فيروس لعين غريب لا يفرق بين دين أو عرق، لا يفرق بين كبير وصغير.. ليس له حدود جغرافية.. ولم نستطع حتى الآن تحديد خصائصه بشكل واضح.. فهو مازال غريباً بالنسبة إلى العالم أجمع على الرغم من أن له أكثر من مائة يوم على سطح كوكبنا الأرضي..

عن نفسي لدي ثقة مطلقة بالله عز وجل أولاً بأن هذا التحدي سينجلي وسيزول، ولدي ثقة كبيرة في جهود الفريق الوطني للتصدي لفيروس «كورونا» بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وبتوجيهات ملكية صادرة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. وفخورة جداً بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي تم اتخاذها من أجل مكافحة تفشي هذا الوباء.

وإنني أشعر بالفخر الكبير بوعي المجتمع وتضامنه وتكافله الذي اتضح جلياً من خلال وقوفهم صفاً واحد لمواجهة هذا التحدي.. والتزموا بجميع الأمور الاحترازية التي طلبت منهم.. ولي بعض الملاحظات التي آمل أن يتم النظر فيها من أجل أن نتخطى هذه المحنة على خير بإذن من الله:

1- بالنسبة إلى قرار استخدام الكمامات بوصفها نوعاً من الوقاية لتقليل حدة انتقال العدوى والذي حثت عليه منظمة الصحة العالمية، اقترح أن توفر الحكومة الكمامات لموظفيها الذين على رأس العمل، حيث إن قرار إلزام الموظفين الحكوميين بارتداء الكمامات يستوجب إلزامية توفيره لهم لا سيما في هذا الوضع الذي نرى فيه شحاً في توفر الكمامات بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها. وأتمنى أيضاً أن يطلب من كل أصحاب العمل في القطاع الخاص توفير الكمامات لموظفيهم من خلال نفس المبدأ السابق.. فالكثير من العمال لا يستطيعون توفير الكمامات بشكل يومي من أجورهم البسيطة.

2- أبواب الخير كثيرة وها نحن نشاهد العديد من الحملات الخيرية التي تسعى لمساعدة المواطنين والمقيمين في هذا الوقت الحرج الذي يتطلب منا التكاتف والتعاضد. فنرى حملات رسمية منتشرة في كل أنحاء المملكة كحملة «متكاتفين» التي أطلقها المجلس الأعلى للمرأة وحملة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وعدد من الحملات التي أطلقتها المحافظات كمحافظة العاصمة على سبيل المثال.. ونرى على الصعيد الآخر حملات غير رسمية تقوم بذات الدور من أعمال خير ومساعدات تقدمها للمتعففين من أبناء البحرين والمقيمين على أرضها.. أتمنى أن أرى الجهد موحداً لضمان وصول المنفعة لمن يحتاجها.. ولضمان استمرار هذه الأعمال الخيرية الرائدة والتي لها دور كبير في دعم الأسر المتعففة في هذا الوقت.. فكم هو جميل لو تم حصر جميع هذه الفعاليات الخيرية في حملة وطنية كبيرة تضمن وصول المساعدات إلى المستحقين لها.

3- شهر رمضان الكريم على الأبواب، هذا الشهر الذي اعتدنا خلاله على أعمال البر والخير ولعل أبرز ما كان يلفت نظري في هذا الشهر الفضيل هو «إفطار الصائم» والذي كان يحتشد له نفر كبير من العمالة الأجنبية للانتفاع به.. فنرى بيوت الله عامرة بتلك العمالة البسيطة التي تتناول إفطارها في المساجد، وتأخذ حصة أخرى لوجبة للسحور.. أذكر أنني تساءلت يوماً هل كل هذه العمالة الأجنبية من المسلمين!! فقال لي أحد علماء الدين الوسطيين «دعيهم يأكلوا من مبدأ الإنسانية التي هي ديدن التربية الإسلامية».. من وجهة نظري المتواضعة أن تتواصل هذه العادة بأسلوب التباعد الاجتماعي. ويستمر إفطار الصائم عن بعد بطريقة ابتكارية تضمن وصول وجبة الإفطار لمستحقيها دونما اختلاط.

* رأيي المتواضع:

ملحمة وطنية رائعة، وتكاتف مجتمعي يبرز القيم الوطنية التي تميز المجتمع البحريني نراها تتلألأ في أحلى حلة.. لتؤكد لنا يوماً بعد يوم أن التكاتف الوطني هو الخلاص من أي أزمة كانت..

جهود كبيرة موزعة هنا وهناك.. هدفها الأسمى هو خدمة المجتمع البحريني في هذا الوقت..

40 ألف متطوع يشمرون عن سواعدهم من أجل خدمة الوطن في مختلف المجالات..

فهذه هي البحرين وهذا هو حصاد حمد بن عيسى.