أدى انهيار الاتحاد السوفييتي في أواخر القرن العشرين إلى انحسار جيوسياسي لقطب المعسكر الشرقي سبب اختلالاً في التوازن بين القوى المهيمنة عسكرياً، وأدى إلى تغيير تشكيلة البلدان الموالية لكلا القطبين.
وجاءت قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي عقدت بتاريخ 29 يونيو في العاصمة الإسبانية، بحضور زعماء وقادة الدول الأعضاء وقادة أمنيين، والتي وصفها الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج بأنها "قمة تاريخية وتَحوُّلية" لتعلن عن صياغة إستراتيجية جديدة للحلف خلال العقد المقبل، أفصح عن مضمونها بيان القمة.
وقد عكس البيان العلاقة المباشرة بين الإستراتيجية الجديدة وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وأبرز ما ورد في ذلك وصف روسيا بأنها "التهديد الأكبر لأمن الحلفاء"، في انعكاس لتدهور حاد في العلاقات مع موسكو منذ غزوها أوكرانيا، وهو مفهوم يحدد المهام الأساسية لحلف الناتو في المرحلة المقبلة، وبناءً عليه ستوجه الجهود المبذولة لحماية الأمن الأوروبي الأطلسي رداً على العدوان الروسي، إلى جانب العمل على مواجهة التحديات التي تضعها جمهورية الصين الشعبية، من خلال تعميق الشراكة الإستراتيجية بينها وبين روسيا.
ومن أبرز ما ورد في تصريح القمة الإعلان عن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف "الناتو"، وذكر البيان أنّ ضم فنلندا والسويد سيجعل الحلفاء أكثر أمناً، وسيزيد من قوة الحلف وسيزيد أيضاً من أمن منطقة أوروبا والأطلسي، وأيضاً تعهد الحلف بتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا، واتفاقه على حزمة دعم تهدف إلى تحديث قطاع الدفاع لديها.
المفارقة أن أوكرانيا ليست عضواً في "الناتو" ولم تسفر القمة عن ضمّ أوكرانيا للحلف، واكتفت بالدعم اللوجستي لها وتزويدها بالأسلحة وغيرها من المعدات العسكرية، دون التعهد بالانخراط الفعلي والمشاركة الدفاعية الميدانية في صفوفها.
فهل توخت القمة إستراتيجية الحذر وجس النبض بالإعلان عن ضم فنلندا والسويد في الوقت الحالي؟ أم أنها تريد فقط الاحتفاظ بتغذية أوكرانيا لتبقى صمام أمان بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي؟ هذا الصمام يأتي في نهاية شريط الدول العضو في "الناتو" والمحاذي لطول الحدود الغربية الروسية، المكون من إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، وسلوفاكيا، والمجر، ورومانيا، ويمتد إلى جزر القرم التي ضمتها روسيا لها مجدداً عقب الثورة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته في عام 2014، وأقصت النخب الموالية لروسيا، الأمر الذي يرى الكرملين أنه نتيجة لمؤامرات غربية.
وفي المقابل جاءت التصريحات الروسية تعليقاً على ما أسفرت عنه قمة مدريد، على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي اعتبر أنّ قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد تؤكد "عدائية" الحلف حيال روسيا، واصفاً توسيع عضويته إلى فنلندا والسويد بأنه خطوة "مزعزعة للاستقرار إلى حد كبير"، وأضاف لوكالات الأنباء الروسية أنّ "قمة مدريد تعزّز مسار الاحتواء العدواني الذي ينتهجه الحلف حيال روسيا". بينما أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "لا مشكلة" لدى موسكو بانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، ولكن روسيا "سترد بالمثل في حال أقام حلف شمال الأطلسي بنية تحتية في فنلندا والسويد".
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله إنه لا يستبعد أن تشهد علاقات موسكو مع هلسنكي وستوكهولم توتراً بسبب انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي. وذكر أن استعدادات حلف الأطلسي لمواجهة روسيا قائمة منذ 2014 و"ليست جديدة"، مضيفاً أن موسكو تعتبر أن الناتو "من بقايا الحرب الباردة"، وأنه "أداة لتنفيذ سياسة الولايات المتحدة".
نحن ننتظر التداعيات المرتقبة لما أفصحت عنه قمة مدريد على مستوى ردود الفعل الروسية تحديداً، وعلى مستوى ردود فعل المعسكر الشرقي عموماً، في إطار التحديات التي تفرضها أبرز عناصره، وفي إطار إمكانية أن تصعَّد إلى عدائية.
وجاءت قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي عقدت بتاريخ 29 يونيو في العاصمة الإسبانية، بحضور زعماء وقادة الدول الأعضاء وقادة أمنيين، والتي وصفها الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج بأنها "قمة تاريخية وتَحوُّلية" لتعلن عن صياغة إستراتيجية جديدة للحلف خلال العقد المقبل، أفصح عن مضمونها بيان القمة.
وقد عكس البيان العلاقة المباشرة بين الإستراتيجية الجديدة وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وأبرز ما ورد في ذلك وصف روسيا بأنها "التهديد الأكبر لأمن الحلفاء"، في انعكاس لتدهور حاد في العلاقات مع موسكو منذ غزوها أوكرانيا، وهو مفهوم يحدد المهام الأساسية لحلف الناتو في المرحلة المقبلة، وبناءً عليه ستوجه الجهود المبذولة لحماية الأمن الأوروبي الأطلسي رداً على العدوان الروسي، إلى جانب العمل على مواجهة التحديات التي تضعها جمهورية الصين الشعبية، من خلال تعميق الشراكة الإستراتيجية بينها وبين روسيا.
ومن أبرز ما ورد في تصريح القمة الإعلان عن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف "الناتو"، وذكر البيان أنّ ضم فنلندا والسويد سيجعل الحلفاء أكثر أمناً، وسيزيد من قوة الحلف وسيزيد أيضاً من أمن منطقة أوروبا والأطلسي، وأيضاً تعهد الحلف بتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا، واتفاقه على حزمة دعم تهدف إلى تحديث قطاع الدفاع لديها.
المفارقة أن أوكرانيا ليست عضواً في "الناتو" ولم تسفر القمة عن ضمّ أوكرانيا للحلف، واكتفت بالدعم اللوجستي لها وتزويدها بالأسلحة وغيرها من المعدات العسكرية، دون التعهد بالانخراط الفعلي والمشاركة الدفاعية الميدانية في صفوفها.
فهل توخت القمة إستراتيجية الحذر وجس النبض بالإعلان عن ضم فنلندا والسويد في الوقت الحالي؟ أم أنها تريد فقط الاحتفاظ بتغذية أوكرانيا لتبقى صمام أمان بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي؟ هذا الصمام يأتي في نهاية شريط الدول العضو في "الناتو" والمحاذي لطول الحدود الغربية الروسية، المكون من إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، وسلوفاكيا، والمجر، ورومانيا، ويمتد إلى جزر القرم التي ضمتها روسيا لها مجدداً عقب الثورة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته في عام 2014، وأقصت النخب الموالية لروسيا، الأمر الذي يرى الكرملين أنه نتيجة لمؤامرات غربية.
وفي المقابل جاءت التصريحات الروسية تعليقاً على ما أسفرت عنه قمة مدريد، على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي اعتبر أنّ قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد تؤكد "عدائية" الحلف حيال روسيا، واصفاً توسيع عضويته إلى فنلندا والسويد بأنه خطوة "مزعزعة للاستقرار إلى حد كبير"، وأضاف لوكالات الأنباء الروسية أنّ "قمة مدريد تعزّز مسار الاحتواء العدواني الذي ينتهجه الحلف حيال روسيا". بينما أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "لا مشكلة" لدى موسكو بانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، ولكن روسيا "سترد بالمثل في حال أقام حلف شمال الأطلسي بنية تحتية في فنلندا والسويد".
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله إنه لا يستبعد أن تشهد علاقات موسكو مع هلسنكي وستوكهولم توتراً بسبب انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي. وذكر أن استعدادات حلف الأطلسي لمواجهة روسيا قائمة منذ 2014 و"ليست جديدة"، مضيفاً أن موسكو تعتبر أن الناتو "من بقايا الحرب الباردة"، وأنه "أداة لتنفيذ سياسة الولايات المتحدة".
نحن ننتظر التداعيات المرتقبة لما أفصحت عنه قمة مدريد على مستوى ردود الفعل الروسية تحديداً، وعلى مستوى ردود فعل المعسكر الشرقي عموماً، في إطار التحديات التي تفرضها أبرز عناصره، وفي إطار إمكانية أن تصعَّد إلى عدائية.