خضعت بطولة كأس العالم 2022 أخيراً للأرجنتين وقائدها الأسطوري ليونيل ميسي، بعد الفوز المثير في النهائي على فرنسا بركلات الترجيح، بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بثلاثة أهداف لكل منها، نهائي أوفى بكل الوعود وربما يعتبر من أجمل المباريات النهائيات في تاريخ كأس العالم.
مسيرة التتويج المونديالي للتانغو بدأت بالخسارة المفاجأة أمام المنتخب السعودي، وبعدها صرح ميسي بأنه «يجب على الجماهير أن يؤمنوا بنا كمجموعة ولن نخذلهم»، لينتفضوا بعد ذلك متخطين كل العقبات والضغوطات ليحققوا اللقب العالمي، فقبل بدء المونديال وفي أول مقال نشر لي عن كأس العالم رشحت الأرجنتين وبقوة لنيل البطولة لأسباب عديدة، أولها تحقيق لقب كوبا أمريكا عام 2021 لأول مرة منذ 28 عاماً، ليفك التانغو عقدة الهزائم في المباريات النهائية للبطولات الكبرى على غرار خسارة كوبا أمريكا عامي 2015 و2016 أمام تشيلي، ونهائي مونديال 2014 ضد ألمانيا، كما أن لسكالوني دوراً كبيراً من النواحي النفسية والفنية وتمكن من إيجاد توليفة مميزة من اللاعبين الذين تألقوا في البطولة على رأسهم الساحر ميسي الذي قدم بطولة للتاريخ، ودي ماريا رجل النهائيات، والحارس مارتينيز الذي ساهم بشكل كبير في التتويج، وديبول وألفاريز وإنزو فيرنانديز وماك أليستر وأوتوماندي وغيرهم من اللاعبين، بالإضافة للدعم الجماهيري الكبير، ناهيك للروح والغرينتا الأرجنتينية المعروفة، كل ذلك كان من عوامل الفوز باللقب العالمي.
وأخيراً وبعد هذا التتويج فقد ضرب المنتخب الأرجنتيني ثلاثة عصافير بحجر، الأول بأن هذا اللقب هو الثالث في تاريخه ليفض الشراكة مع فرنسا والأوروغواي، ليصبح على بعد لقب من ألمانيا وإيطاليا ولقبين عن البرازيل، والثاني بأنه اللقب العالمي الأول للتانغو بعد غياب دام 36 عاماً ليمحوا آثار هزيمة نهائي 1990 و2014 من ألمانيا، والثالث بأنهم أعادوا بريق منتخبات أمريكا الجنوبية بعد غياب عن البطولة دام عقدين من الزمن، فالأرجنتين ستكون متربعة على العالم لأربع سنوات القادمة.
مسج إعلامي
حطم الخارق ميسي العديد من الأرقام التاريخية، فقد أصبح أكثر لاعب أرجنتيني تسجيلاً في المونديال، وأكثر لاعب في التاريخ مساهماً للأهداف في كأس العالم منذ بدء الإحصائيات في 1966، وأول لاعب يسجل ويفوز بجائزة أفضل لاعب في جميع الأدوار الإقصائية في نسخة واحدة، واللاعب الوحيد الذي حقق جائزة أفضل لاعب في البطولة مرتين عامي 2014 و2022، وأكثر لاعب خوضاً للمباريات في تاريخ كأس العالم، وأكثر لاعب من أمريكا الجنوبية تسجيلاً في البطولات الكبرى، والأهم بأنه حقق اللقب العالمي الذي ينقص سجله التاريخي.