أكد وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، أن مشروع تحديث مصفاة البحرين الذي يعتبر من أكبر المشاريع النفطية يقوم على أساس تحسين معيار كفاءة الطاقة بحوالي 28%، كما سيحسن البيئة المحيطة بتحقيق خفض ثاني أكسيد الكبريت بنسبة 50% وأكاسيد النيتروجين بنسبة 5%.

وتحت الرعاية المشتركة من وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، ووزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، انطلقت الثلاثاء بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر والمعرض الدولي لاحتجاز واستخدام وتخزين الكربون (ICCUS 2020).

ويشارك في المؤتمر، أكثر من 800 مشارك من كبار الشخصيات منأصحاب السمو ووزراء النفط والطاقة لمختلف دول العالم والرؤساء التنفيذيين للشركات المتخصصة في القطاع النفطي والمهتمين والفنيين والأكاديميين لمناقشة دور احتجاز واستخدام وتخزين الكربون في تمكين اقتصاد الكربون العالمي، بتنظيم وزارة الطاقة السعودية والهيئة الوطنية للنفط والغاز وبدعم من شركة أرامكو السعودية والشركات النفطية البحرينية وعدد من الشركات العالمية.



وعبَّر الوزير عن سعادته في التنظيم المشترك مع الجانب السعودي الشقيق، الذي يأتي إيماناً من المملكتين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، بأهمية تعزيز المرونة وتقليل الآثار السلبية لتغير المناخ، وضرورة تسليط الضوء على الحلول الواقعية لإزالة الكربون من الجو، من خلال نشر تكنولوجيات احتجاز واستخدام وتخزين الكربون والمساهمة في الجهود الدولية الرامية للتصدي لقضية تغير المناخ، وحماية مصالح وموارد البحرين من خلال منهجية اقتصاد الكربون الدائري.

وقال الوزير، إن أهداف المؤتمر جاء مواكباً مع رؤية البحرين 2030 وبرنامج عمل الحكومة من خلال العمل على تعزيز وتمكين اقتصاد الكربون الدائري ورفع الكفاءة الاقتصادية والبيئية للشركات النفطية وشركات البتروكيماويات وتعزيز الطلب على النفط الخام ومنتجاته وتشجيع ونشر انتشار تقنية CCUS لمكافحة تغير المناخ وتعزيز الإنتاج النفطي وتعزيز المعرفة والتنمية.

وشارك الوزير في الجلسة الوزارية النقاشية التي أشار فيها إلى استراتيجية التحول من النموذج الخطي في الإنتاج الى نموذج الاقتصاد الدائري من خلال تدوير المواد والذي يرتكز على 6 مكونات رئيسة في اقتصاد الكربون وهي، ترشيد استهلاك الطاقة، وتوفير طاقة نظيفة بأسعار معقولة، واصطياد أو احتجاز الكربون المتبقي وتخزينه بأمان، واستخدام الكربون في المنتجات، وأخيراً معالجة الكربون بالحلول المستمدة من الطبيعة.

وتطرق الوزير إلى المبادرات التي اتخذتها البحرين في هذا الشأن، من خلال ترشيد استهلاك الطاقة والاستفادة من أكثر من 3500 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي والتي ساهمت بذلك بتجنب إطلاق أكثر من 0.2 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون، وانضمام الهيئة الوطنية للنفط والغاز في عام 2016 إلى مبادرة البنك الدولي للحد من حرق الغاز من الشعلة والتي تعتبر الهيئة اول قطاع نفطي في الإقليم ينضم الى هذه المبادرة.

كما التزمت الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن "أسري" مع المنظمة البحرية الدولية الخاص بتخفيض الحد الأعلى لغازات الكبريت الناتج عن الوقود البحري إلى 0.5% وذلك بتركيب جهاز غسل الغاز لأكاسيد الكبريت التي تعتبر الشركة اول شركة اقليمية تقوم بتركيب مثل هذا الجهاز.

وأضاف األشركات النفطية التابعة للهيئة الوطنية للنفط والغاز، قامت بتنفيذ العديد من مبادرات ترشيد وتعزيز تحسين الطاقة التي ساهمت بدورها في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ما لا يقل عن 0.25 مليون طن سنوياً،.وكذلك شركة الخليج للبتروكيماويات "جيبك" التي تستخدم أكثر من نصف مليون طن من الكربون المنبعث من عملياتهم في إعادة إنتاج مادة اليوريا، وشركة تطوير للبترول وشركة غاز البحرين الوطنية "بناغاز" اللتان تعيدان حقن كميات كبيرة من غازات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من المصانع في حقل البحرين.

كما قام القطاع النفطي بتنفيذ عدد من مبادرات التكيف التي تساهم في التخفيف مثل إنشاء مشتل نموذجي لزراعة نبات القرم وكذلك مشروع الحنينية ومشروع الأراضي الرطبة الذي سيساهم في الحد من إطلاق 100 ألف طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وأعرب الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة عن الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على احتضان الفعالية على أراضيها، مثمناً الدعم والمساندة التي حظيت بها الفعالية والتي جاءت بمشاركة كبار الشخصيات الذين أثروا المؤتمر بخبراتهم ومعارفهم الواسعة في هذا المجال المهم.

كما قدَّم الوزير شكره لرئيس المؤتمر أحمد الخويطر على جهوده المتميزة في الإعداد والتنظيم وعلى حسن الترتيبات لهذه الفعالية الكبيرة، وكذلك للمتحدثين الرئيسيين ورؤساء الجلسات والوفود المشاركة والجهات العارضة، متمنياً لهم كل التوفيق والنجاح وتحقيق ما يصبون اليه من تطلعات مستقبلية واعدة.

كما شارك في الجلسة الوزارية وزير الطاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة سهيل بن محمد المزروعي، والأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد بركاندو، ووزير البيئة ومصادر المياه بسنغافورة ماساقوس زولكيفلي، الذين تطرقوا في حديثهم الى استراتيجية الطاقة والمناخ في احتجاز واستخدام وتخزين الكربون.

وافتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة، ووزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وبمرافقه عدد من كبار الشخصيات والرؤساء التنفيذيين للشركات النفطية المعرض المصاحب الذي شاركت فيه عدد من الشركات المتخصصة في النفط والغاز والصناعات التحويلية والكيميائية وقطاع الطاقة وصناعات الإسمنت والحديد والصلب ومنتجو الأغذية وتصنيع المعدات وشركات الخدمات من مختلف دول العالم التي عرضت أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والخبرات المتعلقة بأمور البيئة، حيث استمع الحضور إلى عدد كبير من ممثلي الشركات العارضة المشاركة في هذا الحدث الكبير.