تطلق شؤون الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، بالتعاون مع شركة «حدائق الأمين» أضخم مشروع لتدوير المخلفات الزراعية وتحويلها لأسمدة عضوية «الكومبوست»، بالتزامن مع إقامة فعاليات معرض البحرين الدولي للحدائق 25 الجاري.
ومن المقرر أن يتم عرض المشروع تفصيلياً خلال فعاليات معرض البحرين الدولي للحدائق ليكون أحد ثمار المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي التي تهدف في المقام الأول الى تحقيق تنمية زراعية ومنتجات آمنة خالية من المواد الكيماوية حفاظاً على الصحة العامة بالمملكة.
وأوضح وكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة أن الفترة الماضية شهدت عدداً من المباحثات الثنائية مع شركة «حدائق الأمين» أثمرت عن الوصول إلى ملامح اتفاق سيسمح بتأسيس مشروع «الكومبوست» باعتباره الأول في المملكة نظراً للحاجة الملحة لإطلاق مثل تلك المشاريع.
وأكد أن القطاع الخاص أثبت جدية بالغة في تبني مثل تلك المشاريع الضرورية باعتباره الشريك الأساسي في التنمية الزراعية والشريك المؤثر فيما حققته المملكة من إنجازات، وعلى إثره تسعي الوزارة دائماً إلى عقد اجتماعات دورية تتبني من خلالها اقتراحات ومشروعات تكون بمثابة حلول مناسبة من الناحية الاقتصادية والبيئية لتنمية القطاع الزراعي للبلاد.
ولفت إلى أن مشروع «الكومبوست» من المشاريع الضرورية في الوقت الحاضر لمعالجة وتدوير النفايات الزراعية بما يحقق أكبر قدر من الفوائد وبأقل كلفة ممكنة، وقد أبدت شركة «حدائق الأمين» من جهتها اهتماماً بالغاً بالمشروع، وقدمت دراستها ونظرتها الفنية وعلى إثره تم الاتفاق على إطلاق المشروع في غضون الأشهر المقبلة.
وقال إن المشروع يأتي في مجال تنمية وتشجيع الزراعات العضوية لتحسين جودة المنتجات الزراعية ورفع كفاءة وقدرات العاملين في القطاع الزراعي باتباع تقنيات صديقة للبيئة وتوفير فرص عمل للمزارعين من خلال توسيع مساحة الأراضي الزراعية التي تتبع نظام الزراعة العضوية.
ومن جانبه، اعتبر عضو مجلس إدارة شركة «حدائق الأمين» ماجد الأمين أن مشروع «الكومبوست» يعد مبادرة وطنية للحفاظ علي البيئة كونها أحد ركائز التناسق للرؤية الاقتصادية للبحرين 2030.
وأضاف أن المشروع سيحقق جملة من المكاسب إلى جانب المكاسب التقليدية من إعادة التدوير وهي الحد من تلوث عناصر البيئة الطبيعية بالنفايات وتقويض الأضرار والمخاطر الصحية والبيئية وخسائرهما الاقتصادية والحد من هدر واستنزاف الموارد الطبيعية، وتقليل مساحة الأراضي المستخدمة كمدافن للنفايات الزراعية.
وأوضح أن «الكمبوست» يساهم بزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بنحو 40 %، فضلاً عن دوره الأساسي في الحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن حجم سوق ذلك النوع من السماد قد قفز إلى العالمية بقيمة إجمالية تتجاوز ربع ترليون دولار سنوياً بعد أن كان قبل أعوام قليلة لا يتجاوز 100 مليون دولار، منوهاً بعدد من التجارب العالمية على هذا الصعيد حيث تمكنت أستراليا خلال العشر سنوات الماضية في تعزيز قدراتها بشكل كبير في إنتاج «الكمبوست» من 80 ألف طن تقريباً إلى نحو مليون طن من «الكمبوست» ويصل سعر ما تنتجه نحو نصف مليار دولار أسترالي، وأصبحت كندا تنتج 1.6 مليون طن من «الكمبوست» منذ عام 1998 مقارنة مع 1.4 مليون طن في عام 1996 وهذا الرقم هو ما تنتجه 73 % فقط من الشركات التي شملها استفتاء بهذا الشأن من قبل مجلس «الكمبوست» الكندي.
وبين أن إضافة «الكمبوست» للأراضي يسهم في تعزيز قدرتها على تحسين الخواص التركيبية مما ينعكس إيجابياً على نمو النباتات وإنتاجيتها فضلاً عن كون هذه المادة ذات أصل عضوي وعادة ما تكون نباتية وهو ما يعني احتواءها على عناصر معدنية أساسية لنمو النباتات وإثمارها وهو ما ينعكس على خفض كميات الأسمدة الكيماوية المستخدمة.
وحول استعمالات تربة «الكمبوست»، أوضح أنه يمكن استعمالها لكثير من الأغراض في الحدائق وعمليات التزيين والزراعة كونها تمتاز بقدرات فائقة تعوض التربة بما فاتها من مخصبات وإثرائها بمواد عضوية آمنة ذات نمو طبيعي، موضحاً أن تربة «الكمبوست» مقاومة للأمراض الفطرية والبكتيرية لاحتوائها على مضادات حيوية ذات تأثير مباشر على النباتات، فضلاً عن قدرتها على زيادة نمو الإنتاج وذلك لنشاطها في توفير العناصر الهامة والرئيسية كتثبيت النيتروجين وإذابة الفوسفات والبوتاسيوم في صورة غير ذائبة في الأرض لتجعلها في صورة صالحة للامتصاص بواسطة النباتات.