عواصم - (وكالات): مع تواصل توافد اللاجئين إلى ألمانيا، وصلت قدرات البلاد على استقبال المزيد منهم إلى حدها الأقصى، في حين غرق 34 شخصاً، نصفهم تقريباً رضع وأطفال قبالة سواحل اليونان أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا الغربية، في مأساة جديدة، عشية اجتماع حاسم في بروكسل.
وقال خفر السواحل اليوناني إن 34 لاجئاً نصفهم تقريباً رضع وأطفال غرقوا عندما انقلب قاربهم قبالة جزيرة يونانية وهو أكبر عدد تقريباً يلقى حتفه من اللاجئين في حادثة واحدة في مياه يونانية منذ بدء أزمة اللاجئين. وأضاف خفر السواحل أن 4 رضع و6 صبية و5 فتيات غرقوا عندما انقلب القارب الخشبي الذين كان يحملهم على بعد 5 كيلومترات شرق جزيرة فارماكونيسي الصغيرة القريبة من ساحل تركيا. وذكر أنه تم انتشال 68 شخصاً من المياه بينما عثر على 30 ناجياً آخر من القارب ذاته على فارماكونيسي.
وعلى جزيرة ليسبوس التي تحملت العبء الأكبر في تدفق اللاجئين على اليونان، قالت مصادر إن 10 قوارب مطاطية وصلت خلال 90 دقيقة أمس.
وانفجر قارب مطاطي يحمل نحو 70 لاجئاً بينهم كثير من الأطفال على بعد نحو 100 متر من الشاطئ. وانتشل السكان المحليون الأطفال والرضع بينهم طفل عمره شهران كان يحمله والده باستخدام طوق نجاة. في الوقت نفسه أعلنت ميونيخ أنها وصلت إلى «الحد الأقصى» من قدراتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة إطلاقها نداء لطلب المساعدة لإيوائهم مؤكدة أنها «لا تستطيع هي ومقاطعة بافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما».
وقالت الشرطة المحلية إن المدينة وصلت إلى «الحد الأقصى» من قدراتها على استقبال اللاجئين، موضحة أن 13 ألف شخص وصلوا نهار السبت وحده.
وصرح ناطق باسم قيادة شرطة ميونيخ «نظراً للأرقام التي سجلت من الواضح أننا بلغنا الحد الأقصى من قدراتنا» على استقبال طالبي اللجوء الذين يتدفقون من دول البلقان عن طريق المجر ثم النمسا.
والأرقام التي ذكرتها الشرطة قريبة من تقديرات ناطقة باسم منطقة بافاريا العليا التي قالت إن عدد الذين وصلوا نهار السبت وحده إلى المدينة «قد يصل إلى 13 ألف» لاجئ.
وفي المدينة التي تشكل نقطة دخول المهاجرين إلى ألمانيا عن طريق البلقان، اضطر عشرات اللاجئين للنوم في الخارج على فرش عازلة للحرارة لأنه لم يعد هناك أماكن كافية لهم، كما ذكرت محطة التلفزيون البافارية بي ار. وأكدت المحطة على موقعها الإلكتروني أن المدينة «اقتربت بشكل كبير من كارثة إنسانية». وقررت ألمانيا أن تعيد بصورة مؤقتة عمليات المراقبة على الحدود مع النمسا التي يصل منها عشرات آلاف اللاجئين، فأوقفت بذلك تطبيق اتفاقات شنغن حول حرية التنقل في أوروبا، كما ذكرت صحيفتا «بيلت» و»شبيغل» الألمانيتان. وقالت «شبيغل» على موقعها الإلكتروني إن كل الشرطيين الفدراليين وضعوا في حالة تأهب وإنه «سيتم إرسال كل الشرطيين المتوافرين إلى بافاريا لإغلاق الحدود». من جهتها كتبت «بيلد على» موقعها الإلكتروني «ألمانيا تغلق حدودها مع النمسا». وفي المجر سجل رقم قياسي جديد تمثل بوصول 4330 لاجئاً إلى البلد الذي تحول إلى رمز للتشدد في مواجهة تدفق المهاجرين، خلافاً لألمانيا. وتنوي بودابست إغلاق حدودها مع صربيا اعتباراً من الغد بخطين من الأسلاك الشائكة.
وبعد النمسا، استهجنت فرنسا قرار المجر إغلاق حدودها. وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارليم ديزير «مع الأسلاك الشائكة، وضعت المجر نفسها خارج قيم الاتحاد الأوروبي التي لا تقوم على بناء جدران أو وضع أسلاك شائكة».
وعشية اجتماع طارئ لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين في بروكسل لبحث أزمة الهجرة، دعت باريس أيضاً إلى وضع إجراءات استقبال مشتركة للاجئين عبر مراكز تسجيل مشتركة عند نقاط الوصول. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإن أكثر من 2700 مهاجر قتلوا في المتوسط منذ مطلع السنة من أصل 430 ألفاً عبروا البحر على أمل تأمين حياة أفضل في أوروبا. و310 آلاف منهم مروا عبر اليونان.
ورفضت أثينا الانتقادات حول الطريقة التي تدير بها البلاد أزمة الهجرة معتبرة إياها «غير مقبولة».
وقالت رئيسة الوزراء بالوكالة فاسيليكي ثانو أثناء زيارة إلى ميتيلين في جزيرة ليبسوس، الوجهة الأولى للقادمين الجدد «إن اليونان تتقيد تماماً بالاتفاقات الأوروبية والدولية من دون تجاهل البعد الإنساني». وكانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تشهد بلادها تدفقاً غير مسبوق للاجئين، دعت اليونان إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل أفضل وطالبت بحوار مع تركيا التي يمر عبرها عدد من اللاجئين القادمين خصوصاً من سوريا.
وقالت ميركل «على اليونان أيضا أن تتحمل مسؤولياتها» في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. ومن لندن إلى كوبنهاغن، تظاهر عشرات الآلاف من الأوروبيين دعماً للاجئين إلا أن آلافاً آخرين خصوصاً في وارسو وبراغ نزلوا إلى الشارع أيضاً مطالبين بالحد من الهجرة.