غداً سيتم - بإذن الله - طي صفحة من صفحات التاريخ لنبدأ بكتابة صفحة جديدة نتمنى أن تكون أكثر هدوءاً واستفادة من التي قبلها. عندما يلتقي ممثلو البحرين والإمارات مع قيادة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في البيت الأبيض لأول مرة أمام وسائل الإعلام وأمامهم أوراق اتفاقية إعلان تأييد السلام حيث سيعلم العالم أن الخليج الآن هو مركز الثقل العربي والإسلامي وهو الذي يقود المبادرات الجريئة الشجاعة ليحمي نفسه ويحمي أشقاءه.

المرحلة الحالية كانت بحاجة ماسة لكسر معادلة القوى في المنطقة التي لا تخدم العرب إطلاقاً في ظل تغلغل شنيع للفرس ومعهم «العثمانيين» في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وقطر. فالفكان الإيراني والتركي يسعيان لقضم أكبر قدر ممكن من أراضي بلدان العرب في محاولة مكشوفة للسيطرة والتحكم. وبصراحة، أبله وساذج من يقف مكتوف الأيدي وهو يرى هذا المشهد القبيح أمامه دون أن يتحرك ويسعى لحفظ أمنه وحدوده.

المعلوم أن أمريكا بقيادة ترامب لا ترغب في أن تخوض حروباً بالوكالة عن أحد. فالشهية الأمريكية في التدخل العسكري في أي صراع حالياً تكاد تكون معدومة. لكنها في نفس الوقت، لا تمانع من تكليف أحد أبرز حلفائها بمهمة القيام بشرطي المنطقة - إن صح التعبير - وهي إسرائيل، تماماً كما كان الحال في الستينات عندما أوكل الأمريكان لها مهمة التصدي لعبد الناصر بعد أن تخوفت من تمدده تجاه دول الخليج الغنية بالنفط.

الفكرة على ما يبدو شبيهة بذاك الزمان. حيث تعود إسرائيل بدعم أمريكي كامل للقيام ببعض مهامها العسكرية والأمنية في منطقة الخليج في ظل المد الفارسي ومعه «العثماني» الواضح والصريح. ومن غير المعقول أن تقوم إسرائيل أو غيرها بمهام أمنية أو عسكرية دون الاعتراف بوجودها! فهذا هو الثمن المطلوب.

المواطن الواعي لخطورة المرحلة الحالية على أمن واستقرار دول الخليج يتفهم أن الأولوية القصوى اليوم هو عدم السماح للفرس و«العثمانيين» من استكمال مخططاتهم التوسعية الشيطانية. فالخليج، بحكم أنه مركز الثقل العربي والإسلامي كما أسلفت والداعم الأول لقضايا العرب والمسلمين من الضروري أن يحافظ على مكتسباته واستقراره وأمنه كي يستمر في القيام بدوره المحوري.

لذلك، فخطوة يوم غد مصيرية وقد تكون مفيدة جداً للخليج. وهي بلا شك، محاولة جادة وجديدة لإيجاد مخرج للمأزق الفلسطيني.