فيصل الشيخ
اتجاهات
بسبب وجودي في إجازة سنوية، لم يتسنَ لي التعليق حينها على الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أرى الوقوف عندها مسألة جداً هامة لما تضمنته من مؤشرات ودلائل ومضامين.الزيارة حملت أبعاداً سياسية واقتصادية أظهرت مستوى...
في بيئة العمل، يفترض أن يكون الأداء والاجتهاد هما الفيصل، وأن تُكافأ الكفاءة لا أن تُعاقَب. لكن الواقع في كثير من المؤسسات يحكي شيئاً مختلفاً. فالظلم الإداري بكل أشكاله بات ظاهرة مألوفة، من التهميش المتعمّد إلى غياب العدالة في التقييم والتكليف، وصولاً إلى المحسوبيات التي تهدم ثقة الموظف في منظومته. ما نواجهه ليس مجرد تجاوز...
تلقيت أمس اتصالاً من أحد المسؤولين على قطاع مهم وحيوي. لم يكن لطلب توضيح، أو مناقشة شأن سياسي أو اجتماعي كما هي العادة. كان الموضوع مختلفاً، اتصل بي معلقاً على مقال كتبته عن أهمية بناء الثقة بين القائد وموظفيه، وأن القيادة الذكية لا تُصنع بالخوف، بل بالثقة، ولا تُمارس بالتعالي، بل بالقدوة والمعرفة. الاتصال كان بالنسبة لي ذا...
في بيئات العمل الصحية، يُفترض أن يشعر الموظف بالأمان الكافي ليعبّر عن رأيه، يشارك أفكاره، ويخوض تجاربه المهنية دون أن يُثقل كاهله الخوف من العقاب أو التهميش. إلا أن الواقع يقول شيئاً آخر! كثير من المؤسسات لاتزال تُدار بثقافة يغلب عليها التخويف، حيث يصبح المدير بدلاً من أن يكون مصدراً للتحفيز والإلهام، يصبح مصدراً للقلق والضغط،...
فيصل الشيخ الشعارات وسيلة شائعة ومؤثرة في مختلف المجالات، من السياسة إلى الاقتصاد، مروراً بالإعلام وإدارة المؤسسات. وبينما يُفترض أن تكون الشعارات أداة إيجابية تعكس المبادئ والقيم، فإن استخدامها الزائف أو المبالغ فيه قد يتحول إلى أداة تضليل تُحدث آثاراً سلبية عميقة وطويلة الأمد. عند تأمُّل المخاطر المرتبطة بالشعارات...
المجتمعات الراقية والمتحضرة هي تلك التي تحرص على أن تبني بين أفرادها روابط قوية وإنسانية، تقوم على أسس الاحترام المتبادل والتعايش والتراحم. فالمجتمع المتماسك لا يُقاس فقط بمدى تقدمه الاقتصادي أو عمرانه المادي، بل يُقاس أولاً بنسيجه الاجتماعي وروح الأسرة الواحدة التي تسكن قلوب أفراده. هنا يتجلى الدور الذكي للحكومات، التي لا...
كم مرة قلتَ شيئاً في لحظة غضب أو انفعال، ثم ندمت؟! كم قراراً اتخذته بسرعة، ثم دفعت ثمنه لاحقاً؟! في حياتنا اليومية، لا يحدث الانفجار دائماً بسبب القنابل، بل أحياناً بسبب كلمة، نظرة، أو ردة فعل عفوية خرجت منّا قبل أن تمر بالعقل. نعيش في عالم سريع، مزدحم، متوتر. استفزازات من كل جهة، ضغوط في العمل، اختلافات في الرأي، ومواقف تختبر...
كان يحدثني، وفجأة صمت ليرمق شخصاً يبدو من «تأنقه» أنه مسؤول. قال لي: فلان شخصيته قوية! سألته: كيف عرفت؟! أجاب: يخافون منه! سألته: هل تعني أن أسلوبه خالٍ من احترام الغير؟! أو لديه «تنمر» دائم؟! أو يتعامل بـ«غطرسة»؟! اندهش وهز رأسه موافقاً، فقلت له: هذا ليس صاحب شخصية قوية، بل شخص ضعيف! كثيرون يخطئون في فهمهم لتعريف «الشخصية القوية»....
طالما كان لدي صراع شخصي دائم ومستمر مع أولئك الذين يدّعون إيمانهم بالقيم، ويدّعون تمثلّهم بالمبادئ التي تترجم تلك القيم، لكن أفعالهم تُبرز العكس تماماً. هذه النوعية من الشخصيات أراها دائماً وبالاً على أي مكان يحلّون فيه، لأنهم يرتدون أقنعة تضلّل الناس، ويقومون بأفعال تناقض ما يدّعونه من أقوال تجمّلاً وتنكّراً. هم أشد خطراً من...
في أحد القطاعات، تسبب شخص محسوب من «بطانة» المسؤول في إيقاع الظلم على موظف مجتهد، والسبب أن الأخير كان مميزاً في عمله، إضافة إلى ذلك وجهات نظره الصادقة والصريحة لا تُعجب «عضو البطانة» و«بقية الجوقة»، لأنها تُظهر حقيقة قدراتهم ومصداقيتهم أمام المسؤول، وتكشف أن «مؤهلاتهم» فقط مرتبطة بـ«مدح المسؤول» و«التملق» له و»تزييف...
بعد موجة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل وإيران، لايزال المشهد الإقليمي محتقناً تحت السطح، محكوماً بمعادلات دقيقة وصراعات مؤجلة. فالهجمات الصاروخية التي تبادلها الطرفان مؤخراً لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل رسالة تتجاوز ساحة الاشتباك المباشر إلى عمق التوازنات الدولية. هنا تبرز تساؤلات ملحّة، إذ هل نجحت إدارة الرئيس الأمريكي...
الحاجة إلى تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية والوعي ضرورة وليست ترفاً، إذ هي أمر أساسي في بناء الأوطان وبقائها صلبة متماسكة. هي صمام الأمان في وجه كل ما قد يهدد تماسك المجتمعات واستقرار الدول. ومن هذا المنطلق، جاءت كلمة الرجل القوي معالي وزير الداخلية، الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، خلال لقائه مع القائمين على المواكب...