قبل أن أتطرق إلى مقال تشن وي تشنغ سفير الصين في المملكة العربية السعودية الهام جداً والمنشور أمس في جريدة الشرق الأوسط أريد أن أجيب على سؤال أعتقد أنه يتبادر إلى أذهان الكثير.
: هل تتحاملين على الولايات المتحدة الأمريكية وهم حلفاء وشركاء لنا؟ وعلاقتنا بهم تاريخية واستراتيجية؟ وميزان التجارة لصالحهم؟
: نعرف كل ما ذكرته ونؤمن عليه ونؤكد عليه، إنما نحن نعيد ترسيم حدود العلاقة في أذهاننا من جديد، وذلك ضروري جداً كي نعرف متى نقول لهم نعم ومتى نقول لهم لا، وفقاً لمصالحنا لا حسب رغباتهم.
ترسيم حدود العلاقة من الذهنية قبل الجلوس معهم يجعل طبيعة الاجتماع مختلفة تماماً، حين تعرف أن للطرف الآخر مصالح موجودة عندك فأنت تتصرف بشكل ندي، تحدد وتعرف مصالحك وتتصرف وأنت تحسب خطواتك تجاه تلك المصالح، لا تخجل ولا تتردد ولا تتلعثم حين تطالب بها الطرف الآخر، فأنت مدرك تماماً حاجته لك بقدر حاجتك له، تلك قواعد عامة وبسيطة وأولوية في أي تفاوض حتى وأنت تشتري أي سلعة ولو كانت كيلو من البصل، فالسعر الذي ستدفعه للكيلو إن لم يكن هناك غيره يختلف تماماً وأنت لديك عدة خيارات ويختلف حين يكون هناك أكثر من بائع، ويختلف حين يتفاوت السعر «الكثير منا يستحي يقاصص صاحب المحل قبل الشراء» التفاوض بشأن مصالحك السياسية والعسكرية والاقتصادية من هذا المنطلق يختلف تماماً وأنت تتفاوض وفي ذهنك حاجتك للطرف الآخر فحسب، أو انبهارك به فقط أو رغبة في الحصول على مديحه ورضاه فقط.
لا نتحامل حين نبين لمن يجلس مع أي مسؤول أمريكي أنك لست بأقل منه ولست محتاجاً له إلا بقدر حاجته لك، هذا ليس تحاملاً، هذا إعادة ترسيم حدود العلاقة وفقاً لمبادئ العرض والطلب قبل أن يكون وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل، فتلك القيم لا مكان لها مع الأسف في عالم السياسة الآن كما كنا نظن!
أما العنصر الثاني الهام في التفاوض هو معرفتك أن هناك أكثر من عرض لك وليس واحداً فقط، هذا يضيف لك عاملاً يساعد على الإصرار والتمسك في عرض مطالبك وليس أكثر من دليل على ذلك إلا تصريح بايدن نفسه حين قال لن نترك المنطقة للصين وروسيا وهذا هو الدافع الأكبر الذي أجبره على التنازل عن كبريائه والحضور، لأنه يعرف أن هناك أكثر من عرض ولم يعد السوق السياسي والعسكري والتكنولوجي حكراً على الأمريكان.
وهذا ما يقودنا لمقال السفير الصيني الذي يأتي رداً على تصريحات الإدارة الأمريكية أثناء وبعد قمة جدة وعنوانه «ما نوع العلاقات الخارجية التي نحتاج إليها؟».
يقول سعادة السفير «نحتاج إلى الاحترام وليس الإخضاع، نحتاج إلى التفاهم وليس التحيز، نحتاج إلى الإخلاص وليس الافتراء، نحتاج إلى تعاون مفتوح وليس منافسة احتكارية.. «باختصار لقد شخص سعادة السفير مشاكلنا في العلاقة الأمريكية العربية بشكل عام والأمريكية الخليجية بشكل خاص، ولأن الصين تعرف هذه المشكلة الأمريكية فإنها تضرب على هذا الوتر تحديداً على مسامعنا لتقول نحن سنمنحك ما تريد دون أن نتحيز ونفتري ودون احتكار، لهذا فإن القطبية الثنائية في النظام العالمي الجديد هي أفضل فرصة لنا المهم أن نعرف كيف نوظفها لمصالحنا.
ولكم في ما أشار إليه توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق أمس بأن عصر الهيمنة الغربية انتهى واحتكار السياسة والاقتصاد انتهى بالنسبة للغرب، ونحن مقبلون على عصر ثنائي أو متعدد القطبية، فالمشكك في ولادة القطبية الثنائية من جديد، والمصر على أن أمريكا والغرب فقط من يملكون ما نحتاجه، فعليه أن يغسل وجهه بماء بارد علّه يفيق.
{{ article.visit_count }}
: هل تتحاملين على الولايات المتحدة الأمريكية وهم حلفاء وشركاء لنا؟ وعلاقتنا بهم تاريخية واستراتيجية؟ وميزان التجارة لصالحهم؟
: نعرف كل ما ذكرته ونؤمن عليه ونؤكد عليه، إنما نحن نعيد ترسيم حدود العلاقة في أذهاننا من جديد، وذلك ضروري جداً كي نعرف متى نقول لهم نعم ومتى نقول لهم لا، وفقاً لمصالحنا لا حسب رغباتهم.
ترسيم حدود العلاقة من الذهنية قبل الجلوس معهم يجعل طبيعة الاجتماع مختلفة تماماً، حين تعرف أن للطرف الآخر مصالح موجودة عندك فأنت تتصرف بشكل ندي، تحدد وتعرف مصالحك وتتصرف وأنت تحسب خطواتك تجاه تلك المصالح، لا تخجل ولا تتردد ولا تتلعثم حين تطالب بها الطرف الآخر، فأنت مدرك تماماً حاجته لك بقدر حاجتك له، تلك قواعد عامة وبسيطة وأولوية في أي تفاوض حتى وأنت تشتري أي سلعة ولو كانت كيلو من البصل، فالسعر الذي ستدفعه للكيلو إن لم يكن هناك غيره يختلف تماماً وأنت لديك عدة خيارات ويختلف حين يكون هناك أكثر من بائع، ويختلف حين يتفاوت السعر «الكثير منا يستحي يقاصص صاحب المحل قبل الشراء» التفاوض بشأن مصالحك السياسية والعسكرية والاقتصادية من هذا المنطلق يختلف تماماً وأنت تتفاوض وفي ذهنك حاجتك للطرف الآخر فحسب، أو انبهارك به فقط أو رغبة في الحصول على مديحه ورضاه فقط.
لا نتحامل حين نبين لمن يجلس مع أي مسؤول أمريكي أنك لست بأقل منه ولست محتاجاً له إلا بقدر حاجته لك، هذا ليس تحاملاً، هذا إعادة ترسيم حدود العلاقة وفقاً لمبادئ العرض والطلب قبل أن يكون وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل، فتلك القيم لا مكان لها مع الأسف في عالم السياسة الآن كما كنا نظن!
أما العنصر الثاني الهام في التفاوض هو معرفتك أن هناك أكثر من عرض لك وليس واحداً فقط، هذا يضيف لك عاملاً يساعد على الإصرار والتمسك في عرض مطالبك وليس أكثر من دليل على ذلك إلا تصريح بايدن نفسه حين قال لن نترك المنطقة للصين وروسيا وهذا هو الدافع الأكبر الذي أجبره على التنازل عن كبريائه والحضور، لأنه يعرف أن هناك أكثر من عرض ولم يعد السوق السياسي والعسكري والتكنولوجي حكراً على الأمريكان.
وهذا ما يقودنا لمقال السفير الصيني الذي يأتي رداً على تصريحات الإدارة الأمريكية أثناء وبعد قمة جدة وعنوانه «ما نوع العلاقات الخارجية التي نحتاج إليها؟».
يقول سعادة السفير «نحتاج إلى الاحترام وليس الإخضاع، نحتاج إلى التفاهم وليس التحيز، نحتاج إلى الإخلاص وليس الافتراء، نحتاج إلى تعاون مفتوح وليس منافسة احتكارية.. «باختصار لقد شخص سعادة السفير مشاكلنا في العلاقة الأمريكية العربية بشكل عام والأمريكية الخليجية بشكل خاص، ولأن الصين تعرف هذه المشكلة الأمريكية فإنها تضرب على هذا الوتر تحديداً على مسامعنا لتقول نحن سنمنحك ما تريد دون أن نتحيز ونفتري ودون احتكار، لهذا فإن القطبية الثنائية في النظام العالمي الجديد هي أفضل فرصة لنا المهم أن نعرف كيف نوظفها لمصالحنا.
ولكم في ما أشار إليه توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق أمس بأن عصر الهيمنة الغربية انتهى واحتكار السياسة والاقتصاد انتهى بالنسبة للغرب، ونحن مقبلون على عصر ثنائي أو متعدد القطبية، فالمشكك في ولادة القطبية الثنائية من جديد، والمصر على أن أمريكا والغرب فقط من يملكون ما نحتاجه، فعليه أن يغسل وجهه بماء بارد علّه يفيق.