الزيارة بشكل كبير، وتغيرت لدي مفاهيم كثيرة وحمدت الله على نعمة الأمن والأمان والنعيم الذي نعيش فيه، وزادت الرحلة من عزيمتي في العمل التطوعي ولن أتردد لحظة فيه.
وأعربت هدى عن أمنياتها أن تستوعب المدارس عدداً أكبر من الطلاب، فهم بحاجة للتعليم ولديهم شغف كبير في تقبل المعلومة واستيعابها، ولمست إشادة الكل بجهود مملكة البحرين قيادةً وحكومةً وشعباً وما قدمته لهم من دور كبير في بناء المجمع العلمي والسكني، وتفخر بأنها من أرامل المؤسسة الخيرية الملكية الذين ساهموا بتقديم الدعم المعنوي للاجئين السوريين، مما جعلهم يشعرون بالأريحية ونقلوا لهم مشاكلهم وهمومهم.