مملكة البحرين تاريخ يعود إلى أكثر من 5000 عام، عندما كانت الحضارة الدلمونية تسيطر على الخطوط التجارية بين الحضارة السومرية وحضارة وادي الإندوس. ومنذ القدم ومملكة البحرين، هي مهد السلام، ومرتع التعايش والتسامح، وأرض الديانات، فـ«كلّها في الثرى دوافع خيرٍ بنت وهبٍ شقيقة العذراءِ»، إذ شكّلت منطقة جذب للحضارات، ومنطقة وسطى وملتقى للسفن ومحطة في طريق التجارة، فمرت عليها العديد من الأجناس بثقافاتهم المختلفة وأديانهم المؤتلفة، فصارت هي «مهد للسلام»، و«أرض للتعايش»، وقلب كبير للتسامح والمحبة.
هنا في هذه الأرض الطيبة مرت قوافل الحضارات من دلمون إلى تايلوس إلى أوال، فتركت أثراً طيباً، وحكمة، ظلت هي ضالتها من كل تجربة، فتعايشت الديانات، وتداخلت الثقافات، وتعاظمت الأفكار، بما توفر من حرية دينية ومذهبية شكّلت عاملاً جاذباً للناس من كل فج عميق.
ولخص الشاعر التيجاني يوسف بشير مفهوم التعايش الديني، والسلام، الذي يريده الجميع، يدفعه إلى ذلك هذا الحب الكبير إذ يقول:
ها هنا مسجد مغيظ ٌعلى ذي
البيّعِ الطُهر والمسوح الوضاءِ
وهنا راهب من القوم
ثوّار لِمَجد الكنيسة الزّهراء ِ
كلّها في الثرى دوافع خيرٍ
بنت وهبٍ شقيقة العذراءِ
بهذا الحب وهذا التسامح تعايش في هذا البلد أتباع ديانات ومذاهب مسلمون ويهود ومسيحيون وهندوس وبوذيون وبهائيون وبهرة وآخرون، تجاوروا وتزاوروا وتصاحبوا، وعملوا معاً، وتداخلوا وتزاوجوا، فأصبح مصيرهم المشترك وانتماؤهم لهذه الأرض هو المعيار الأوحد.
إن أهم مطلوبات التطور والرقي لأي مجتمع هو التعايش السلمي والتسامح، لذلك أصبحت البحرين مكاناً جاذباً للأجانب من أجل العمل والاستقرار، وتضم مملكة البحرين نسبة عالية من المساجد والجوامع قياساً إلى عدد سكانها ومساحتها، إضافة إلى 19 كنيسة، وكنيس يهودي وسط المنامة تأسس عام 1930، وعدد من دور العبادة تخص طوائف أخرى، والجميع يمارس شعائره تحت مظلة من التعايش والسلام والمحبة.
وتوفرت للبحرين قيادة رشيدة تحت راية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، حفظه الله ورعاه، عملت على تعميق الحب والتسامح والاحترام وتعزيز حالة التعايش السلمي.
وعملت البحرين على تنفيذ حزمة مبادرات وبرامج تعليمية وتوعوية من أجل تعزيز قيم التعايش والتعددية والتسامح، وقد نظّم مركز عيسى الثقافي مؤتمر التسامح في عام 2005، إضافة إلى إصدار تشريعات تجرّم التحريض العنف والكراهية والطائفية والإرهاب.
وقد أطلق حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم عدداً من المبادرات التي تصب في ذات هذا الاتجاه منها أنه أصدر في مارس من عام 2018 أمراً ملكياً بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، يتبع للديوان الملكي، وفي نوفمبر عام 2018 تم التدشين الرسمي لكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية، الذي يضم ثلاث مستويات درجة البكالوريوس في التاريخ، والعلوم الاجتماعية والأديان ودرجة الماجستير في دراسات الأديان، ودرجة الدكتوراه في الأديان والتأملات الثقافية.
وفي عام 2021 منح مجلس أمناء جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية جلالة الملك المفدى الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لدور جلالته النبيل في تعزيز التعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
إذن العديد من الإجراءات والممارسات والمبادرات تؤكد التعايش والتسامح السلمي في البحرين، ما يفتح الباب أمام إرساء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية ونشر القيم الإنسانية.
* الأستاذ المساعد بقسم الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الخليجية - مدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة
{{ article.visit_count }}
هنا في هذه الأرض الطيبة مرت قوافل الحضارات من دلمون إلى تايلوس إلى أوال، فتركت أثراً طيباً، وحكمة، ظلت هي ضالتها من كل تجربة، فتعايشت الديانات، وتداخلت الثقافات، وتعاظمت الأفكار، بما توفر من حرية دينية ومذهبية شكّلت عاملاً جاذباً للناس من كل فج عميق.
ولخص الشاعر التيجاني يوسف بشير مفهوم التعايش الديني، والسلام، الذي يريده الجميع، يدفعه إلى ذلك هذا الحب الكبير إذ يقول:
ها هنا مسجد مغيظ ٌعلى ذي
البيّعِ الطُهر والمسوح الوضاءِ
وهنا راهب من القوم
ثوّار لِمَجد الكنيسة الزّهراء ِ
كلّها في الثرى دوافع خيرٍ
بنت وهبٍ شقيقة العذراءِ
بهذا الحب وهذا التسامح تعايش في هذا البلد أتباع ديانات ومذاهب مسلمون ويهود ومسيحيون وهندوس وبوذيون وبهائيون وبهرة وآخرون، تجاوروا وتزاوروا وتصاحبوا، وعملوا معاً، وتداخلوا وتزاوجوا، فأصبح مصيرهم المشترك وانتماؤهم لهذه الأرض هو المعيار الأوحد.
إن أهم مطلوبات التطور والرقي لأي مجتمع هو التعايش السلمي والتسامح، لذلك أصبحت البحرين مكاناً جاذباً للأجانب من أجل العمل والاستقرار، وتضم مملكة البحرين نسبة عالية من المساجد والجوامع قياساً إلى عدد سكانها ومساحتها، إضافة إلى 19 كنيسة، وكنيس يهودي وسط المنامة تأسس عام 1930، وعدد من دور العبادة تخص طوائف أخرى، والجميع يمارس شعائره تحت مظلة من التعايش والسلام والمحبة.
وتوفرت للبحرين قيادة رشيدة تحت راية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، حفظه الله ورعاه، عملت على تعميق الحب والتسامح والاحترام وتعزيز حالة التعايش السلمي.
وعملت البحرين على تنفيذ حزمة مبادرات وبرامج تعليمية وتوعوية من أجل تعزيز قيم التعايش والتعددية والتسامح، وقد نظّم مركز عيسى الثقافي مؤتمر التسامح في عام 2005، إضافة إلى إصدار تشريعات تجرّم التحريض العنف والكراهية والطائفية والإرهاب.
وقد أطلق حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم عدداً من المبادرات التي تصب في ذات هذا الاتجاه منها أنه أصدر في مارس من عام 2018 أمراً ملكياً بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، يتبع للديوان الملكي، وفي نوفمبر عام 2018 تم التدشين الرسمي لكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية، الذي يضم ثلاث مستويات درجة البكالوريوس في التاريخ، والعلوم الاجتماعية والأديان ودرجة الماجستير في دراسات الأديان، ودرجة الدكتوراه في الأديان والتأملات الثقافية.
وفي عام 2021 منح مجلس أمناء جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية جلالة الملك المفدى الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لدور جلالته النبيل في تعزيز التعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
إذن العديد من الإجراءات والممارسات والمبادرات تؤكد التعايش والتسامح السلمي في البحرين، ما يفتح الباب أمام إرساء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية ونشر القيم الإنسانية.
* الأستاذ المساعد بقسم الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الخليجية - مدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة