في الكلمات التي ألقيت في «حوار المنامة» رأيت كثيراً من وقع زيارة البابا فرانسيس ينعكس على صورة البحرين في الذهنية الغربية، لذا توقفت كثيراً في بُعد النظر عند جلالة الملك المعظم للبحرين حفظه الله وما سيعود بالنفع علينا كدولة لاحقاً غير منافع الزيارة التي حظيت بها البحرين وقت الزيارة.
إذ أصبح للصورة التي رآها وعايشها البابا فرانسيس للبحرين عند الرأي العام الغربي وقع أقوى من جميع صور وسائل الإعلام والمنظمات التي تحاول دائماً تشويه الحقيقة، هذه واحدة من الفوائد التي عادت علينا من تلك الزيارة، وانعكست الصورة البحرينية التي قال عنها البابا «كبلد يزهو بتنوّع الأعراق والثقافات فيه، وبالعيش معاً في سلام، وبترحاب السكان» «بمجتمع البحرين المتعدد الأعراق والأديان، فالجماعات التي تعيش فيه معاً تشهد أنه يمكننا ويجب علينا أن نعيش معاً في عالمنا الذي مازالت تزداد فيه اللامبالاة والتُهم المتبادلة، وتزداد فيه الخصومات والصراعات، والتطرّف الذي يهدد سلامة الجميع». انتهى.
تلك التوصيفات جاءت على لسان المسؤولين الغربيين المشاركين في «حوار المنامة» ومنهم «رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي قالت إن «البحرين لاتزال قوة دافعة للحوار بين الدول والثقافات»، مضيفةً «منذ زيارتي الأخيرة للبحرين قبل أربع سنوات، كانت إنجازات البحرين رائعة»، مشيرةً إلى أن «في الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم، كانت ومازالت البحرين صوتاً للحكمة والمشاركة الفاعلة».
وكما قال السفير الألماني «تظل البحرين نموذجاً ناجحاً وفريداً في موقفها إزاء دور الدين المحوري والهام في تهدئة التوترات في العالم والمناطق الملتهبة بالرغم من استغلال بعض أطراف الصراعات في تلك المناطق للقيم الدينية لأغراض سياسية، كما يقومون بالإساءة إليها، وانتهاك مبادئها»، موضحاً «أن مملكة البحرين تبوّأت المركز الأول في الشرق الأوسط بلا منازع في تحقيق التعايش السلمي بين أتباع كافة المِلل والأديان». انتهى.
اليوم كلمة البابا فرانسيس عن البحرين تقف في مواجهة كلمة ترسانة إعلامية ومنظمات حقوقية مسيّسة تتبع أجندات باتت معروفة للعالم أجمع لا للغرب فقط، اليوم رأيه وانطباعه الشخصي هما من يجاوب ويشهد، لقد حضر الرجل واجتمع واستمع ورأى من هي البحرين وما هي سياستها وما هو نظامها وماذا يعني لها التعدد والتعايش والتسامح، كون انطباعاته الخاصة لا من البحرينيين بل من أبناء الديانات المتعددة التي تعيش على أرض البحرين بسلام.
كلمة البابا في الغرب الآن هي من يردّ على من يسعى لِلَيّ الحقيقة وتشويهها، وهذه واحدة من أبعاد ودلالات دعوة البابا فرانسيس للبحرين، تلك رؤية مستقبلية لم ندركها في حينها إنما أَعَدّ لها جلالة الملك حمد المعظم إعداداً جيداً في ذهنيته.. شكراً جلالة الملك المعظم.