بعد الاضطرابات التي شهدتها فرنسا، وبالذات عاصمتها المخملية باريس التي مُنيت بخسائر مالية بملايين الدولارات جرّاء التخريب والنهب والسرقات التي تعرّضت لها المتاجر والمحلات ومحلات الماركات العالمية التي تشتهر بها مدينة باريس، فقد أوردت محطات التلفزة حجم الخسائر الكبيرة، أما من قاموا بأعمال التخريب والسرقات وإحراق السيارات والمنشآت الفرنسية فهم من فئة الشباب، وأكثرهم العاطلون عن العمل، ما دعا وزير الداخلية الفرنسي إلى أن يُعلن حالة الطوارئ في البلاد، كما أوردت وسائل الإعلام كم كلفة الدمار والخراب الذي أحدثه هؤلاء الشباب، وخصوصاً في قطاع السياحة الذي يعتمد عليه الاقتصاد الفرنسي وأن البلاد سبق أن مرت بها كارثة كورونا «كوفيد19» وخسرت السياحة ملايين الدولارات. تأتي هذه الأيام هذه الاضطرابات في وقت بدء الإجازات الصيفية، ولكن من هم الذين ينعشون الاقتصاد الفرنسي وينفقون الملايين من الدولارات في السكن في أغلى وأفخم الفنادق؟ ومن هم روّاد شراء الماركات الباريسية العالمية من شنط وعلب السجائر وساعات وعطور عالمية إضافة إلى الملابس باهظة الثمن التي يرتديها كبار وعمالقة الفنانين والفنانات وتقليدهم في لبسهم وكذلك الأحذية وحزامات الخصر والأقلام التي يقلدون بها كبار الفنانين والفنانات؟ إنهم أبطالنا العرب الذين إذا عادوا وبدؤوا ينسجون حكاياتهم حول شراء ما يلبسون لمن لا حول لهم ولا قوة من الذين «يتسبحون» بالرطوبة ويأكلون الرطب والبطيخ، ولكن السؤال، لولا هؤلاء الأبطال الذين ينفقون الأموال في باريس ولندن وروما كيف ستكون أحوال باريس وروما ولندن اقتصادياً؟ أنا أؤكد أنهم في انهيار ثم انهيار. إذن نحن متفقون أن انتعاش باريس وروما ولندن سببه أبطالنا العرب؛ إذن لماذا لا يُطالب أبطالنا الذين يزورون العواصم الثلاث سنوياً -والبعض مرتين أو ثلاث مرات في السنة- بنصيب لهم من أسهم باريس وروما ولندن ماداموا هم السبب في انتعاش اقتصادهم؟ مع تحياتي لأبطالنا العرب الذين يذهبون إلى باريس وروما ولندن سنوياً.
* كاتب ومحلل سياسي
* كاتب ومحلل سياسي