شهدت الأيام الأخيرة صراعاً كبيراً بين جباري التكنولوجيا إيلون ماسك مالك تويتر، ورئيس ميتا مارك زوكربيرغ بعد أن أطلقت ميتا برنامج Threads الذي يشبه تويتر في طريقة العرض والفكرة، والذي انتشر سريعاً وبشكل مذهل، حيث بلغ عدد المشتركين فيه 30 مليوناً في أول يوم من إطلاقه، الأمر الذي دعا شركة تويتر وماسك إلى بدء ملاحقة قضائية بتهمة التقليد على منصة تويتر وسرقة الحقوق الفكرية، وأبدى مارك استعداده لهذه المواجهة التي ستتضح معالمها خلال الأيام القادمة.
عملاقان من عمالقة التكنولوجيا يخوضان صراعاً أمام العامة ليصبحا حديث الساحة، وكل تصريح منهما يصبح «ترند»، ولكن لماذا كل هذه الصراعات للسيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي؟
ولماذا يحول ماسك تركيزه من تيسلا وسبيس إكس إلى تويتر والاستعداد لدخول صراع من الممكن أن يمتد فترة طويلة تستنزف أمواله وتركيزه؟
الجواب يكمن في قوة البيانات والأفضلية لمن يمتلكها، فمواقع التواصل الاجتماعي تقتحم الحياة اليومية لملايين الأفراد، وتحصل على المعلومات، فلم يعد هناك مجال لعمل حارس البوابة التقليدي، وللجميع فرصة متساوية لنشر أي محتوى بطريقتهم الخاصة، فالوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الجمهور مع إمكانية إخفاء الهوية، يسهل عملية التلاعب بالرأي العام، ونشر محتوى مُضلل، ولذلك يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تصبح سلاحاً افتراضياً فعالاً وساحة لحرب افتراضية، تتقاتل فيها جهات مختلفة من أجل مصالح سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وحتى ثقافية.
والمالك لهذه البيانات بإمكانه لعب دور كبير في عملية بيع هذه البيانات للدول التي لديها المصالح أو الكيانات المختلفة، حيث تحتاج هذه البيانات لتنفيذ أجندتها على الجمهور، فالمعلومات نفسها هي أقوى سلاح قادر على ذلك، وهنا يتم استخدامها من قبل الدول والشركات والمجموعات الصغيرة والأفراد على حد سواء.
هذه من جهة، ومن جهة أخرى تستطيع هذه الشركات التجسس عليك في أي وقت وحاجة، ولن تبخل في إعطاء أي معلومة خاصة بك لأي جهة سواء كانت أمنية أم إجرامية مقابل المبلغ المناسب.
الحديث عن قوة البيانات يطول، ومالك هذه البيانات سيعلو كعبه دائماً في عصر المعلومة، فلم تعد الصناعات هي مصدر الدخل والسيطرة بل تغير شكل النفوذ اليوم، وهذا ما يفسر لنا استماتة الطرفين في كسب منصة مثل تويتر أو ثريدز!
{{ article.visit_count }}
عملاقان من عمالقة التكنولوجيا يخوضان صراعاً أمام العامة ليصبحا حديث الساحة، وكل تصريح منهما يصبح «ترند»، ولكن لماذا كل هذه الصراعات للسيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي؟
ولماذا يحول ماسك تركيزه من تيسلا وسبيس إكس إلى تويتر والاستعداد لدخول صراع من الممكن أن يمتد فترة طويلة تستنزف أمواله وتركيزه؟
الجواب يكمن في قوة البيانات والأفضلية لمن يمتلكها، فمواقع التواصل الاجتماعي تقتحم الحياة اليومية لملايين الأفراد، وتحصل على المعلومات، فلم يعد هناك مجال لعمل حارس البوابة التقليدي، وللجميع فرصة متساوية لنشر أي محتوى بطريقتهم الخاصة، فالوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الجمهور مع إمكانية إخفاء الهوية، يسهل عملية التلاعب بالرأي العام، ونشر محتوى مُضلل، ولذلك يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تصبح سلاحاً افتراضياً فعالاً وساحة لحرب افتراضية، تتقاتل فيها جهات مختلفة من أجل مصالح سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وحتى ثقافية.
والمالك لهذه البيانات بإمكانه لعب دور كبير في عملية بيع هذه البيانات للدول التي لديها المصالح أو الكيانات المختلفة، حيث تحتاج هذه البيانات لتنفيذ أجندتها على الجمهور، فالمعلومات نفسها هي أقوى سلاح قادر على ذلك، وهنا يتم استخدامها من قبل الدول والشركات والمجموعات الصغيرة والأفراد على حد سواء.
هذه من جهة، ومن جهة أخرى تستطيع هذه الشركات التجسس عليك في أي وقت وحاجة، ولن تبخل في إعطاء أي معلومة خاصة بك لأي جهة سواء كانت أمنية أم إجرامية مقابل المبلغ المناسب.
الحديث عن قوة البيانات يطول، ومالك هذه البيانات سيعلو كعبه دائماً في عصر المعلومة، فلم تعد الصناعات هي مصدر الدخل والسيطرة بل تغير شكل النفوذ اليوم، وهذا ما يفسر لنا استماتة الطرفين في كسب منصة مثل تويتر أو ثريدز!