ليس هنالك من شيء أجمل ولا أفضل ولا أروع من الوطن وذكرى الوطن ويوم الوطن، وفي مقالنا هنا سنسرد وجدانياتنا العفوية في حب الوطن، بعيداً عن الأرقام والإنجازات والمنجزات، لأنه حديث الروح والوجدان.

إن «الوطن» الذي عرَّفه أو قارب تعريفه الفيلسوف الفرنسي «جان جاك روسو» في كتابه الشهير «العقد الاجتماعي» كما ذكر ذلك أحدهم، وهو أن الوطن إشارة إلى البقعة الجغرافيّة التي ولد فيها الإنسان، لتصبح سكَناً له ومقرّاً نما وترعرع فيه، وهو المكان الذي يشعر فيه الفرد بالانتماء والولاء له، وهو الحاضن الدائم لهذا الفرد، أو المَكان الذي تستقرّ فيه جماعة من الأفراد بحيث تكون مَكاناً أو مقرّاً دائماً لتلك المجموعة. كما يرتبط مفهوم المواطنة بشكلٍ عام بالحقّ في الإقامة والعمل والمشاركة السياسيّة ضمن حدود بلدٍ ما، ويُشير هذا المفهوم أيضاً إلى الانتماء لمجتمعٍ يرتبط برباطٍ اجتماعيّ وثقافي وسياسي واحد ضمن دولةٍ معينة.

هو كما وصفته «عاتكة البوروني» بأنه المكان الذي يضمنا بين أحضانه، وهو البيت الكبير الذي تستريح فيه النفس، وتأوي إليه الروح، وهو الأرض الرحبة التي نحيا فيها ونموت فيها وندفن فيها. فإن سافرنا اشتقنا إليه، وإن عدنا إليه قبلنا ترابه شوقاً وشغفاً، فهو البيوت والشوارع والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والأشجار والورود، هو الأهل والأصدقاء.

حين نتمعن هذه المعاني الكبيرة لمفهوم الوطن، فلا شيء يخطر على بالنا سوى وطننا البحرين. فالوطن، عندنا، بالإضافة لكل ما سبق، هو الجزيرة الوادعة الجميلة الرائعة المميزة من كل مناحي الحياة والوجود، ولا شيء عند البحريني أغلى من وطنه، وليس عند غير البحريني من نعمة حقيقية سوى رؤية المواطن البحريني أينما حلَّ واستقرَّ وعاش معه. فجوازنا الحقيقي هو «بحرينيتنا» الأصيلة أينما ذهبنا، وعندما يكتشفون بأننا من البحرين، فإننا نصبح محط تقدير واحترام وأمان ومحبة عند الجميع دون استثناء. فقط لأننا من وطن السلام والمحبة.. من أرض الخلود.

في عيدنا الوطني المجيد، نستلهم كل هذه المعاني السامية لقيم ومفاهيم الوطن والوطنية، فنجددها كمضامين أصيلة في مخيلتنا ووجداننا وتفكيرنا كبحرينيين، ونعض عليها بالنواجذ، لأنها رصيدنا الحقيقي في كل مكان. وفي عيدنا الوطني المجيد تحديداً، سنكون دعاة للحب والسلام والخير، لأن البحرين علمتنا أن المفاهيم الإنسانية تنطلق من أراضيها وتاريخها ولمن كانوا فيها وما زالوا عليها، ولهذا فإننا نراهن على البحرين، وعلى المواطن البحريني في كل المناسبات، حتى يفهم الجميع أننا أكثر تميزاً وإخلاصاً لتراب هذا الوطن، ولا شيء لدينا سوى البحرين الوطن.