تتنوع مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف حول العالم، إذ يعبر كل مجتمع عن فرحته بطريقته الخاصة، غير أن القلوب جميعها تجتمع على مشاعر البهجة والسرور في يوم مولد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ففي مصر يبدأ المسلمون التحضيرات لتلك المناسبة قبل موعدها بوقت طويل، إذ تصطف حلوى المولد في الأسواق بأشكالها المختلفة، من المكسرات والحلوى السكرية والحصان وعروسة المولد، في تقاليد متوارثة منذ مئات السنين.
الاحتفال بالمولد النبوي في مصر
ويدشن المصريون حفلات الإنشاد ويضيئون المساجد بأنوار خاصة، ومنهم من يحرص على زيارة آل البيت وإعداد الطعام والشراب، وفي بعض المناطق تمتلئ الشوارع بالزينة ويوزع الناس شربات الموز أو شربات الورد، ومنهم من يقيم موائد الرحمن في الشوارع ويعد وجبات يوزعها على الناس مع حلوى المولد.
ويحتفل المواطنون في صعيد مصر بهذا اليوم على طريقتهم الخاصة، حيث تحيي الليلة بموكب الحصان المزين مغطى بأغطية مختلفة ليطوف الشوارع وسط قرع الطبول وعزف المزمار، كما تنظم سباقات الخيول المعروفة بـ"المرماح"، وكذلك إضاءة الشموع مع الإنشاد الديني الذي يملأ الشوارع.
الاحتفال بالمولد النبوي في المغرب
أما الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المغرب يجمع بين الطقوس الدينية والتقليدية، حيث تُعطر المساجد بقراءة القرآن الكريم وسرد السيرة النبوية، كما يُحضّر المواطنون أطباقًا خاصة مثل "الطاجين" ويقدمون حلوى تقليدية، وينظمون مسيرات احتفالية في المدن الكبرى ويتجمع الناس في الساحات ليتشاركوا سويًا في الإنشاد الديني ومدح النبي.
كيف تحتفل تركيا بالمولد النبوي؟
أما تركيا فتحتفل بشكل رسمي وشعبي، حيث تنظم المساجد تلاوات للقرآن الكريم ومجالس خاصة لسرد سيرة النبي والتحدث عن أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يعتاد الأتراك في تلك المناسبة على توزيع الكعك الصغير، وهذا ما يميز احتفالهم بتلك المناسبة فيما يوزعون المشروبات والحلويات على الناس.
المملكة تحيي ذكرى المولد النبوي
ويحتفل المواطنون في المملكة العربية السعودية بذكرى المولد النبوي بفتح المساجد وإلقاء الخطب الدينية التي تتحدث عن خصال النبي والقيم التي دعا إليها لنشر المحبة والسلام، كما تضاء 16 حزمة ضوئية في برج الساعة بالحرم المكي وهو أعلى برج في المملكة ويصل طول الأنوار إلى 10 كيلومترات.
المولد النبوي في الجزائر
ويحتفل الجزائريون بذكرى المولد النبوي بطقوس روحانية متوارثة منذ مئات السنين، حيث تلقي الأئمة خطبًا عن السيرة النبوية العطرة ويحرص الآباء على أصحاب أطفالهم للاقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل أيام من حلول ذكرى المولد النبوي تكتظ الأسواق الشعبية بالحلويات والتوابل والشموع والبخور والمفرقعات لتنبعث روائح البخور من المحلات والبيوت في تلك المناسبة ولا يخلو بيت من إضاءة الشموع مع ترديد أنشودة "طلع البدر علينا".
كما تتحول شوارع الجزائر ليلة المولد النبوي إلى احتفالات صاخبة فلا صوت يعلو فوق صوت الألعاب النارية والتي تستمر لعدة ساعات، احتفاء وفرحًا بالذكرى العطرة يوم مولد الرسول.
