يتغنى المرء في حياته بتلك الرحلات والأسفار التي صرف عليها الأموال بغية التنفيس وتغيير الأجواء والانتقال إلى محطات جديدة يجدد فيها نشاطه وحيوته، وهي من الأمور الجميلة المطلوبة في حياة الإنسان. ولكن هل سأل الواحد منا نفسه ما هي أجمل رحلة وأجمل مكان ارتحل إليه في مسير حياته؟ فيبدأ حينها كل فرد بالحديث عن مشاعره الجميلة في تلك الأجواء في بلد ما بحسب ما صفت إليه نفسه. أما ذلك الذي اعتاد -بين الفينة والأخرى- أن يرتحل إلى أطهر وأجمل بقاع الأرض على الإطلاق، فهو بلاشك سيتغنى بالمشاعر الإيمانية ويقول: بأن أجمل رحلة هي رحلة «الحج» ففيها يتجدد الإيمان وتتعلق النفس بخالقها، ويرجع المرء بعدها «كيوم ولدته أمه». كما قال صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
أتدرون لماذا هي «أجمل رحلة»؟ لأنها هي رحلة المشاعر وإحياء القلوب، وهي رحلة إجابة نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما بنى الكعبة، قال تعالى: «وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجّ عميق». هو الأمر الرباني بأن ينادي سيدنا إبراهيم عليه السلام بالناس ليأتوا إلى بيت الله أفواجاً، وهو الأمر الذي استغربه إبراهيم فكيف يُنادي في أرض صحراوية قاحلة. إنه اليقين بأمر الله عز وجل بأن يُنادي، وعلى الله عز وجل البلاغ، وهو الأمر الذي نحتسبه في جميع مناحي حياتنا. وورد في تفسير ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما: «فقام سيدنا إبراهيم على مقامه، وقيل: على الحجر، وقيل، على الصفا، وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة.. لبيك اللهم لبيك». فما جمال هذه الكلمات فكل حاج كُتب له أن يحج في كل عام، فقد وصله نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام واختاره المولى ليكون ضيفاً في وفادته. فما أجمل هذا الاصطفاء بأن يختارك المولى -أيها الحاج الكريم- لحج بيته الحرام في أجمل رحلة في حياتك. لبيك اللهم لبيك.. أجبتك ربي إجابة بعد إجابة مُجيب لك مُقيم على طاعتك.
إنه حج الاستشعار واستبدال مشاعرك الدنيوية بالمشاعر القلبية الأخروية، وحب ما عند الله عز وجل. إنها رحلة «الفردوس الأعلى» التي تبتغي من خلالها أن تجدد توبتك وتعود إلى ربك، وتتهيأ بقلبك ومشاعرك لأجمل يوم في العام، وهو اليوم الوحيد الذي يدنو فيه المولى سبحانه وتعالى إلى عباده في أرض عرفه، وأكثر يوم يُعتق فيه من النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يُعتق فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم».
هنيئاً لمن لبّى نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام وكُتب له بدعوة خالصة دعاها ولو بنية قلبه في ليالي العشر الأخير من رمضان بأن يشمله المولى ضمن كوكبة الأخيار في أجمل رحلة في الأعمار. هنيئاً لك أيها الحاج فدعوتك مُجابة في أجمل رحلة في حياتك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاجُ والعمّار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم».
استشعر في حجك معاني كل قصة من قصص الحج في كل مشعر تطأ فيه قدمك، فعندما تطوف بالبيت تتذكر سيدنا إبراهيم وهو يبني البيت مع ابنه إسماعيل، وعندما تشرب ماء زمزم وتسعى بين الصفا والمروة استذكر سعي هاجر التي تركت ابنها بحثاً عن شربة ماء. وعندما تطأ قدمك في عرفة.. اسكب حينها الدمع وتذكر أنك قريب إلى الله في أعظم يوم. وعندما ترمي الجمرات تذكر أنك في رحلة أبدية تحارب فيها أهواء نفسك.. إنها رحلة المشاعر.
ومضة أمل
اللهم يسّر لحجاج بيتك الحرام حجهم.
أتدرون لماذا هي «أجمل رحلة»؟ لأنها هي رحلة المشاعر وإحياء القلوب، وهي رحلة إجابة نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما بنى الكعبة، قال تعالى: «وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجّ عميق». هو الأمر الرباني بأن ينادي سيدنا إبراهيم عليه السلام بالناس ليأتوا إلى بيت الله أفواجاً، وهو الأمر الذي استغربه إبراهيم فكيف يُنادي في أرض صحراوية قاحلة. إنه اليقين بأمر الله عز وجل بأن يُنادي، وعلى الله عز وجل البلاغ، وهو الأمر الذي نحتسبه في جميع مناحي حياتنا. وورد في تفسير ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما: «فقام سيدنا إبراهيم على مقامه، وقيل: على الحجر، وقيل، على الصفا، وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة.. لبيك اللهم لبيك». فما جمال هذه الكلمات فكل حاج كُتب له أن يحج في كل عام، فقد وصله نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام واختاره المولى ليكون ضيفاً في وفادته. فما أجمل هذا الاصطفاء بأن يختارك المولى -أيها الحاج الكريم- لحج بيته الحرام في أجمل رحلة في حياتك. لبيك اللهم لبيك.. أجبتك ربي إجابة بعد إجابة مُجيب لك مُقيم على طاعتك.
إنه حج الاستشعار واستبدال مشاعرك الدنيوية بالمشاعر القلبية الأخروية، وحب ما عند الله عز وجل. إنها رحلة «الفردوس الأعلى» التي تبتغي من خلالها أن تجدد توبتك وتعود إلى ربك، وتتهيأ بقلبك ومشاعرك لأجمل يوم في العام، وهو اليوم الوحيد الذي يدنو فيه المولى سبحانه وتعالى إلى عباده في أرض عرفه، وأكثر يوم يُعتق فيه من النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يُعتق فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم».
هنيئاً لمن لبّى نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام وكُتب له بدعوة خالصة دعاها ولو بنية قلبه في ليالي العشر الأخير من رمضان بأن يشمله المولى ضمن كوكبة الأخيار في أجمل رحلة في الأعمار. هنيئاً لك أيها الحاج فدعوتك مُجابة في أجمل رحلة في حياتك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاجُ والعمّار وفد الله، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم».
استشعر في حجك معاني كل قصة من قصص الحج في كل مشعر تطأ فيه قدمك، فعندما تطوف بالبيت تتذكر سيدنا إبراهيم وهو يبني البيت مع ابنه إسماعيل، وعندما تشرب ماء زمزم وتسعى بين الصفا والمروة استذكر سعي هاجر التي تركت ابنها بحثاً عن شربة ماء. وعندما تطأ قدمك في عرفة.. اسكب حينها الدمع وتذكر أنك قريب إلى الله في أعظم يوم. وعندما ترمي الجمرات تذكر أنك في رحلة أبدية تحارب فيها أهواء نفسك.. إنها رحلة المشاعر.
ومضة أمل
اللهم يسّر لحجاج بيتك الحرام حجهم.