لا يجوز أبداً هذا الذي يحصل، أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا بنسخته المتطورة تزيد بشكل غير طبيعي يومياً، وكأن الناس دخلوا في تحدٍ لأجل تحطيم الأرقام القياسية للإصابة.

ما هكذا تكون المسؤولية المجتمعية، في ظل ما تبذله الدولة والحكومة وفريق البحرين وكل كوادر الصفوف الأمامية من جهود، إذ ما يحصل ليس له تفسير واحد سوى «عدم الالتزام» وليس له توصيف غير «الاستهتار».

هذه المسألة مؤلمة جداً، إذ ندرك تماماً بأن هناك آلافاً من المواطنين وحتى المقيمين ملتزمون بالتوجيهات والتعليمات الاحترازية التي يكررها فريق البحرين بشكل يومي، وهذا أمر يشكرون عليه ويقدر لهم، فهم يساهمون بشكل مؤثر مع الدولة في مواجهتها لهذا الفيروس، لكن في المقابل هناك من يتعامل وكأنه مصر على أن الفيروس اختفى وانتهى بلا رجعة، رغم الأنباء عن ظهور سلالة جديدة من الفيروس وتطوره، ورغماً عن التحذيرات منه، ورغماً من الإعلان عن اكتشاف إصابات عديدة بالفيروس المتحور.

منذ عام كامل عاش الناس وضعاً غير طبيعي، والدولة قامت بجهود جبارة لاحتواء الفيروس وحماية الناس وتوفير العلاجات والتطعيمات لهم، وتأثرت قطاعات عديدة، عانينا بشأن دراسة أبنائنا في مدارسهم وجامعاتهم، وتأثر الاقتصاد بشكل كبير، وعمل القطاعات الحكومية أيضاً تأثر، ورغم ذلك مازال بعض من الناس يرى الوضع مناسباً هكذا، في حين أن مردوده سلبي على عموم حراك وعمل الدولة، وسيلقي بتأثيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة علينا وعلى بلادنا.

قبل أيام قررت القيام بجولة في سيارتي لبعض أماكن المطاعم الشهيرة في البحرين، خاصة مع دعوات الالتزام بالبعد عن التجمعات وعن المخالطات وعن الخروج إلا للضرورة، فوجدت وضعاً مخيفاً جداً، إذ في إحدى المناطق رأيت اكتظاظاً كبيراً للناس، ورغم التزامهم بالكمامات والتباعد الاجتماعي، إلا أن السؤال يظل: هل الحاجة ماسة وضرورية للخروج والاكتظاظ بهذا الشكل؟!

حينما تدعو الدولة الكل للالتزام فإن العملية لا تتطلب من الناس أقوالاً بالامتثال فقط كأقوال، أو نشراً لبوستات تثبت التمثل بالتوجيهات على وسائل التواصل الاجتماعي، بل المطلوب هو الأفعال والتمثل بها.

الأرقام الأخيرة مقلقة، ولا نريد أن نصل لهذه المرحلة لنقول بأن كل ما تبذله الدولة من جهود سيتطلب جهوداً أكبر وموازنات أكثر ويقود لإغلاق لبعض المرافق المهمة ويؤثر مجدداً على المدارس وقطاعات العمل.

التزموا يا جماعة، فهذا الفيروس لن يزول بالكلام فقط، نرجوكم التزموا لأجل سلامتكم وسلامة من تحبونهم من عوائلكم خاصة كبار السن، ولأجل البحرين حتى تعود حياتنا لشكلها الطبيعي.