أخيراً؛ وبعد سنوات عجاف حولت لبنان إلى كانتونات طائفية، تلازمها مافيات الفساد والمحسوبية والسرقة والنهب، استيقظ اللبنانيون من سبات شعارات جوفاء أكلت الأخضر واليابس، وحولت «باريس الشرق» إلى بؤرة من الركام والخراب ومزارع للمخدرات والإرهاب.
استيقظ اللبنانيون أخيراً بعد أن آمنوا بحتمية التغيير في دولة تجمع كل الأديان والطوائف والانتماءات السياسية، ومحاولة إعادة ترميم أشلاء وطن مزقه أمراء الطوائف بعد أن رهنوا مستقبل أبنائه وقوتهم اليومي بأجندات خارجية لم تجلب للشعب سوى الفقر والتشرد والجوع.
الثلاثاء الماضي أعلنت نتائج الانتخابات النيابية، والتي شهدت تحشيداً غير مسبوق، وكان من اللافت الخسارة المدوية التي مني بها حزب الله وحلفاؤه، مقابل تقدم واضح لقوى التغيير والمستقلين المنبثقين عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية قبل أكثر من عامين.
الشعب اللبناني وبعد أن ذاق مرارة الفقر والجوع وانعدام الأمن؛ لفظ شخصيات وقيادات سيطرت لسنوات طويلة على مقدرات الوطن، وتحكمت في كل صغيرة وكبيرة فيه، فها هو حزب الله وحلفاؤه، التيار الوطني الحر وحركة أمل، يخسرون الأغلبية البرلمانية، حيث حصلوا على 60 مقعداً فقط، بعد أن سيطروا في الانتخابات الأخيرة عام 2018 على 71 مقعداً.
وبعيداً عن حسابات عدد المقاعد لكل جهة؛ إلا أن الواقع لايزال يشي بشيء من التوجس، حيث تضم تركيبة المجلس النيابي اللبناني الجديد كتلاً سياسية وطائفية ودينية ومستقلين، لا تحظى أي منها منفردة بأكثرية مطلقة ما قد يجعله عرضة أكثر للانقسامات.
ورغم ذلك؛ فقد نجح الشعب اللبناني في إيصال رسالته إلى أمراء الحرب والطوائف ومن يقف خلفهم من دول، معلناً أن مستقبل لبنان يجب أن يكون بيد أبنائه فقط، وأن توحيد الجهود والإيمان بالقدرة على التغيير يمكن أن يصنع المعجزات.
ملفات كبيرة ومهمة أمام المجلس النيابي اللبناني، فما بين انتخاب رئيس جديد للبرلمان وتعيين رئيس الحكومة وانتخاب رئيس جديد للدولة، تبقى الأسباب التي أدت لانطلاق الاحتجاجات الشعبية قائمة، وتواصل واحدة من أسوأ فترات الكساد الاقتصادي الذي شهده منذ أكثر من 150 عاماً، حيث يعيش ما يقرب من 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر في ظل انهيار تام لليرة اللبنانية و النقص الحاد في الغذاء والوقود والأدوية.
الشعب اللبناني قال كلمته اليوم، بانتظار ما سيقوله السياسيون الجدد، وما سيقدمه العرب و العالم للبنان.
إضاءة
«ليست العبرة بنتائج الانتخابات بل بما بعدها، حيث تطرح علامات استفهام حول كيفية تعامل المنتخبون مع الاستحقاقات القادمة وما الذي سيحققونه من الشعارات التي رفعوها وما الذي سيستطيعون تغييره وانجازه؟». «عبدالسلام موسى، منسق عام الإعلام في تيار المستقبل اللبناني».
{{ article.visit_count }}
استيقظ اللبنانيون أخيراً بعد أن آمنوا بحتمية التغيير في دولة تجمع كل الأديان والطوائف والانتماءات السياسية، ومحاولة إعادة ترميم أشلاء وطن مزقه أمراء الطوائف بعد أن رهنوا مستقبل أبنائه وقوتهم اليومي بأجندات خارجية لم تجلب للشعب سوى الفقر والتشرد والجوع.
الثلاثاء الماضي أعلنت نتائج الانتخابات النيابية، والتي شهدت تحشيداً غير مسبوق، وكان من اللافت الخسارة المدوية التي مني بها حزب الله وحلفاؤه، مقابل تقدم واضح لقوى التغيير والمستقلين المنبثقين عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية قبل أكثر من عامين.
الشعب اللبناني وبعد أن ذاق مرارة الفقر والجوع وانعدام الأمن؛ لفظ شخصيات وقيادات سيطرت لسنوات طويلة على مقدرات الوطن، وتحكمت في كل صغيرة وكبيرة فيه، فها هو حزب الله وحلفاؤه، التيار الوطني الحر وحركة أمل، يخسرون الأغلبية البرلمانية، حيث حصلوا على 60 مقعداً فقط، بعد أن سيطروا في الانتخابات الأخيرة عام 2018 على 71 مقعداً.
وبعيداً عن حسابات عدد المقاعد لكل جهة؛ إلا أن الواقع لايزال يشي بشيء من التوجس، حيث تضم تركيبة المجلس النيابي اللبناني الجديد كتلاً سياسية وطائفية ودينية ومستقلين، لا تحظى أي منها منفردة بأكثرية مطلقة ما قد يجعله عرضة أكثر للانقسامات.
ورغم ذلك؛ فقد نجح الشعب اللبناني في إيصال رسالته إلى أمراء الحرب والطوائف ومن يقف خلفهم من دول، معلناً أن مستقبل لبنان يجب أن يكون بيد أبنائه فقط، وأن توحيد الجهود والإيمان بالقدرة على التغيير يمكن أن يصنع المعجزات.
ملفات كبيرة ومهمة أمام المجلس النيابي اللبناني، فما بين انتخاب رئيس جديد للبرلمان وتعيين رئيس الحكومة وانتخاب رئيس جديد للدولة، تبقى الأسباب التي أدت لانطلاق الاحتجاجات الشعبية قائمة، وتواصل واحدة من أسوأ فترات الكساد الاقتصادي الذي شهده منذ أكثر من 150 عاماً، حيث يعيش ما يقرب من 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر في ظل انهيار تام لليرة اللبنانية و النقص الحاد في الغذاء والوقود والأدوية.
الشعب اللبناني قال كلمته اليوم، بانتظار ما سيقوله السياسيون الجدد، وما سيقدمه العرب و العالم للبنان.
إضاءة
«ليست العبرة بنتائج الانتخابات بل بما بعدها، حيث تطرح علامات استفهام حول كيفية تعامل المنتخبون مع الاستحقاقات القادمة وما الذي سيحققونه من الشعارات التي رفعوها وما الذي سيستطيعون تغييره وانجازه؟». «عبدالسلام موسى، منسق عام الإعلام في تيار المستقبل اللبناني».