لندن - محمد المصري

لا يقل التنافس في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي المعروف بـ»التشامبيونتشيب» شراسة عن التنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز. فإن كان الصراع على لقب البريميرليغ ينحصر بين السيتي وليفربول، فالصراع في الأسفل يشمل 3 أندية هي نورويتش سيتي وشيفيلد يونايتد وليدز يونايتد، على بطاقتين للصعود المباشر للبريميرليغ.

وبحسب نظام البطولة يتم تصعيد صاحبي المركز الأول والثاني بشكل مباشر، بينما يكون ما يسمى «البيغ وان» حيث يجمع أصحاب المركز الثالث والرابع والخامس والسادس في بطولة مصغرة تقدر قيمة الفائز فيها بحوالي 100 مليون دولار، ويخوض صاحب المركز الثالث مواجهة ذهاب وإياب مع صاحب المركز السادس، ويتقابل صاحبا المركز الرابع والخامس، والمنتصران في المواجهتين يتواجهان في النهائي، ومن يفوز يصعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.



ودائمًا ما تشهد البطولة تقلبات عديدة بين الفرق الثلاثة المنافسة على البطاقات المباشرة، إلى أن جاءت هزيمة ليدز الأخيرة على ملعبه أمام شيفيلد يونايتد ليخسر المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن شيفيلد و5 عن نورويتش المتصدر مع تبقي 8 مباريات على النهاية.

وظل ليدز هو الأكثر حفاظاً على وجوده في قمة البطولة، وذلك بفضل العمل الكبير الذي يقوم به المدرب الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا، لكنه خسر مركزه في القمة والوصافة بسبب خسارته أمام خصميه المباشرين نورويتش وشيفيلد في ملعبه «الايلاند رود».

وغالباً ما كان يوصف ليدز بأنه «أكثر عمالقة إنجلترا نوماً»، لأنه ابتعد عن البطولات والألقاب منذ زمن بعيد، وقد حاول النادي كثيراً منذ هبوطه لدوري الدرجة الأولى عام 2004 العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى، وخاض الكثير من التجارب واعتمد على الكثير من المديرين الفنيين من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن يمكن القول بأن تجربة النادي مع بيلسا حتى الآن هي الأكثر إثارة وتشويقا وإيجابية.

في الصيف الماضي تعاقد رئيس النادي أندريا رادريزاني مع بيلسا، الذي نجح في تغيير كل شيء داخل النادي. لقد نجح بيلسا في بناء الفريق الذي كان في مخيلته، وقلب كل الأمور رأسا على عقب داخل النادي العريق.

وبقيادة المدير الفني الأرجنتيني المخضرم البالغ من العمر 63 عاماً، أصبح ليدز يقدم كرة قدم جميلة نالت إعجاب واستحسان مديرين فنيين كبار مثل بيب غوارديولا والأرجنتيني ماوريسيو بوتشتينيو والفرنسي زين الدين زيدان.

وقد كان بيلسا بمثابة المعلم والملهم لهؤلاء المديرين الفنيين الثلاثة، ويكفي أن نعرف أن جوارديولا قد سافر إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وقطع مسافة 185 ميلا للتحدث مع معلمه مارسيلو بيلسا، الذي وصفه بأنه «أفضل مدير فني في العالم».

نقاط قوة الفرق ومن الأوفر حظاً للصعود؟

من حيث القوة في التشكيلة، اعتمد نورويتش اعتماداً كبيراً على هدافه وهداف البطولة، تيمو بوككي، صاحب الأهداف الـ24، وهو ما يمثل ثلث إجمالي حصص الكناري، في حين يظل إميليانو بوينديا صاحب القوة الإبداعية الرئيسة.

في المقابل تم توزيع أهداف ليدز على نحو أكثر توازنًا، حيث يأتي كيمار روف في مقدمة الهدافين بـ14هدفًا متقدماً على بابلو هيرنانديز (10) وماتيوش كليش (ثمانية أهداف)، بينما شكل أليوسكي قوة هجومية رئيسة على الجهة اليسرى.

وعلى غرار نورويتش، فإن شيفيلد يعتمد على قوة هجومية متمثلة في لاعب واحد، وهو الهداف الكبير بيلي شارب، مع إبداع ديفيد ماك جولدريك وأوليفر نوروود في خط الوسط.

الجولة القادمة

الجولة القادمة سيكون نورويتش أمام اختبار قوي خارج ملعبه أمام ميدلزبره بقيادة توني بيوليس، صاحب أقوى خط دفاع في البطولة، أما شيفيلد فيسضتيف بريستول صاحب المركز التاسع والذي لا يمر بمرحلة جيدة.

أما ليدز فيأمل في استعادة مكانه في المراكز المؤهلة مباشرة عندما يستضيف ميلوول.

انتفاضة أستون فيلا وتراجع لامبارد

من جانب آخر شهدت المراحل الأخيرة وجود أستون فيلا، بطل أوروبا مرتين، في المركز السادس «آخر مراكز البلاي أوفر» بعد فوزه في آخر 4 مباريات، في حين ابتعد ديربي كاونتي الذي يتولى تدريبه لامبارد للمركز الثامن بفارق نقطة عن أستون فيلا بعد تعادله في آخر مباراتين.