وأنا أقود السيارة رأيت أمامي أحد موصلي الطلبات على دراجته النارية وقد دخل إلى منطقة سكنية فيها «براحة» أي ساحة ترابية مفتوحة، وفي هذه الساحة كانت ترقد مجموعة من كلاب الشوارع الضالة، وفجأة انطلق اثنان ليحاولا اللحاق به ونهش قدمه، فما كان منه إلا أن زاد سرعته ليهرب منها في هلع.
وقبلها بأيام رأيت جاري ينزل من سيارته وهو يستشيط غضباً! «عسى ما شر» سألته، فأشار إلى طرف ثوبه فإذا به ممزق بشكل بشع، وهناك بقعة دم على سرواله الممزق أيضاً، وقال وهو يزمجر: «نهشني كلب ابن ستين كلب»!
هذه حالات شهدتها بنفسي، وغيرها عشرات الحالات لأشخاص تعرضوا لهجوم من الكلاب الضالة، ناهيكم عن بعض المناطق السكنية التي دمرت فيها هذه الكلاب بعض السيارات، وأعرف شخصاً جلس يبكي عندما خرج صباحاً ليرى سيارته الجديدة التي أخرجها من الوكالة بالأمس وقد نهشت إطاراتها بل لعب الكلاب لعبتهم في جزئها السفلي.
في تحقيق موسع لـ«الوطن» تم نشر معلومات خطيرة بشأن ظاهرة الكلاب الضالة، إذ تقول البلديات والثروة الحيوانية بأنه حتى شهر يونيو من العام 2022 تم اصطياد 1152 كلباً ضالاً، بينما تقول إحدى الشركات الخاصة المتخصصة في صيد هذه الكلاب بأنها اصطادت 2000 كلب ورصدت 3000 آلاف بلاغ، في حين تقول مصادر أخرى بأن هناك آلافاً من الكلاب الضالة تجول في مناطقنا.
خطورة هذه الكلاب تتمثل بأنها تتجول في قطعان، ورصدت حالات عديدة لمهاجمتها عمال التوصيل خاصة راكبي الدراجات النارية، أو ممارسي رياضة المشي في المناطق المفتوحة، ناهيكم عن خطرها على الأطفال في ساحات اللعب، وكذلك تخريبها للممتلكات العامة وعلى رأسها السيارات والحدائق.
في الاستطلاع رأى 22% أن الحل يكمن في قتل هذه الكلاب، ورغم أن هذا خيار لا رحمة فيه، إلا أن التبرير كان بشأن بعض الكلاب التي تحولت بالفعل لكائنات شرسة وخطرة ويصعب ترويضها أو تدجينها.
بعض الأسباب التي وردت بشأن تجول هذه القطعان بالقرب من الأحياء السكنية جاء على رأسها إطعام الناس لها، وهو رد فعل طبيعي، إذ كثيرون لا يمكنهم رؤية حيوان يعاني من الجوع والعطش وتركه، لكن المشكلة التي ستبرز هي تحول المناطق السكنية لمواقع تمركز للكلاب التي لا يضمن انفلات وحشيتها فجأة، ولا تنسوا هي كلاب شوارع أي لم تتعرض للتدريب والترويض.
طيب ما هي الحلول؟! فالأعداد تزداد وتكبر، وحتى المحميات التي خصصت لجمع هذه الكلاب باتت لا تكفي لاحتوائها.
منطقياً زيادة عدد المحميات أمر مطلوب، لكن شريطة استغلالها لرعاية الكلاب بإشراف جهة رسمية أو خاصة تنشأ ويكون عملها مرتكزاً على الاستثمار في هذه الثروة الحيوانية، وذلك من خلال تأهيلها للبيع في الخارج لأغراض التربية في البيوت أو المزارع، وهذا يمكن أن يتم عبر إبرام اتفاقيات مع دول تهتم باستيراد الكلاب لتربيتها والاستفادة منها، ولا أعني هنا الدول التي تذبح الكلاب لتأكل لحومها!
وعليه من المهم تشجيع القطاع الخاص لإنشاء شركات رعاية وتصدير للخارج، وتسهيل عملها لتفتح خطوط تواصل وتعاون مع الخارج، وهكذا يتم تحويل المشكلة إلى فرصة استثمار وتجارة مربحة.
اتجاه معاكس
بعض الكلاب المشردة في الشوارع للأسف كانت كلاب بيوت مقتناة، لكن للأسف بعض الملاك يقومون برمي الكلاب في الشوارع حينما يملون منها أو تتحول لعبء عليهم. هنا الرسالة لكل من يستهويه اقتناء حيوان أليف وتربية، بأن عليه تذكر أنه مسؤول عن روح، وأن هذه الحيوانات ليست لعبة يتسلى بها ويرميها في الشارع لتموت أو تتشرد. وعليه لابد من إقرار غرامات مؤثرة بحق الملاك الذين يفعلون ذلك بكلابهم.
وقبلها بأيام رأيت جاري ينزل من سيارته وهو يستشيط غضباً! «عسى ما شر» سألته، فأشار إلى طرف ثوبه فإذا به ممزق بشكل بشع، وهناك بقعة دم على سرواله الممزق أيضاً، وقال وهو يزمجر: «نهشني كلب ابن ستين كلب»!
هذه حالات شهدتها بنفسي، وغيرها عشرات الحالات لأشخاص تعرضوا لهجوم من الكلاب الضالة، ناهيكم عن بعض المناطق السكنية التي دمرت فيها هذه الكلاب بعض السيارات، وأعرف شخصاً جلس يبكي عندما خرج صباحاً ليرى سيارته الجديدة التي أخرجها من الوكالة بالأمس وقد نهشت إطاراتها بل لعب الكلاب لعبتهم في جزئها السفلي.
في تحقيق موسع لـ«الوطن» تم نشر معلومات خطيرة بشأن ظاهرة الكلاب الضالة، إذ تقول البلديات والثروة الحيوانية بأنه حتى شهر يونيو من العام 2022 تم اصطياد 1152 كلباً ضالاً، بينما تقول إحدى الشركات الخاصة المتخصصة في صيد هذه الكلاب بأنها اصطادت 2000 كلب ورصدت 3000 آلاف بلاغ، في حين تقول مصادر أخرى بأن هناك آلافاً من الكلاب الضالة تجول في مناطقنا.
خطورة هذه الكلاب تتمثل بأنها تتجول في قطعان، ورصدت حالات عديدة لمهاجمتها عمال التوصيل خاصة راكبي الدراجات النارية، أو ممارسي رياضة المشي في المناطق المفتوحة، ناهيكم عن خطرها على الأطفال في ساحات اللعب، وكذلك تخريبها للممتلكات العامة وعلى رأسها السيارات والحدائق.
في الاستطلاع رأى 22% أن الحل يكمن في قتل هذه الكلاب، ورغم أن هذا خيار لا رحمة فيه، إلا أن التبرير كان بشأن بعض الكلاب التي تحولت بالفعل لكائنات شرسة وخطرة ويصعب ترويضها أو تدجينها.
بعض الأسباب التي وردت بشأن تجول هذه القطعان بالقرب من الأحياء السكنية جاء على رأسها إطعام الناس لها، وهو رد فعل طبيعي، إذ كثيرون لا يمكنهم رؤية حيوان يعاني من الجوع والعطش وتركه، لكن المشكلة التي ستبرز هي تحول المناطق السكنية لمواقع تمركز للكلاب التي لا يضمن انفلات وحشيتها فجأة، ولا تنسوا هي كلاب شوارع أي لم تتعرض للتدريب والترويض.
طيب ما هي الحلول؟! فالأعداد تزداد وتكبر، وحتى المحميات التي خصصت لجمع هذه الكلاب باتت لا تكفي لاحتوائها.
منطقياً زيادة عدد المحميات أمر مطلوب، لكن شريطة استغلالها لرعاية الكلاب بإشراف جهة رسمية أو خاصة تنشأ ويكون عملها مرتكزاً على الاستثمار في هذه الثروة الحيوانية، وذلك من خلال تأهيلها للبيع في الخارج لأغراض التربية في البيوت أو المزارع، وهذا يمكن أن يتم عبر إبرام اتفاقيات مع دول تهتم باستيراد الكلاب لتربيتها والاستفادة منها، ولا أعني هنا الدول التي تذبح الكلاب لتأكل لحومها!
وعليه من المهم تشجيع القطاع الخاص لإنشاء شركات رعاية وتصدير للخارج، وتسهيل عملها لتفتح خطوط تواصل وتعاون مع الخارج، وهكذا يتم تحويل المشكلة إلى فرصة استثمار وتجارة مربحة.
اتجاه معاكس
بعض الكلاب المشردة في الشوارع للأسف كانت كلاب بيوت مقتناة، لكن للأسف بعض الملاك يقومون برمي الكلاب في الشوارع حينما يملون منها أو تتحول لعبء عليهم. هنا الرسالة لكل من يستهويه اقتناء حيوان أليف وتربية، بأن عليه تذكر أنه مسؤول عن روح، وأن هذه الحيوانات ليست لعبة يتسلى بها ويرميها في الشارع لتموت أو تتشرد. وعليه لابد من إقرار غرامات مؤثرة بحق الملاك الذين يفعلون ذلك بكلابهم.