كان تصرفه صدمة وأكاد أجزم أن الطالب جاءت بداخله كسرة لن ينساها أبداً وشعر في تلك اللحظات وكأن هناك من نثر الملح على جرحه العميق أمام زملائه دون مراعاة أهمية حفظ كرامته وخصوصية حالته الأسرية، وأكاد أجزم أكثر أنه استشعر من هذا التصرف الأحمق وكأن هناك من يقول له أنت أقل شأناً من الآخرين جميعهم ووجب عليهم التعاطف والشفقة عليك!!
كان مشهد تكريم إدارة إحدى المدارس بدولة خليجية شقيقة لطالب يتيم فقد والديه إثر حادث مروري قبل عدة أشهر ونشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قام ثلاثة من إداريي المدرسة بالدخول إلى فصله وأمام زملائه بتكريمه وتصويره وتذكيره أنه يتيم وفقد والديه في حادث وأهمية تعاطف الجميع معه وأن الهدية المقدمة له لأنهم يحاولون أن يكونوا في مقام والده صادماً للغاية وأحدث ردات فعل وانتقادات واسعة على هذه الطريقة التي تعتبر مهينة وخاطئة للغاية!! لقد تذكرت شخصياً وأنا أرى هذا المقطع مشهد عودتي لوطني البحرين بعد حادث بليغ تعرضنا له وتوفي فيه والدي رحمه الله حيث إلى هذا اليوم عندما أستحضر هذا المشهد أتذكر ذلك الجرح الغائر بنفسي وحماقة تلك المعلمة التي قامت بمناداتي أمام الطالبات جميعاً للوقوف أمام مكتبها في الفصل الدراسي وكل الطالبات يسمعن ثم تذكيري بأهمية أن لا أحزن ولا أتضايق وأن هناك الكثير ممن توفوا آباؤهم رغم أنني لم أتكلم ولم أخبر زميلاتي بالفصل عن الحادث وقصة وفاة والدي رحمه الله لكوني طفلة وأشعر بأني لا أود أحداً أن يعرف ماذا حصل لنا من أذى وضرر وأشعر بشيء من الخجل من ذلك!! مازلت أذكر كيف أنني انحرجت للغاية لدرجة وطئت رأسي وارتبكت وأصبحت خلال حصصها الدراسية لا أستطيع التركيز ودائماً سرحانه وأخاف من لحظة مناداتها لي أمام الطالبات وفي توتر وقلق دائم حتى تراجع مستواي الدراسي من الأوائل في الصف والمتفوقين إلى درجة جيد جداً!! واليوم وأنا أطالع هذا المشهد المأساوي والصادم شعرت بغضب شديد جداً أظهر ذلك الموقف الذي انحفر في قلبي كتراكم ضد تلك المعلمة الحمقاء جداً والتي استمرت خلال الحصص الدراسية بمناداتي أمام الطالبات لتذكيري بوضعي الجديد كيتيمة الذي لم أكن أستوعبه بعد!! حتى أنني أذكر عندما قام أحد موظفي السفارة البحرينية وقتها بالسؤال أمامنا وهو يرانا «هل هؤلاء هم الأيتام؟» كنت أستفسر ماذا يقصد بأننا أيتام لكونه لم يبلغنا أحد وقتها أن والدنا رحمه الله توفي ولم أكن أفهم معنى يتيمة وكان ذلك تصرفاً أحمق آخر!! مازالت أذكر تصرف المعلمة وقيامها بانتهاك خصوصياتي الأسرية أمام طالبات لم أكن أود أن يعرفن أو يسألنني عن تفاصيل ماحدث رغم أنه نشر بالجرائد أيامها كخبر مفاده تعرض عائلة بحرينية لحادث بليغ في الخارج! والطامة الأكبر مازلت أذكر وأنا جالسة في الفصل وكنت أيامها مازلت أعاني من كدمات الألم والفقد قبل كدمات الحادث قيام إحدى المدرسات بالتصرف من نفسها ودون أن يطلب منها أحد ومناداتي ضمن فئة الطالبات اللواتي يمنحن معونة الشتاء وأمام الجميع حتى اضطر أهلي للتدخل والشكوى عليهن لكونهم قمن بوضعي في هذه الفئة المعتازة رغم عدم حاجتي ولله الحمد لذلك مع التشديد عليهم على أهمية تركي في شأني فحقوقي المالية محفوظة ولله الحمد من قبل الدولة وأنه من غير اللائق أن يتصرفن وكأنني أصبحت من البؤساء!!
وعندما نعود لقصة الطالب اليوم ونرى أن مثل هذه القصص الحمقاء مستمرة وتتكرر إلى يومنا هذا ندرك أن ما قام به هؤلاء الذين لا مسمى لهم سوى مجموعة حمقى ينتهك درجة حفظ خصوصية اليتيم وحقوقه كطفل ومراعاة نفسيته ودون الإلمام بطرق التعامل الصحيحة معه وتهيئته للمضي في هذه الحياة بوضع جديد قد يكون مايزال غير قادر على استيعابه وما يزال عندما يتذكره يتألم ويبكي بالأخص إن كان فقد والديه رحمهم الله للتو !! كل ذلك يؤكد أن هناك حاجة ملحة لإيجاد متخصصين تربويين وتعليم المدرسين في مدارسنا كيفية التعامل بشكل متخصص مع فئة الأيتام في الفصول الدراسية بالذات من الناحية النفسية دون إحراجهم ودون تذكيرهم وكأنهم باتوا أقل من الطلبة في كل شيء ودون الإشارة لهم أنهم وجب التعاطف معهم وإشعارهم بالشفقة أمام الأطفال!!
نقول هذا الكلام تزامناً مع تصادف اليوم العالمي للأيتام وكل عام وأيتام العالم بألف خير وبعيدين عن حمقى التصرفات الجارحة والمهينة لهم!
كان مشهد تكريم إدارة إحدى المدارس بدولة خليجية شقيقة لطالب يتيم فقد والديه إثر حادث مروري قبل عدة أشهر ونشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قام ثلاثة من إداريي المدرسة بالدخول إلى فصله وأمام زملائه بتكريمه وتصويره وتذكيره أنه يتيم وفقد والديه في حادث وأهمية تعاطف الجميع معه وأن الهدية المقدمة له لأنهم يحاولون أن يكونوا في مقام والده صادماً للغاية وأحدث ردات فعل وانتقادات واسعة على هذه الطريقة التي تعتبر مهينة وخاطئة للغاية!! لقد تذكرت شخصياً وأنا أرى هذا المقطع مشهد عودتي لوطني البحرين بعد حادث بليغ تعرضنا له وتوفي فيه والدي رحمه الله حيث إلى هذا اليوم عندما أستحضر هذا المشهد أتذكر ذلك الجرح الغائر بنفسي وحماقة تلك المعلمة التي قامت بمناداتي أمام الطالبات جميعاً للوقوف أمام مكتبها في الفصل الدراسي وكل الطالبات يسمعن ثم تذكيري بأهمية أن لا أحزن ولا أتضايق وأن هناك الكثير ممن توفوا آباؤهم رغم أنني لم أتكلم ولم أخبر زميلاتي بالفصل عن الحادث وقصة وفاة والدي رحمه الله لكوني طفلة وأشعر بأني لا أود أحداً أن يعرف ماذا حصل لنا من أذى وضرر وأشعر بشيء من الخجل من ذلك!! مازلت أذكر كيف أنني انحرجت للغاية لدرجة وطئت رأسي وارتبكت وأصبحت خلال حصصها الدراسية لا أستطيع التركيز ودائماً سرحانه وأخاف من لحظة مناداتها لي أمام الطالبات وفي توتر وقلق دائم حتى تراجع مستواي الدراسي من الأوائل في الصف والمتفوقين إلى درجة جيد جداً!! واليوم وأنا أطالع هذا المشهد المأساوي والصادم شعرت بغضب شديد جداً أظهر ذلك الموقف الذي انحفر في قلبي كتراكم ضد تلك المعلمة الحمقاء جداً والتي استمرت خلال الحصص الدراسية بمناداتي أمام الطالبات لتذكيري بوضعي الجديد كيتيمة الذي لم أكن أستوعبه بعد!! حتى أنني أذكر عندما قام أحد موظفي السفارة البحرينية وقتها بالسؤال أمامنا وهو يرانا «هل هؤلاء هم الأيتام؟» كنت أستفسر ماذا يقصد بأننا أيتام لكونه لم يبلغنا أحد وقتها أن والدنا رحمه الله توفي ولم أكن أفهم معنى يتيمة وكان ذلك تصرفاً أحمق آخر!! مازالت أذكر تصرف المعلمة وقيامها بانتهاك خصوصياتي الأسرية أمام طالبات لم أكن أود أن يعرفن أو يسألنني عن تفاصيل ماحدث رغم أنه نشر بالجرائد أيامها كخبر مفاده تعرض عائلة بحرينية لحادث بليغ في الخارج! والطامة الأكبر مازلت أذكر وأنا جالسة في الفصل وكنت أيامها مازلت أعاني من كدمات الألم والفقد قبل كدمات الحادث قيام إحدى المدرسات بالتصرف من نفسها ودون أن يطلب منها أحد ومناداتي ضمن فئة الطالبات اللواتي يمنحن معونة الشتاء وأمام الجميع حتى اضطر أهلي للتدخل والشكوى عليهن لكونهم قمن بوضعي في هذه الفئة المعتازة رغم عدم حاجتي ولله الحمد لذلك مع التشديد عليهم على أهمية تركي في شأني فحقوقي المالية محفوظة ولله الحمد من قبل الدولة وأنه من غير اللائق أن يتصرفن وكأنني أصبحت من البؤساء!!
وعندما نعود لقصة الطالب اليوم ونرى أن مثل هذه القصص الحمقاء مستمرة وتتكرر إلى يومنا هذا ندرك أن ما قام به هؤلاء الذين لا مسمى لهم سوى مجموعة حمقى ينتهك درجة حفظ خصوصية اليتيم وحقوقه كطفل ومراعاة نفسيته ودون الإلمام بطرق التعامل الصحيحة معه وتهيئته للمضي في هذه الحياة بوضع جديد قد يكون مايزال غير قادر على استيعابه وما يزال عندما يتذكره يتألم ويبكي بالأخص إن كان فقد والديه رحمهم الله للتو !! كل ذلك يؤكد أن هناك حاجة ملحة لإيجاد متخصصين تربويين وتعليم المدرسين في مدارسنا كيفية التعامل بشكل متخصص مع فئة الأيتام في الفصول الدراسية بالذات من الناحية النفسية دون إحراجهم ودون تذكيرهم وكأنهم باتوا أقل من الطلبة في كل شيء ودون الإشارة لهم أنهم وجب التعاطف معهم وإشعارهم بالشفقة أمام الأطفال!!
نقول هذا الكلام تزامناً مع تصادف اليوم العالمي للأيتام وكل عام وأيتام العالم بألف خير وبعيدين عن حمقى التصرفات الجارحة والمهينة لهم!