مرّ على قدومها للبحرين للعمل عندنا ما يقارب أربع سنوات، وكانت تعمل في المملكة العربية السعودية، وفي جدة تحديداً أربع سنوات سابقة.
فوجِئت بها قبل شهر تسألني هل أستطيع أن أتحول للإسلام؟!!
قلت نعم، تستطيعين، إنما ما الذي حصل وجعلك تفكرين بهذا التحول؟
قالت حياتي بائسة ومشاكلي كثيرة، وأبحث عن الاطمئنان، ووجدت في أسلوب حياة المسلمين هدوءاً وراحةَ بال.
قلت لها لن تحل مشاكلك كما تتصورين إن تحولت إلى مسلمة، إنما بإمكان الإسلام أن يجعلك تتعاملين مع مشاكلك بطريقة مختلفة.
سألتها ما هي أكبر مشاكلك؟ ولماذا ترين أن الإسلامَ حلٌّ لها؟
قالت التعامل مع الناس، وخصوصاً العلاقات بين الرجل والمرأة؛ أجد في الإسلام احتراماً وتقديراً للمرأة، فهي ليست سلعة رخيصة كل من يستهين بها كما نراه.
قلت لها كل الأديان بها تعليمات عن احترام المرأة، ليس الإسلام فحسب.
قالت لا، أنتم تحترمون الناس، وتعاملونهم كبشر، وتعطون قيمة للآخرين، والحدود في العلاقات بين الرجل والمرأة حدود تمنع انزلاق المرأة للخطأ.
قلت لها إنما أسألك لأتأَكد من أنها ليست نزوة أو مجرد هروب من مشاكلك أو ردة فعل. فلا تأخذي مثل هذا القرار إلا وأنت واثقة.
قالت أنا أتأكد يوماً بعد يوم من أنني أريد أن أصبح مسلمة، أنا اقتنعت تماماً.
المهم، تواصلت مع مركز «اكتشف الإسلام» وقاموا مشكورين بتخصيص مرافقة مسلمة من جنسيتها لتتواصل معها لتلقينها وتعليمها، وبعد ثلاثة أشهر حان اليوم الموعود، وذهبت للمركز، وأشهرت إسلامها، ونطقت بالشهادتين.
الكل احتفى بها في عائلتنا، وبالفعل طرأ تغير على حالها؛ أصبحت أكثر هدوءاً وأكثر طمأنينة، ومضى الشهر الأول على إسلامها بسلام، وأصبحت تصلي وتستمع للدروس عبر اليوتيوب لوصلات دلتها عليها مرافقتها المسلمة.
حتى جاء شهر ديسمبر وانطفأ الحماس الذي كانت تتحلى به طيلة الأشهر السابقة، وذات يوم رأيتها تبكي، فسألتها هل غيرتِ رأيك؟ قالت لا، لكنني في حيرة. لأن «أمي زعلانه وأبنائي زعلانين مني».
قلت هل لأنك أسلمتِ؟
قالت لا، إنما لأنني لم أتصل لأُعايدهم مثل كل سنة في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، لأن معلمتي قالت لي إن ذلك حرام.
سألتها ما هي قناعتك عن سيدنا عيسى؟ قالت بشر مثله مثل بقية الرسل والأنبياء.
قلت لها تلك واحدة من أهم المتغيرات التي نختلف بها عن بعض المسيحيين وقناعتهم، فإن كانت قناعك هذه ثابتة فلن تتأثر إن تواصلْتِ مع والدتك وأبنائك وشاركتِهم فرحتهم، وعليك أن تعرفي قيمة الوالدين والأم في الإسلام فهي كبيرة جداً جداً، حتى أصدقاؤك المسيحيون لا بأس من تهنئتهم، فلا تقطعي صلتك بهم ليروا في تسامحك ورِقّة قلبك ما يلفت انتباههم، ومن يدري قد تكونين أحد أسباب إلهامهم للإسلام.
ترددتْ قليلاً، ثم اتصلت بأمها تعتذر منها وتبكي، وكلّمتْ أبناءها، وهنأتهم بالأعياد، وعادت لها سكينتها، وتابعت صلاتها.
أعرف أن الأمرَ مختلَفٌ عليه، وأعرف أنني لا أملك حقَّ الفتوى، ولكن بالمنطق وبالعقل وحين تستفتي قلبك ما النتيجة التي تصل إليها في مثل هذه الحالة؟
{{ article.visit_count }}
فوجِئت بها قبل شهر تسألني هل أستطيع أن أتحول للإسلام؟!!
قلت نعم، تستطيعين، إنما ما الذي حصل وجعلك تفكرين بهذا التحول؟
قالت حياتي بائسة ومشاكلي كثيرة، وأبحث عن الاطمئنان، ووجدت في أسلوب حياة المسلمين هدوءاً وراحةَ بال.
قلت لها لن تحل مشاكلك كما تتصورين إن تحولت إلى مسلمة، إنما بإمكان الإسلام أن يجعلك تتعاملين مع مشاكلك بطريقة مختلفة.
سألتها ما هي أكبر مشاكلك؟ ولماذا ترين أن الإسلامَ حلٌّ لها؟
قالت التعامل مع الناس، وخصوصاً العلاقات بين الرجل والمرأة؛ أجد في الإسلام احتراماً وتقديراً للمرأة، فهي ليست سلعة رخيصة كل من يستهين بها كما نراه.
قلت لها كل الأديان بها تعليمات عن احترام المرأة، ليس الإسلام فحسب.
قالت لا، أنتم تحترمون الناس، وتعاملونهم كبشر، وتعطون قيمة للآخرين، والحدود في العلاقات بين الرجل والمرأة حدود تمنع انزلاق المرأة للخطأ.
قلت لها إنما أسألك لأتأَكد من أنها ليست نزوة أو مجرد هروب من مشاكلك أو ردة فعل. فلا تأخذي مثل هذا القرار إلا وأنت واثقة.
قالت أنا أتأكد يوماً بعد يوم من أنني أريد أن أصبح مسلمة، أنا اقتنعت تماماً.
المهم، تواصلت مع مركز «اكتشف الإسلام» وقاموا مشكورين بتخصيص مرافقة مسلمة من جنسيتها لتتواصل معها لتلقينها وتعليمها، وبعد ثلاثة أشهر حان اليوم الموعود، وذهبت للمركز، وأشهرت إسلامها، ونطقت بالشهادتين.
الكل احتفى بها في عائلتنا، وبالفعل طرأ تغير على حالها؛ أصبحت أكثر هدوءاً وأكثر طمأنينة، ومضى الشهر الأول على إسلامها بسلام، وأصبحت تصلي وتستمع للدروس عبر اليوتيوب لوصلات دلتها عليها مرافقتها المسلمة.
حتى جاء شهر ديسمبر وانطفأ الحماس الذي كانت تتحلى به طيلة الأشهر السابقة، وذات يوم رأيتها تبكي، فسألتها هل غيرتِ رأيك؟ قالت لا، لكنني في حيرة. لأن «أمي زعلانه وأبنائي زعلانين مني».
قلت هل لأنك أسلمتِ؟
قالت لا، إنما لأنني لم أتصل لأُعايدهم مثل كل سنة في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، لأن معلمتي قالت لي إن ذلك حرام.
سألتها ما هي قناعتك عن سيدنا عيسى؟ قالت بشر مثله مثل بقية الرسل والأنبياء.
قلت لها تلك واحدة من أهم المتغيرات التي نختلف بها عن بعض المسيحيين وقناعتهم، فإن كانت قناعك هذه ثابتة فلن تتأثر إن تواصلْتِ مع والدتك وأبنائك وشاركتِهم فرحتهم، وعليك أن تعرفي قيمة الوالدين والأم في الإسلام فهي كبيرة جداً جداً، حتى أصدقاؤك المسيحيون لا بأس من تهنئتهم، فلا تقطعي صلتك بهم ليروا في تسامحك ورِقّة قلبك ما يلفت انتباههم، ومن يدري قد تكونين أحد أسباب إلهامهم للإسلام.
ترددتْ قليلاً، ثم اتصلت بأمها تعتذر منها وتبكي، وكلّمتْ أبناءها، وهنأتهم بالأعياد، وعادت لها سكينتها، وتابعت صلاتها.
أعرف أن الأمرَ مختلَفٌ عليه، وأعرف أنني لا أملك حقَّ الفتوى، ولكن بالمنطق وبالعقل وحين تستفتي قلبك ما النتيجة التي تصل إليها في مثل هذه الحالة؟