كتَبَتْ صحيفتنا، صحيفة الوطن «بالأحمر» مايلي: «انتشار التسول، أصبح يحتاج حلولاً سريعة جذرية قبل تحوله إلى ظاهرة يصعب السيطرة عليها». وحسب اعتقادنا، فإن هذه الفكرة تعتبر من أهم الأفكار التي تبنتها الصحيفة عبر «الأحمر»، لما لها من أضرار جسيمة على الواقع الاجتماعي والأمني والسياسي، كما أن انتشار ظاهرة التسول تشوه سمعة ومكانة البلد بأكمله.
اليوم، بات التسول ظاهرة منتشرة في كل مناطق البحرين مع كل الأسف، وتحول من حالات فردية إلى حالات جماعية. كما أن التسول آخذ في التمدد بشكل مخيف ومرعب، بل أن كل التهديد والوعيد الذي أطلقته أجهزت الدولة حيال هؤلاء لم يعد يجدي نفعاً، ولهذا كان لابد لنا أن نطلق جرس الأنذار عالي المستوى، للتحذير من عواقبه الوخيمة، إذ لا يجوز لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ظاهرة مسيئة لمكانة البحرين وشعب البحرين.
لم تعد ظاهرة التسول بريئة أبداً، بل نحن نجزم أنها تحولت من مهنة غير مقبولة حتى في حدودها الدنيا يقوم بها بعض المحتاجين، إلى ظاهرة يقودها مجموعة من العصابات من غير البحرينيين كما شاهدناهم ونشاهدهم حين نسير في الأسواق، وفي مواقف السيارات، وعلى أبواب المتاجر والبرادات، وفي المنتزهات، وفي القرى والمدن، وفي الشوارع العامة، وفي كل الأزقة كذلك. هذا التنظيم الكبير للتسول، ليس بريئاً كما ذكرنا، ولا يمكن أن يكون كذلك، إذ يبدو أن الأمر أكبر من حسن نوايانا، وأن هنالك أياديَ خفية تقف خلف هذه الظاهرة المُؤرِّقة لأمن وسلامة المجتمع.
لهذا، فإننا نطالب الجهات المعنية، وعلى رأسهم وزارة الداخلية باتخاذ كافة الإجراءات لقطع هذه الأيدي المتسولة والعابثة، والتي أساءت للبحرين وشعب البحرين، وأن تخرج العقوبات من عباءة التشريع والتهديد إلى الواقع الفعلي بطريقة لا تسامح فيها مع المخالِفين. فنحن لا نعرف إلى أين ستقذفنا ظاهرة التسول، ومن يقف خلفها، ومن يمول أصحابها، ومن الذي يشجع على تمددها بهذا الشكل المخيف في كافة مناطق البحرين؟!
المتسولون، هم من كافة الجنسيات، ومن كل الأعمار، ومن كل الفئات، ونجدهم ينتشرون بطريقة متعمدة في أرقى المناطق السياحية في إساءة متعمدة للوطن، وكذلك نجدهم في الأماكن العامة، ولهذا، لو كانت العقوبة كبيرة وفورية وقاسية، لما وجدنا هذا التمدد لها خارج إرادة الدولة والمجتمع.
نحن هنا نعلق الجرس الكبير في رقبة المسؤولين، ونود أن نقول لهم بكل شفافية لأجل عيون الوطن «اللهم إنَّا قد بلغنا، اللهم فاشهد».