أميرة صليبيخ
من يقرأ الروايات يدرك تماماً أنها توثق -ولو بطريقة غير علمية- تاريخ الشعوب وأنماط حياتهم اليومية، عاداتهم وتقاليدهم، طباعهم، قيمهم، أمثالهم المتوارثة، ممارساتهم اليومية كأفراد وكأسر، معاناتهم، وحتى أطباقهم الشعبية، طرق الطهي، وأزياءهم وغيرها، فيُخلق لديك وعي عميق بأحوالهم بمقدار ما تبوح به الكتابة السردية في وصف المشاهد...
ربما أخطأ نزار قباني عندما قال في إحدى قصائده «إن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان!»، ربما دون وعي تبرمجت الشعوب العربية على حب الحزن وكأنه فضيلة! ربما مجّد الحزن أكثر من اللازم حتى صار اليوم «موضة» وكأنه فعل إنجاز يستحق الإشادة والإشهار! وكأن الحزن سر الحياة.. كأنه توأم الروح.. كأنه الوجبة اليومية المفروض علينا تناولها كل صباح ومساء.....
أميرة صليبيخ عندما نزلت سورة المسد على رسول الله، غضبت "أم جميل" زوجة عمه أبو لهب لأن السورة تذمها وزوجها، فذهبت "حمالة الحطب" باحثةً عن الرسول الكريم تريد إيذاءه كما تعودت أن تفعل، فلم تجده مع أنه كان يجلس برفقة أبا بكر حيث أعمى الله بصرها عنه، فقالت بيت شعر تهجوه فيه وهو (مذمماً عصينا، ودينه قلينا، وأمره أبينا). فأصبحت قريش تنادي...