افتتح أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد، مكتبة البحرين العامة في القدس، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وجامعة القدس، وتحت رعاية ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
وتقدم سمو الشيخ ناصر بن حمد في تصريح بهذه المناسبة، بخالص الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية، على مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية ومساندته ودعمه للعمل الإنساني، انطلاقاً من واجب يفرضه الدين الإسلامي الحنيف وعلاقات الأخوة والإنسانية في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومناصرته.
وثمن سموه هذه اللفتة الإنسانية في تعزيز الهوية العربية الإسلامية وإثراء مفهوم الجانب الخيري الممنهج، ما يصب في تقديم الرعايات الشاملة داخل البحرين وخارجها، من خلال التعاون مع الأمم المتحدة، ما يعكس المواقف البحرينية الثابتة والواضحة تجاه القضية الفلسطينية العادلة.
وأشاد سموه بالدعم الكبير الذي حظيت به المؤسسة الخيرية الملكية من قبل الحكومة البحرينية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء.
وقال سموه إن هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من الرسالة الوطنية العربية للمؤسسة الخيرية الملكية التي أمر بها جلالة الملك المفدى منذ بداية تأسيس المؤسسة، وتعمل على تأصيل الهوية العربية في القدس الشريف من خلال المكتبة العامة الهادفة إلى تفعيل دور الثقافة ورفع الوعي ونشر المعرفة.
وأكد سموه استمرار دعم البحرين للشعب الفلسطيني الشقيق على جميع الصعد وفق توجيهات ورعاية جلالة الملك المفدى، والعمل على مشروعات تنموية تساهم في بناء الإنسان الفلسطيني وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين، ما يعكس المواقف الثابتة والواضحة للبحرين قيادةً وحكومةً وشعباً تجاه القضية الفلسطينية العادلة.?
من جانبه تقدم السيد بخالص الشكر والتقدير لجلالة الملك المفدى، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، على الجهود المبذولة في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، ودور سموه الكبير في إنجاح عمل المؤسسة، ليؤكد للعالم أجمع الموقف الثابت للبحرين تجاه القضية الفلسطينية.
وقال إن مكتبة البحرين العامة في القدس الشريف افتتحت لتعزيز الجانب الثقافي للشعب الفلسطيني الشقيق المعروف منذ القدم بالثقافة والعلم، حيث يهدف المشروع إلى دعم قطاع الثقافة في القدس، والنهوض بواقع المكتبات وتفعيل دورها واستغلال المباني القائمة لمكتبات ترفع من قيمة الوعي وتعزز الانتماء الوطني للحفاظ على الهوية الثقافية.
وتقع المكتبة في أحد المباني التاريخية في القدس بعقبة الشيخ ريحان في حارة السعدية وتدار من قبل جامعة القدس، وتتكون من 3 طوابق، ومبنية على الطراز المعماري الإسلامي، وتحوي على عدة غرف وأفنية وسطح جميل مطل على حارات البلدة القديمة.
وتشكل هذه المكتبة نقطة للالتقاء واستلهام المعرفة، من خلال الكتب والمخطوطات والدراسات والأبحاث المقرر توريدها، وهي مجهزة بالتقنية والحواسيب لتعزيز دور التكنولوجيا، إضافة إلى مكان يمكن لعقد المحاضرات والندوات.
ويهتم المشروع اهتماماً مباشراً بطلبة المدارس والجامعات، وتم تزويدها بكتب متنوعة بالأساس عن القدس في كافة المجالات والقضايا والأرض الفلسطينية المحتلة، إضافة لكتب تعنى بالأدب والشعر والكتب الإسلامية والعربية، والعلوم الإنسانية، والتاريخ، والعلوم، والتكنولوجيا وغيرها، تمثل مرجعاً مهماً للطالب والمواطنين والباحثين، فيما تم توفير تقنيات خاصة بإدارة المكتبات ونظم الاستعارة والحماية، وإنشاء موقع إلكتروني خاص بالمكتبة.
بدوره أعرب رئيس مجلس أمناء جامعة القدس أحمد قريع، عن خالص شكره وتقديره للبحرين قيادة وحكومة وشعباً على وقوفهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وأكد أن البحرين من الدول الرائدة في مجال التعليم والثقافة، مشيداً بعمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البحرين وفلسطين، وما نفذته المملكة من مشروعات تنموية في غزة والقدس الشريف.
وأوضح أن مكتبة البحرين أول مكتبة في القدس منذ عام 1967، متوقعاً أن يكون لها دور بارز في نشر الثقافة بين الشعب الفلسطيني من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج الثقافية المختلفة.
من جانبه أشاد محافظ القدس عدنان الحسيني، بدور البحرين في الاهتمام بالقضية بالفلسطينية ودعم البنية الثقافية في القدس الشريف، مؤكداً على أهمية مثل هذه المبادرات المعنية بالجانب الثقافي وتطويره، بما يعبر عن أهمية ثقافة هذه البقعة من العالم، وأهمية المكتبات وحاجة القدس إلى مثل هذه المشروعات، إلى جانب دعمها لعملية التنمية المستدامة في فلسطين عبر استهداف المجالات والبرامج الثقافية المتنوعة، والتي تتميز جميعها بأنها برامج تعاون وشراكة بين جميع المؤسسات الحكومية والثقافية والخاصة والدولية، بهدف تطوير البنية التحتية للثقافة.
وقال نائب الممثل الخاص للعمليات في مؤسسة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP خالد شهوان، إن هذا المشروع ليس الأول مع البحرين، وأن استضافة المكتبة في هذا المبنى التاريخي يسهم في حفظ الثقافة الفلسطينية، ودعم البنية التحتية للثقافة في مناطق السلطة الفلسطينية، وتأهيلها وتطويرها بما يعبر عن أهمية ثقافة هذه البقعة من العالم.
وأكد ممثل الـUNDP في فلسطين أن تنفيذ هذا المشروع ساهم في توفير العديد من الفرص لسكان البلدة القديمة من ناحية الحفاظ على التراث وخلق فرص عمل جديدة، لافتاً إلى أن فلسطين غنية بالتراث وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل بكل جهد من أجل الحفاظ عليه والعمل على تفعيله خدمة لقطاعات مختلفة من المجتمع الفلسطيني.