قبل الرد على هؤلاء الذين يتحينون الفرص لنهش لحم البحرين، المفترض أنها بلادهم، علينا أن نوضح أموراً ثابتة لمن يريد أن يفهم الوضع.

أولاً نحن لسنا في جنة الله على الأرض، حالنا حال أي دولة لديها تحديات مختلفة تسعى للتغلب عليها لأجل بناء مستقبل أفضل لها ولأبنائها، لكننا نقدر أن لدينا وطن حر مستقل آمن، ليس مرتهناً لقوى أجنبية، ولا يقبل بأن تدار الأمور فيه من قبل مرشد يستغل الدين والمذهب وهو جالس في بلد آخر يرعى الإرهاب صراحة.

ثانياً، من يحاول أن يخدعك ويقول لك أن البحرين كلها أمور سلبية، وأنه هدفه الإصلاح والتعديل، قبل أن تصدقه ابحث في تاريخه، لتعرف هل كان أصلاً مع الإصلاح الذي يدعيه، أم كان مع مساعي الانقلاب على النظام والاستيلاء على الحكم.

ثالثاً، من يحاول أن يصور لك نفسه بأنه أفضل من الآخرين الذين يوالون البحرين وملكها ونظام حكمها، ابحث في صفوف البشر الذين ينتقدهم ويشوه صورتهم، وستجد من يقول الحق ويمارس النقد ويدعو للإصلاح ويطالب بمحاربة الفساد وتكريس دعائم أقوى تعزز الديمقراطية، لكنك ستجد الفرق بأن النوع الثاني أبداً لن يطال البحرين بحرف واحد يشوه صورتها، أو يقبل بأن يرخص بها أمام أي إعلام أجنبي، فما بالك بإعلام مدعوم من قبل جهة راعية للإرهاب وتسعى لتحريك الانقلابات في الدول الأخرى.

عموماً، نحن عندما نختصرها لكم ونتحدث بشكل صريح وواضح عن «هدفهم الحقيقي والأسمى»، فإنهم يصرخون ويهتفون ويتهمون المخلصين لهذا الوطن بأنهم «مرتزقة» أو «طبالة» أو «متمصلحون»، في تبديل مضحك للأدوار. إذ هل المرتزق والطبال الذي يقف مع وطنه ويخلص له ويصد ويرد على محاولات الاستهداف والانقلاب؟! بينما الوطني والمخلص وصاحب المبدأ والمدافع عن الديمقراطية هو الذي يأتمر بأمر إيران ومرشدها الأعلى أهم وأغلى لديه من وطنه ورموزه؟! هؤلاء يسمون أنفسهم معارضة، وينهشون لحم البحرين ليل نهار، والمضحك أننا كبحرينيين نعرف همومنا ونعرف أننا كمجتمع لدينا ظواهر خاطئة تستوجب التصحيح، حالنا كحال أي بلد، نسعى لتحسين معيشة الناس، ونطالب بالتصدي لأي نوع من أنواع الفساد، ونطالب البرلمان بحراك أقوى، لكن هؤلاء المعارضة سيستغلون كل شيء لنهش لحم البحرين باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن فقط اذكر إيران أمامهم، صدقني سيخرسون ولن ينطقوا بحرف. حتى من يريد منهم «التذاكي» ويقول لك إنه لا يتردد في انتقاد إيران، سترى كيف يكون مستوى نقده وكلامه، كلام شخص «خجول» يحاسب في كل حرف يقوله، وصدقني لن يذكر لك إطلاقاً بأن إيران «حبيبة قلبه وقبلته» هي من تشنق نظراءه من يسمون أنفسهم «معارضة» على أعمدة الإنارة، لن يذكر لك إطلاقاً أن إيران تقتل الإعلاميين وغير المتشددين ديناً والنساء وكبار السن فقط لأنهم يعارضون نظامها في سياساته. أتحداك بأن تختبرهم وأن يثبتوا عكس ما أقول.

لذلك نحن لا نستاء إطلاقاً ممن يذهب للأجنبي ليشتم في وطنه أو ينهش لحمه أو ينشر أموراً عنه، حتى وإن كانت أمور كلنا نعرفها في جوانب الإصلاح والاقتصاد ومحاربة الفساد، لأننا للأسف بحسب ما رأيناه بأعيننا من شواهد، وما فعلوه سابقاً، نعرف تماماً ما هو الهدف الرئيس، ولا تقل لي إصلاح ولا مصلحة شعب ولا شيء آخر. لكننا نأسف ممن هم أتباع، وليتهم أتباع لأوطانهم، لكنهم أتباع لتيار هو في أساسه تبع لمن يوجه ويأمر ويصرف هناك في طهران.