عواصم - (وكالات): تخوض المقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي معارك متقطعة في منطقة المعاشيق في عدن جنوب البلاد لطرد آخر المسلحين الموالين لميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من المحافظة التي أعلنت السلطات الشرعية السيطرة عليها قبل أيام، في الوقت الذي تتقدم فيه في تعز جنوباً، فيما تعرضت محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير بالمملكة العربية السعودية، لقذائف عسكرية عشوائية من الأراضي اليمنية، لم تسفر عن إصابات أو وفيات.وذكرت مصادر أن القذائف البالغ عددها 4، سقطت بشكل عشوائي في مواقع متفرقة، أحدها بسكن ممرضات تابع لمستشفى ظهران الجنوب، دون وقوع إصابات.أما في منطقة نجران، فقد تصدت القوات السعودية المشتركة، لتجمعات عسكرية قادمة من الأراضي اليمنية منذ ساعات الصباح الأولى، حيث حاولت القرب من الحدود السعودية، لإطلاق عدد من القذائف والتي تحاول أن تصيب بها عدداً من المراكز والقيادات العسكرية والحكومية داخل المدينة. وفي محافظتي الحُرث والطوال التابعتين لمنطقة جازان، لم تذكر المصادر لتصدي القوات السعودية أي محاولات هجومية عسكرية من داخل الحدود اليمنية، ولا حتى قذائف عسكرية.من ناحية أخرى، نقلت الأمم المتحدة أمس بحراً شحنة من المساعدة الإنسانية إلى عدن، وهي الأولى للمنظمة الدولية التي تصل إلى المدينة جنوب اليمن منذ بداية النزاع المسلح قبل 4 أشهر.وقال سكان إن مقاتلين يمنيين تدعمهم الضربات الجوية التي تقودها السعودية يحاولون استعادة الأحياء الشمالية من مدينة عدن من المقاتلين الحوثيين بعد يوم من اكتمال سيطرتهم على وسط المدينة التي تضم ميناء عدن الاستراتيجي.وأسفرت المعارك التي دارت في عدن عن مقتل 17 من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.وقالت مصادر إن عدداً من القناصة الحوثيين يتمركزون بمواقع في المعاشيق، مشيرة إلى أن قوات المقاومة الشعبية تسعى لطرد المتمردين في الساعات القادمة.وأوضحت المصادر أن المقاومة الشعبية بعد سيطرتها بشكل كامل على عدن ستتطلع شمالاً نحو محافظة لحج، وستسعى لتأمين عدد من الطرق الرئيسة التي تربط بين عدن وكل من صنعاء وأبين وتعز.من جهة أخرى قالت مصادر في تعز إن الحوثيين وقوات صالح قصفوا مستشفى الثورة العام في المدينة، مما تسبب في وقوع أضرار في قسمي الإنعاش وغسيل الكلى.وكانت مواجهات عنيفة قد دارت بين قوات الحوثيين وصالح من جهة، وتشكيلات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة الضباب من جهة ثانية. وأكدت مصادر طبية مقتل 8 من الحوثيين وقوات صالح، في حين قتل 7 وجرح 42 من المقاومة الشعبية في مناطق متفرقة من تعز.وفي صنعاء، قتل 6 من المسلحين الحوثيين وجرح آخرون في هجوم نفذته المقاومة الشعبية على تجمع لهم أمام مبنى البنك المركزي اليمني في منطقة التحرير وسط العاصمة اليمنية.كما قتل 5 آخرون من المسلحين الحوثيين إثر انفجار عبوة ناسفة أمام قسم شرطة الأحمر في حي الحصبة شمال صنعاء. من جانب آخر قتل 4 أشخاص في هجوم استهدف الحوثيين في صنعاء، وأعلن تنظيم الدولة «داعش» مسؤوليته عنه. ووقع الهجوم قرب مسجد شمال صنعاء، ونُفذ بسيارة مفخخة تسببت في وقوع 4 قتلى و8 جرحى.في غضون ذلك أعلنت الإمارات من جهتها أمس استشهاد أحد ضباطها، وهو الثالث الذي يلقى استشهاده في إطار العمليات العسكرية للتحالف في اليمن.إنسانياً، نقلت الأمم المتحدة أمس بحراً شحنة من المساعدة الإنسانية إلى عدن، وهي الأولى للمنظمة الدولية التي تصل إلى المدينة جنوب اليمن منذ بداية النزاع المسلح قبل 4 أشهر. وقد شجع على نقل المساعدة إلى عدن، التي اعتبرتها منظمات غير حكومية ضرورية للتخفيف من حدة كارثة إنسانية، تمكن القوات الحكومية من استعادة قسم كبير من المدينة من أيدي المتمردين الذين كانوا يسيطرون عليها منذ نهاية مارس الماضي.وقال محافظ المدينة نايف البكري للصحافيين على رصيف المرفأ، «إنها السفينة الأولى التي ترسو في مرفأ عدن لتسليم مساعدات إنسانية» منذ بدء المعارك.وأضاف أن السفينة الثانية ستصل في وقت لاحق إلى عدن لتسليم شحنة أخرى من المساعدة الإنسانية التي أرسلتها الإمارات العربية المتحدة، العضو في التحالف العربي لدعم الشرعية «إعادة الأمل» بقيادة السعودية والذي يشن منذ 26 مارس الماضي غارات جوية على المتمردين.وقد تمكنت الإمارات في مايو الماضي من إيصال مساعدات إنسانية عبر البحر إلى عدن، لكن دون راية الأمم المتحدة.واستأجر سفينة الأمم المتحدة برنامج الأغذية العالمي الذي حاول في الأسابيع الأخيرة تسليم مساعدة إنسانية لكنه لم ينجح بسبب المعارك.وقالت متحدثة باسم المنظمة الدولية ريم ندا «ستكون أول سفينة يستأجرها برنامج الأغذية العالمي تبلغ مرفأ عدن». وكان عدد من أفراد الحكومة اليمنية في استقبال السفينة. وقد عادوا الأسبوع الماضي إلى عدن بعد إعلان السلطات «تحريرها» من المتمردين الحوثيين.وقد تعذر تطبيق هدنة إنسانية أعلنتها الأمم المتحدة في 10 يوليو الماضي، بسبب استمرار النزاع. وبحسب الأمم المتحدة فإن 80% من الشعب اليمني - أي 21 مليون شخص - بحاجة إلى المساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب.ويدور القتال بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف العربي، وبين المتمردين الحوثيين المدعومين من قوات مازالت موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.