أمس كانت واحدة من أثقل المرات على نفسي وأنا أتواجد في المقبرة لتشييع عزيز أفقده، إذ بقدر هول الصدمة من مغادرته دنيانا فجأة، وهذا قدر الله ولا اعتراض، بقدر صعوبة مرور الذكريات التي جمعتنا بهذا الإنسان الذي يوزن بالذهب.
حسن إسماعيل، الرجل الذي اكتظت مقبرة المنامة أمس لتوديعه بعد أن اختاره الله إلى جواره، رحل تاركاً خلفه إرثاً ضخماً من الجمال الذي يجتمع في إنسان. حسن كان حسناً في كل شيء، بومحمود الذي لم أره وعشرات غيري طوال حياته إلا «باسماً باشاً ضاحكاً»، رجل كان تجسيداً بأفعاله وأقواله لـ«الإيجابية»، رجل لن تجد في التعامل أو الحديث معه سوى «الراحة النفسية»، كان إنساناً بدرجة «ملاك».
يعرفه الكثيرون حين كان مسؤولاً في بتلكو ورياضياً في نادي القادسية، وناشطاً في كل فعالية تخطر على بالك هدفها إسعاد الناس وإشاعة أجواء من الفرح في حياتهم. وبسبب صفاته التي يصعب أن تجتمع في إنسان، كان الجميع يحب العمل معه، كان مميزاً في كل مكان يعمل فيه، بالأخص حينما عمل واجتهد وأبدع وأخلص في كيان الاتحاد البحريني لكرة القدم.
لكن ما يجمعني بهذا الملاك شيء أكبر، فأبومحمود قبل أن أعرفه رياضياً، عرفته كجار يلاصق بيته بيت شقيقه محمد إسماعيل، أخي الآخر العزيز الإعلامي الرياضي بويوسف أطال الله في عمره، ويقع بيتاهما على بعد شارع واحد من بيت الوالد في مدينة حمد.
كنا صغاراً في المرحلة الإعدادية، كل عصرية نخرج للعب كرة القدم، أنا وابنا حسن إسماعيل رحمه الله محمود وشريف، وكان يقف حارساً للمرمى حمد ابن أخيه محمد إسماعيل، والمرمى كان «كراج» سيارة محمد إسماعيل. ولكم أن تتخيلوا حجم الإزعاج والتكسير والتحطيم، حتى يخرج علينا محمد إسماعيل محمرّ الوجه ويقول «كسرتوا طبيلتي»، فكنا نهرب إلى البيت المجاور بيت شقيقه حسن إسماعيل، ليخرج علينا بومحمود ضاحكاً ويقول «غربلتوا أخوي». وحينها كان يأخذنا معه إلى «نادي بتلكو» وهناك كنا نلعب كرة القدم، وبسببه أحببت لعبة السنوكر لوجودي يومياً في النادي معه. وغالباً ما كنت أذهب لوحدي مع الغالي حسن إسماعيل لنادي بتلكو. كان والداً ومربياً فاضلاً، قبل أن أكبر وأدخل مجال الصحافة ومنها تلك الفترة التي اقتحمت فيها مجال الصحافة الرياضية، فكان حسن إسماعيل داعماً ناصحاً متواصلاً على الدوام، وللأمانة أقول بأنك ستجد بومحمود دائماً «حمامة للسلام» في أي قضية رياضية تتشابك أمورها، كان إنساناً يسعى للخير والإصلاح وجمع الناس على المحبة.
وللتاريخ أسجل بأن أول بطولة كرة قدم للصحافة الرياضية كان عرّابها ومؤسسها حسن إسماعيل، حينما رتب لإقامتها على ملاعب نادي بتلكو. بل لا أنسى عام 2013 وأنا عائد في إجازة لمدة أسبوع من لندن حيث كنت أدرس الماجستير، وإذا بي أتفاجأ بأن هناك بطولة للصحافة الرياضية تقام في صالة إستاد خليفة، وكان مهندسها كالعادة حسن إسماعيل، وتحولت هذه المناسبة لذكرى جميلة لا أنساها، كيف سعيت لأسجل هدفين في مرماه، وكيف فرح بي حينما أحرزت لقب الهداف وفاز فريقي بالبطولة ليلتها، بل وتعمد بومحمود التواجد مع فريقنا خصومه خلال التتويج ممازحاً إيانا «ما أخليكم تصورون بروحكم»، والله يا بومحمود نحن من تشرفنا بأن «الإنسان الذهبي» أبيض القلب واليد أصر على التصوير معنا.
هذا رجل لو أكتب عنه فلن أتوقف. يكفي أن كل ما يقوم به من قول أو فعل «ينبض بالحياة» و«يزرع بداخلك الإيجابية». حسابه على «الإنستغرام» ليس عادياً أبداً، بل هو «منبع للسعادة»، شاركنا رحلاته الخاصة مع رفيقة دربه الغالية أم محمود وكأننا جزء من عائلته، أرانا كيف يكون الوالد مع أبنائه وأحفاده البيت يعشقونه، وكيف يكون عطاؤه وتقديره للرياضيين، وكيف أن الأخبار الرياضية البحرينية تتحول لمصدر فرح حينما ينشرها بومحمود.
رحمك الله، فَقْدُك كبير وأليم، كم كنا نحتاجك أكثر، في زمن هو بحاجة للبشر الطيبين. إلى جنات الخلد يا «أطهر» من عرفت.
حسن إسماعيل، الرجل الذي اكتظت مقبرة المنامة أمس لتوديعه بعد أن اختاره الله إلى جواره، رحل تاركاً خلفه إرثاً ضخماً من الجمال الذي يجتمع في إنسان. حسن كان حسناً في كل شيء، بومحمود الذي لم أره وعشرات غيري طوال حياته إلا «باسماً باشاً ضاحكاً»، رجل كان تجسيداً بأفعاله وأقواله لـ«الإيجابية»، رجل لن تجد في التعامل أو الحديث معه سوى «الراحة النفسية»، كان إنساناً بدرجة «ملاك».
يعرفه الكثيرون حين كان مسؤولاً في بتلكو ورياضياً في نادي القادسية، وناشطاً في كل فعالية تخطر على بالك هدفها إسعاد الناس وإشاعة أجواء من الفرح في حياتهم. وبسبب صفاته التي يصعب أن تجتمع في إنسان، كان الجميع يحب العمل معه، كان مميزاً في كل مكان يعمل فيه، بالأخص حينما عمل واجتهد وأبدع وأخلص في كيان الاتحاد البحريني لكرة القدم.
لكن ما يجمعني بهذا الملاك شيء أكبر، فأبومحمود قبل أن أعرفه رياضياً، عرفته كجار يلاصق بيته بيت شقيقه محمد إسماعيل، أخي الآخر العزيز الإعلامي الرياضي بويوسف أطال الله في عمره، ويقع بيتاهما على بعد شارع واحد من بيت الوالد في مدينة حمد.
كنا صغاراً في المرحلة الإعدادية، كل عصرية نخرج للعب كرة القدم، أنا وابنا حسن إسماعيل رحمه الله محمود وشريف، وكان يقف حارساً للمرمى حمد ابن أخيه محمد إسماعيل، والمرمى كان «كراج» سيارة محمد إسماعيل. ولكم أن تتخيلوا حجم الإزعاج والتكسير والتحطيم، حتى يخرج علينا محمد إسماعيل محمرّ الوجه ويقول «كسرتوا طبيلتي»، فكنا نهرب إلى البيت المجاور بيت شقيقه حسن إسماعيل، ليخرج علينا بومحمود ضاحكاً ويقول «غربلتوا أخوي». وحينها كان يأخذنا معه إلى «نادي بتلكو» وهناك كنا نلعب كرة القدم، وبسببه أحببت لعبة السنوكر لوجودي يومياً في النادي معه. وغالباً ما كنت أذهب لوحدي مع الغالي حسن إسماعيل لنادي بتلكو. كان والداً ومربياً فاضلاً، قبل أن أكبر وأدخل مجال الصحافة ومنها تلك الفترة التي اقتحمت فيها مجال الصحافة الرياضية، فكان حسن إسماعيل داعماً ناصحاً متواصلاً على الدوام، وللأمانة أقول بأنك ستجد بومحمود دائماً «حمامة للسلام» في أي قضية رياضية تتشابك أمورها، كان إنساناً يسعى للخير والإصلاح وجمع الناس على المحبة.
وللتاريخ أسجل بأن أول بطولة كرة قدم للصحافة الرياضية كان عرّابها ومؤسسها حسن إسماعيل، حينما رتب لإقامتها على ملاعب نادي بتلكو. بل لا أنسى عام 2013 وأنا عائد في إجازة لمدة أسبوع من لندن حيث كنت أدرس الماجستير، وإذا بي أتفاجأ بأن هناك بطولة للصحافة الرياضية تقام في صالة إستاد خليفة، وكان مهندسها كالعادة حسن إسماعيل، وتحولت هذه المناسبة لذكرى جميلة لا أنساها، كيف سعيت لأسجل هدفين في مرماه، وكيف فرح بي حينما أحرزت لقب الهداف وفاز فريقي بالبطولة ليلتها، بل وتعمد بومحمود التواجد مع فريقنا خصومه خلال التتويج ممازحاً إيانا «ما أخليكم تصورون بروحكم»، والله يا بومحمود نحن من تشرفنا بأن «الإنسان الذهبي» أبيض القلب واليد أصر على التصوير معنا.
هذا رجل لو أكتب عنه فلن أتوقف. يكفي أن كل ما يقوم به من قول أو فعل «ينبض بالحياة» و«يزرع بداخلك الإيجابية». حسابه على «الإنستغرام» ليس عادياً أبداً، بل هو «منبع للسعادة»، شاركنا رحلاته الخاصة مع رفيقة دربه الغالية أم محمود وكأننا جزء من عائلته، أرانا كيف يكون الوالد مع أبنائه وأحفاده البيت يعشقونه، وكيف يكون عطاؤه وتقديره للرياضيين، وكيف أن الأخبار الرياضية البحرينية تتحول لمصدر فرح حينما ينشرها بومحمود.
رحمك الله، فَقْدُك كبير وأليم، كم كنا نحتاجك أكثر، في زمن هو بحاجة للبشر الطيبين. إلى جنات الخلد يا «أطهر» من عرفت.