زباري: البحرين تعتبر من أكثر الدول تضررا من ظاهرة انبعاثات تغير المناخ

الجنيد: سواحل البحرين الأكثر قابلية للتأثر بظاهرة تغير المناخ


استضاف موسم جائزة يوسف بن أحمد كانو للجلسات الحوارية الأول، أستاذ الموارد المائية بجامعة الخليج العربي الدكتور زباري والأستاذ المشارك في المعلوماتية الجغرافية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتورة صباح الجنيد في جلسة "تغير المناخ وتحقيق الحياد الصفري للإنبعاثات الكربونية في البحرين" لمناقشة الجانب العلمي لظاهرة التغير المناخي وتأثيراتها المتوقعة على مملكة البحرين وكيفية التعامل معها والتخفيف من تأثيراتها السلبية.

مستفيضين في توضيح التزامات مملكة البحرين ضمن الجهود العالمية في تخفيض الانبعاثات الغازية وتحقيق الحياد الصفري الكربوني.

وفي بداية الجلسة عرف الدكتور وليد زباري ظاهرة التغير المناخي، مبيناً أن الدراسات العلمية أثبتت بدون أي شك حقيقة أن الكرة الأرضية تمر بفترة دفيئة متسارعة بفعل أنشطة الإنسان الصناعية منذ بدء الثورة الصناعية في الغرب في منتصف القرن التاسع عشر، إذ اُعتمد على وقود الفحم بشكل كبير، وأدى ذلك إلى ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون من 280 جزء في المليون قبل الثورة الصناعية إلى حوالي 420 جزء في المليون في الوقت الراهن.

وقال: "أدى ذلك إلى ظاهرة الاحتباس الحراري ارتفعت معه درجة الحرارة بشكل متسارع بحوالي درجة واحدة ومستوى سطح البحر حوالي 20 سم بسبب ذوبان الثلوج في العالم، مشيراً إلى أنه بالرغم من انخفاض مساهمة مملكة البحرين في انبعاثات غازات الدفيئة، وهي نسب لا تذكر مقارنة بالانبعاثات الكلية العالمية، إلا أنها تعتبر من أكثر الدول تضررا من هذه الظاهرة كونها دولة نامية جزيرية صغيرة محدودة المساحة والموارد الطبيعية والمائية وتتميز بانخفاض مستوى أراضيها عن سطح البحر"، مشدداً بقوله: "يجب التكيف مع هذه الظاهرة، خصوصاً وأن مملكة البحرين قامت ومنذ عام 2000 بدراسة تأثيرات تغير المناخ على العديد من القطاعات، ومنها قطاع الموارد المائية، وأساليب التكيف معها في تقاريرها الوطنية الدورية المقدمة ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتوجت هذه الجهود بالاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه في المملكة التي أعدها مجلس الموارد المائية، برئاسة معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، وأقرها مجلس الوزراء الموقر في الأول من فبراير 2021، وأدمجت خيارات التكيف مع تغير المناخ ضمن أهدافها الاستراتيجية.

ومن جانبها، تحدثت الدكتورة صباح الجنيد عن قابلية تأثر سواحل مملكة البحرين لظاهرة تغير المناخ، موضحةً أن آخر الدراسات التي قامت بها جامعة الخليج العربي لصالح المجلس الأعلى للبيئة بينت إمكانية خسارة مملكة البحرين لحوالي 11% من أراضيها الساحلية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وخصوصا في المناطق الجنوبية.

هذا، ولفتت إلى اتخاذ مملكة البحرين لقرارات إيجابية للتصدي لذلك برفع مستوى الدفان لحماية سواحلها، ثم تطرقت إلى موضوع الحياد الصفري للكربون، والخيارات المتاحة لتحقيقه تحت ظروف مملكة البحرين، حيث قالت: " قامت المملكة بالعديد من المبادرات الرائدة والخطوات الجادة، في مجال اصطياد الكربون بواسطة الحلول البيئية الخضراء ومنها مبادرات تكثيف زراعة أشجار القرم وزيادة المساحة الخضراء من خلال حملات التشجير، وتمثلت في زراعة 140 ألف شجرة و110 آلاف شتلة لأشجار القرم.

وأشارت إلى دور الأبحاث العلمية في تحديد نوعيات الأشجار وكميات امتصاصها للكربون لمساعدة متخذي القرار في اختيار الأشجار الملائمة لمملكة البحرين. مؤكدةً ضرورة للبحث والاستقصاء في الموارد الطبيعية والتقنيات الأخرى، مثل كفاءة الطاقة والطاقات المتجددة وخفض معدلات استهلاك الطاقة، وتقنيات اصطياد الكربون وغيرها، التي من الممكن أن تساهم كمصارف للكربون بالإضافة إلى جهود التشجير.