يقال «هم يضحك وهم يبكي»، ونعتقد أن هذه المقولة تنطبق على الهم الإيراني تجاه كيفية الرد بشأن مقتل قائدهم الإرهابي قاسم سليماني «سفاح الشرق الأوسط»، بعد أن تم قتله بقصف أمريكي على موكبه في العراق، «بالمناسبة هل هناك من لا يزال يماطل ويدافع عن حقيقة الوجود الإيراني في العراق ومشروع المد الصفوي الجائر وخارطة التغيير الديمغرافي التي يقودها نظام طهران تجاه العراقيين والعرب في الدول العربية ؟».

كان هماً بقدر ما أبكى أتباع وذيول نظام طهران بقدر ما أضحك المتابعين لسيناريو وتفاصيل الرد الإيراني المزعوم أنه يأتي رداً وانتقاماً من اغتيال قائدهم الذي لا يوجد قانون واحد في العالم يجيز له ما ارتكبه من جرائم دموية وتدخلات في شؤون الدول العربية بل التصريحات الركيكة التي رافقته وبالأخص تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الظروف أثبتت قدرة الدبلوماسية الإيرانية أكثر من أي وقت مضى وأنها لا تريد التصعيد تدرج تحت عبارة «هم يضحك» فإيران لا تزال تضحك على الذقون الساذجة والتابعة لها وتحاول إقناعهم أنها دولة عظمى ولها تأثيرها ونفوذها الإقليمي والدولي وأنها ستغزو العالم وستعيد لهم أمجاد إمبراطورية الفرس « لا كسرى بعد كسرى « وإن كانت عملية الانتقام الأخيرة ورمي الصواريخ بدعوى الرد على اغتيال قاسم سليماني جاءت لأجل تحقيق مطالب وتطلعات التابعين لها والشعب الإيراني « وهو بالأصل عذر كمسمار جحا « فالكل يعلم أن نظام طهران آخر همه وما يفكر فيه تحقيق تطلعات الشعب الإيراني المهضومة حقوقه والمضطهد حتى في أبسط مقومات الحياة الكريمة والعادلة بل إن أساس السياسة الإيرانية ترتكز على تنفيذ وتحقيق أجندة نظامها الجائر الديكتاتوري بعيداً عن استفتاء الشعب وخيارات الديمقراطية وإن كان الرد الإيراني يأتي لأجل تحقيق مطالب الشعب الإيراني الحزين على اغتيال سليماني فلمَ لا تكمل خيرها وتجبر بخاطرهم وتزيح حزنهم بالكامل وتحقق لهم مطالبهم المعيشية وتطلعاتهم في حياة عادلة وآمنة ولو كانت جميع فئات الشعب الإيراني مع مطلب الرد الإيراني لما وجدنا مواقع التواصل الاجتماعي تعرض لنا الإيرانيين وهم يقومون بتصوير مقاطع تعرض احتفالاتهم بخبر التخلص ممن مارس التعذيب والاضطهاد في الداخل الإيراني وضد كل من يخالف السياسة الإيرانية المتغطرسة « نعود لنؤكد لا نشمت بالموت لكننا ننقل الواقع ونعرض اتجاهات يحاول الإعلام الإيراني الهوى تجاهلها «.

بعد مقتل سليماني والمهندس امتلئت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات نارية وتهديدات ووعيد من المسؤولين والأطراف الإيرانية وكما يقال «اسمع جعجعة ولا أرى طحناً»، وهذا هو المعتاد أصلاً فيما يخص السياسة الإيرانية واتباعها من ذيول في المنطقة العربية فقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مسماه ومنصبه شكلي بل ووهمي فيداه ملطخة بدماء العرب الأبرياء فقط وأين «نضاله» وتحركاته تجاه ملف القضية الفلسطينية بل هل رأينا يوماً أحد اتباع نظام طهران يقوم بمشاريع أقلها خيرية لدعم شعب فلسطين المنكوب طيلة الأزمات التي مر بها كأبسط مثال ولن نسأل هنا لمَ لمْ نرَ صاروخاً إيرانياً واحداً على الدولة غير الشرعية إسرائيل؟ بالأصل إيران صواريخها وأسلحتها وتحركاتها ومخططاتها كانت دائماً ضد كل ما هو عربي وجرائمها تجاه العرب يشهد لها القاصي والداني وكل ذلك يعكس حقدهم الدفين على العرب وعقدتهم التاريخية بهزيمتهم الساحقة في أكبر معاركهم مع العرب «معركة ذي قار ومعركة القادسية»، ولعل هذه الوقائع التاريخية هي السبب الرئيسي لحقدهم أيضاً على شعب العراق وسعيهم لإبادته واستبداله بالفرس فالعراق كانت يوماً مقبرة أجدادهم كما هي اليوم باتت مقبرة سليماني والأرض التي سحق عليها دمه والتاريخ يعيد نفسه!

المعظم يحلل بشأن القصف الصاروخي الإيراني على قاعدة «عين الأسد» الأمريكية في العراق، «التي مات فيها المعظم من الضحك على حجم الرد الإيراني»، حيث لم تخرج أي خسائر بالأصل غير خسارة الصورة الإيرانية في عيون بعض الأطراف والتوجهات المحايدة عند الرأي العام الإقليمي والدولي، التي أدركت أن إيران فقط تريد استعادة هيبتها والحفاظ على صورتها في عيون شارعها فقامت بالترتيب لقصف عدد من المواقع لادعاء أنها بذلك قد قامت بكل ما عليها من رد حق دم سليماني وأنها لا تريد الحرب.

أما بخصوص توارد أنباء عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق وطلب الحكومة العراقية والبرلمان العراقي انسحاب القوات الأمريكية من العراق فهي مجرد إثارة إعلامية من الجانب الإيراني وجزء من تفاصيل سيناريو استكمال الرد الإيراني على مقتل سليماني ليس إلا فالحكومة العراقية التي جاءت للعراق تدرك أساساً كيف جاءت ومن أدخلها و»مب كفو» تقرر موعد خروج القوات الأمريكية من أرض العراق فهذا القرار ستتخذه الإدارة الأمريكية متى ما شاءت وكما أكدت الخارجية الأمريكية في بيان أصدرته أنه لا توجد خطط لسحب القوات الأمريكية من العراق والولايات المتحدة ستستمر شراكتها مع العراق.