ورحل عنا رمز من رموز العطاء والخير مع قوافل الراحلين.. وداعاً الأمير خليفة بن سلمان. فجعنا خبر رحيله.. وما أصعب تلك الأخبار المؤلمة التي تأتي فجأة وتحمل معها أخباراً مفجعة.. كانت أنفسنا عند سماع هذا المصاب الجلل بين قلوب مكسورة وأعين باكية وذهول لسماع هذا الخبر الحزين. ورحل عنا سمو الأمير خليفة بن سلمان مع قوافل الراحلين دون أن نودعه أو يودعنا.. دون أن نسمع ذلك الصوت الذي كان دائماً داعماً للخير.. كنا ننتظر عودته بفارغ الصبر، كنا نفتقد وجوده وحضوره، كنا ندعو له بالشفاء العاجل والعودة لأرض الوطن وهو سالم معافى.

فليس بالأمر السهل أن يغيب عنا رمز من رموز مملكتنا الحبيبة الذي كبرنا على وجوده وعرفناه ببابا خليفة منذ نعومه أظافرنا، هذا القائد والمعلم والمربي الذي لطالما قدم الكثير وسجل الكثير من الإنجازات سواء على المستوى المحلي أو العالمي.

كان سمو الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله بمثابة أب للجميع وملاذ للجميع، كان داعماً للخير ومتابعاً للقضايا الإنسانية والاجتماعية التي تمس المواطنين. كان قريباً من نبض الشارع وقريباً من شعب البحرين. لم يميز بين فقير وغني قط بل كان يقدر الجميع. كان ساعياً للخير ولقضاء حوائج المنكسرين والمرضى والضعفاء وللجميع دون استثناء. كان يقدر جميع المواطنين ويثمن مساعيهم وأدوارهم للنهوض بالوطن.. كان قريباً من جميع المواطنين ويعرف أصولهم وعوائلهم. كان بمثابة الجد الكبير الذي يظل العائلة بظله ويهتم بجميع قضاياهم صغيرها وكبيرها ويسعى لحل جميع المشكلات التي قد توثر سلباً على حياة المواطن البحريني. كان قائداً شامخاً ومتميزاً على جميع الأصعدة. وأباً للجميع وبالذات لمحبوبته محافظة المحرق التي كانت تربطه بها علاقة خاصة. فمهما تحدثنا ومهما سردنا فلن نوفي الفقيد الراحل حقه ولكننا نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يلهم أبناءه وأهله وذريته وأحبابه الصبر والثبات.

وفي هذا المقام أود أن أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، رئيس الوزراء، وإلى سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وإلى سمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، مستشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وإلى سمو الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة، محافظ المحافظة الجنوبية. وكافة أفراد العائلة المالكة الكريمة بوفاة صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، داعية الله المولى عز وجل أن يغفر لفقيدنا، وأن يرحمه، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان. رحم الله فقيد مملكة البحرين الغالي.. أسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه على إحسانه إحساناً. اللهم إنا نستودعك سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، يا من لا تضيع عندك الودائع. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق فقيدنا لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.