قامة إعلامية تربوية عربية بحرينية، عُرفت باسم «بابا ياسين» كشخصية رئيسة في برنامج تعليمي تربوي للأطفال اشتهر في برنامج الأطفال «افتح يا سمسم» الذي أسر بشغف حضوره، الصغار وكذلك الكبار لعقود من الزمن، وهو برنامج تعليمي تربوي من إنتاج مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي، ظهر الجزء الأول منه سنة 1979، والثاني سنة 1982، مقتبساً من مسلسل تعليمي ترفيهي أمريكي اسمه «شارع السمسم»، ولكن تمّ إنتاجه بمضمون عربي وثوب محلي.
هذا البرنامج الذي لايزال يشكل مرجعاً مهماً للكثير من المهتمين بشؤون الطفل، اشتهر الفنان البحريني محمد خليفة ياسين من خلال أدائه المميز للشخصية المحورية «بابا ياسين». وقد شكل هذا الدور الذي قام به مرحلة مفصلية مهمة من حياته الفنية، دفعت به إلى المزيد، فقدم العديد من برامج الأطفال مثل «عيالي الحلوين» ومن فكرته وتأليفه مسابقة «مفاتيح الكنز»، إضافة إلى برنامج «عيالنا» الذي يُحدّث فيه «بابا ياسين» الأطفال عن عادات وتقاليد أجدادهم وأسلافهم بأسلوب شَيّق.
ورغم مضي عشرات السنين منذ عرض البرنامج الشهير، إلا أنّ الفنان محمد خليفة بات يعرف بالاسم الذي أدى به دوره في برنامج «افتح يا سمسم»، ممّا جعل اختياره لأدواره لاحقاً تتأثر بهذا الاسم، وذلك لارتباطه بنفوس الأطفال وكذلك بمخيّلة الكبار، الذين وجدوا في تقديمه صورة إيجابية مناسبة للطفولة وكيفية التعامل معها، الأمر الذي أكّده الفنان القدير في لقائه مع الإعلامية البحرينية روضة محمود عبر تلفزيون البحرين، بعد أن أفصح عن صعوبة التجربة في بدايتها، معزياً ذلك إلى كون التعامل مع الطفل مختلفاً تماماً عن التعامل مع الكبار، إلا أنّ نجاحه فيها وما نتج عنها من محبة الجمهور له، قد شكّل طبيعة حياته الفنيّة.
لاريب وقد كانت بدايته المهنية تربوية بحتة، حين بدأ عمله معلماً في دولة الإمارات العربية المتحدة في سنة 1964. وقد جمع عقب ذلك بين التدريس والعمل في الإذاعة والتلفزيون، وكان أول ظهور له على الشاشة الصغيرة من خلال تلفزيون أبوظبي سنة 1972.
وهي مؤهلات ومميزات ومهارات قد سلّط الضوء عليها برنامج «على الوتر»، خلال استضافته للإعلامي المربّي بابا ياسين، وبثّته فضائية البحرين مؤخراً، وذلك في مقارنة مع بعض البرامج المُوجَّهة اليوم للطفل ونوعيتها وقيمتها وتأثيراتها السلبية عليه، لكونها صارت في السنوات الماضية بالأساس مادية، وتوجهاتها تهدف إلى صنع نجم على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس فرداً تصنع سواعده إنجازاً وينتج فكره مجداً على صفحات التاريخ.
فالأطفال اليوم، الذين استحوذت على انتباههم برامج مختلفة تماماً عن طبيعة البرامج، التي تميّزت وحَضت بمربّين مثل «بابا ياسين»، فهم لا يجدون في تلك البرامج من يخاطبهم وكأنه معهم، ليخاطبهم بلسان أبويٍ يُرشِدهم مُوجّهاً، في بداية البرنامج «عيالي الحلوين، ابتعدوا شوي عن الشاشة.. إي.. إنت بعد يُبه.. أيوه.. بعد شوي.. إي تمام»، الأمر الذي يثير اندهاشهم وتساؤلهم إن كان فعلاً من التلفزيون! فكان يجيبهم « نعم أشوفكم بقلبي».
يا لها من أساليب تربوية! تجمع بين الحرص على سلامة الطفل، وتعمل على تقيُده بها، إلى جانب تعليمه وتسليته. ويا لها من إجابة! تُحدِث الألفة التي تساعد على كسب اهتمام الطفل، ووصول المعلومة له وتحقق الفائدة لديه.
حقاً إنه لنهج يُحتذى به، ومدرسة في فن تقديم برامج الأطفال يُقتادُ بها، قائمة على نظرية «حب الأطفال رسالة في الحياة»، على حد قول صاحبها بابا ياسين «حب الأطفال.. يسري في دمي، وهذه رسالتي في الحياة»، هذا الإعلامي البحريني الذي بات بمسيرة عطائه أيقونة عربية، يأمل أن يحقق برسالته «التّنشئة الطيّبة للطفل العربي»، المبنية على القيم والأخلاق والمعرفة وحسن التعامل وحب الخير.
{{ article.visit_count }}
هذا البرنامج الذي لايزال يشكل مرجعاً مهماً للكثير من المهتمين بشؤون الطفل، اشتهر الفنان البحريني محمد خليفة ياسين من خلال أدائه المميز للشخصية المحورية «بابا ياسين». وقد شكل هذا الدور الذي قام به مرحلة مفصلية مهمة من حياته الفنية، دفعت به إلى المزيد، فقدم العديد من برامج الأطفال مثل «عيالي الحلوين» ومن فكرته وتأليفه مسابقة «مفاتيح الكنز»، إضافة إلى برنامج «عيالنا» الذي يُحدّث فيه «بابا ياسين» الأطفال عن عادات وتقاليد أجدادهم وأسلافهم بأسلوب شَيّق.
ورغم مضي عشرات السنين منذ عرض البرنامج الشهير، إلا أنّ الفنان محمد خليفة بات يعرف بالاسم الذي أدى به دوره في برنامج «افتح يا سمسم»، ممّا جعل اختياره لأدواره لاحقاً تتأثر بهذا الاسم، وذلك لارتباطه بنفوس الأطفال وكذلك بمخيّلة الكبار، الذين وجدوا في تقديمه صورة إيجابية مناسبة للطفولة وكيفية التعامل معها، الأمر الذي أكّده الفنان القدير في لقائه مع الإعلامية البحرينية روضة محمود عبر تلفزيون البحرين، بعد أن أفصح عن صعوبة التجربة في بدايتها، معزياً ذلك إلى كون التعامل مع الطفل مختلفاً تماماً عن التعامل مع الكبار، إلا أنّ نجاحه فيها وما نتج عنها من محبة الجمهور له، قد شكّل طبيعة حياته الفنيّة.
لاريب وقد كانت بدايته المهنية تربوية بحتة، حين بدأ عمله معلماً في دولة الإمارات العربية المتحدة في سنة 1964. وقد جمع عقب ذلك بين التدريس والعمل في الإذاعة والتلفزيون، وكان أول ظهور له على الشاشة الصغيرة من خلال تلفزيون أبوظبي سنة 1972.
وهي مؤهلات ومميزات ومهارات قد سلّط الضوء عليها برنامج «على الوتر»، خلال استضافته للإعلامي المربّي بابا ياسين، وبثّته فضائية البحرين مؤخراً، وذلك في مقارنة مع بعض البرامج المُوجَّهة اليوم للطفل ونوعيتها وقيمتها وتأثيراتها السلبية عليه، لكونها صارت في السنوات الماضية بالأساس مادية، وتوجهاتها تهدف إلى صنع نجم على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس فرداً تصنع سواعده إنجازاً وينتج فكره مجداً على صفحات التاريخ.
فالأطفال اليوم، الذين استحوذت على انتباههم برامج مختلفة تماماً عن طبيعة البرامج، التي تميّزت وحَضت بمربّين مثل «بابا ياسين»، فهم لا يجدون في تلك البرامج من يخاطبهم وكأنه معهم، ليخاطبهم بلسان أبويٍ يُرشِدهم مُوجّهاً، في بداية البرنامج «عيالي الحلوين، ابتعدوا شوي عن الشاشة.. إي.. إنت بعد يُبه.. أيوه.. بعد شوي.. إي تمام»، الأمر الذي يثير اندهاشهم وتساؤلهم إن كان فعلاً من التلفزيون! فكان يجيبهم « نعم أشوفكم بقلبي».
يا لها من أساليب تربوية! تجمع بين الحرص على سلامة الطفل، وتعمل على تقيُده بها، إلى جانب تعليمه وتسليته. ويا لها من إجابة! تُحدِث الألفة التي تساعد على كسب اهتمام الطفل، ووصول المعلومة له وتحقق الفائدة لديه.
حقاً إنه لنهج يُحتذى به، ومدرسة في فن تقديم برامج الأطفال يُقتادُ بها، قائمة على نظرية «حب الأطفال رسالة في الحياة»، على حد قول صاحبها بابا ياسين «حب الأطفال.. يسري في دمي، وهذه رسالتي في الحياة»، هذا الإعلامي البحريني الذي بات بمسيرة عطائه أيقونة عربية، يأمل أن يحقق برسالته «التّنشئة الطيّبة للطفل العربي»، المبنية على القيم والأخلاق والمعرفة وحسن التعامل وحب الخير.