من حق شعب البحرين أن يفرح وهو يشعر بالفخر والاعتزاز بمشاركته الكبيرة والكثيفة في العرس الديمقراطي للانتخابات النيابية والبلدية أمس، مشاركة شعبية فاقت كل التوقعات، بل هي من أعلى نسب المشاركة في تاريخ الانتخابات البحرينية في هذا العهد الزاهر، متسلحاً هذا الشعب الكريم بالإرادة والعزيمة والثبات، منتصراً وهو يخطو بثبات نحو المضي قدماً في تحقيق مسيرة التنمية والرخاء عبر الممارسة الديمقراطية الحقة، متجاوزاً خلف ظهره، ومتجاهلاً كافة المحاولات التي حاولت النيل من ديمقراطيته عبر التخويف والتهكير والفتاوى البائسة.
انتصر شعب البحرين ولا عزاء للمعتزلة والحاقدين، ولا مكان إلا للوطنيين والمخلصين.
انتصر شعب البحرين بجميع فئاته وأطيافه، بنسائه ورجاله، بكباره وشبابه، بل وحتى بذوي العزيمة والمقعدين والمرضى الذين تحاملوا على أنفسهم للمشاركة في هذه الانتخابات، ليسطروا ملحمة وطنية تاريخية خالدة من أجل ترسيخ الديمقراطية وبناء المؤسسات الدستورية، ولم تستطع دعاوى الفتنة والتهكير وبث الشائعات المغرضة أن تنل من عزيمة هذا الشعب وإرادته.
وإذا كانت لغة الأرقام تحكمنا، فقد كان نحو 344 ألف ناخب على موعد مع استحقاق ديمقراطي لانتخاب 70 عضواً في مجلس النواب والمجالس البلدية من خلال مشاركة واسعة لنحو 507 مرشحين، يمثل هذا العدد الأكبر على مدار 6 استحقاقات ديمقراطية، بمشاركة نسائية واسعة بلغت نحو 94 سيدة تنافس على المقاعد النيابية والبلدية.
إن هذا الإقبال الكبير على الترشح والانتخاب يعود الفضل فيه من بعد الله إلى قائدنا وملهمنا، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، القائد الملهم الذي استهل عهده الزاهر بالميثاق الوطني، وبوضع المؤسسات الدستورية، وأبى جلالته حفظه الله، إلا أن تنعم البحرين وشعبها الكريم بالحرية والديمقراطية عبر الممارسة الانتخابية الحقة، لاختيار الأكفأ والأصلح لإكمال مسيرة التنمية والرخاء.
هنيئاً للبحرين وهي تمضي بأفراحها وديمقراطيتها نحو المستقبل.
هنيئاً للبحرين قيادتها الرشيدة الحكيمة.
هنيئاً للبحرين شعبها الكريم الذي يقف خلف قيادته مدركاً ما يدور حوله في الداخل والخارج.
هنيئاً للبحرين وهي تصوت.
هنيئاً للبحرين وهي تنتصر.