زعماء الميليشيات المدعومة إيرانياً سيكون عليهم أن يسابقوا الزمن، وتقرير مصير ما تبقى من سلاحهم وكوادرهم قبل 20 يناير موعد تنصيب ترامب، فمن الذكاء أن يتوقفوا عن الرهانات الخاسرة التي يعولون عليها، فالوقت ليس في صالح أي من تلك الرهانات أيضاً، أم كتب على الشعوب العربية أن تتحسر دائماً على الفرص التي ضيعتها قياداتها؟يفصلنا أقل من الشهر عن موعد تنصيب ترامب، وخلال هذا الشهر على خمس ميليشيات إيرانية في خمس دول عربية أن تحسم أمرها في «لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة»، وتقرر قرارها بالقبول بتسليم سلاحها للدولة والتسليم بأنه من العدل أن تتساوى مع باقي القوى السياسية، في دولة السلاح فيها في يد جيشها فحسب، أفضل لها من أن تماطل بانتظار أن يقرر النظام الإيراني مصيرها وفقاً لمصالح دولته؟السؤال المطروح على من تبقى من تلك الزعامات في تلك الفصائل أيهما أفضل بالنسبة لميليشياتهم؟ التفاوض الآن وهناك رمق مازال ينبض فيها مهما كان ضعيفاً إلا أنه سيمنحهم المجال للحصول على بعض المكاسب؟أم التفاوض من بعد مراسم التنصيب خاصة أن تعيينات ترامب توضح رؤيته الداعمة لإسرائيل في المرحلة القادمة رغم اختلافه مع نتنياهو، إلا أنه أعطاه الضوء الأخضر ليأخذ راحته خلال هذه الفترة المتبقية ليوسع من بنك أهدافه، حتى إذا ما انتهى الشهر فإن عروض ترامب الأمريكية ستفاوض طرفاً خسر أكثر وأصبح أضعف، وقدراته التفاوضية منهكة؟القوى السياسية الموجودة على الساحة في تلك الدول العربية تفاوض تلك الميليشيات لإقناعها بتسليم السلاح والعودة للدولة بدلاً من المماطلة لصالح استقرار الدولة والمنطقة بل حتى لصالح الميليشيات وما تبقى منها، فقد جربت شعوب تلك الدول الاقتتال الداخلي والحروب الأهلية وعانت بسببها الكثير ولا تريد أن تصطدم من جديد، الملايين من المهجرين والنازحين في تلك الدول يريدون العودة لأوطانهم ولديارهم ولمدنهم المدمرة ويريدون إعادة إعمارها، وذلك لن يكون إلا بوجود دولة وقانون ومؤسسات وسلاح منضبط ضمن جيش وطني واحد.زعامات هذه الميليشيات أمامهم خياران، إما الانسحاب الآن وتسليم سلاحها؟ أو الانسحاب لاحقاً مرغمين بعد شهر ولن يعود لديها أي ورقة تفاوض بها حين ذاك؟«الدولة» وجيشها في الدول العربية الخمس أصبحت كياناً يكتسب وجوده إجماعاً دولياً، ورغبة تسعى لها الشعوب، ويتفق على ضرورتها العالم أجمع، ولا يعيقها الآن ولا يؤخرها سوى طرفين، زعامات تلك الميليشيات من جانب، ومن جانب آخر نتنياهو الذي يعرف أن ذلك يعني انتهاء حقبته واستسلامه للسلطات القضائية في إسرائيل.هناك مرحلة إعادة إعمار مزدهرة بانتظار هذه الدول، المنطق والعقل يدلان على ذلك والرئيس الأمريكي القادم يريدها صفقات تصب في صالح الاقتصاد الأمريكي، وهناك شركات أمريكية للنفط والغاز تنتظر لحظة التعاون مع «الدولة» التي هي المشروع القادم والمدعوم دولياً وعربياً، حتى الدول الداعمة ستستفيد من تلك المشاريع الجيدة وتفيد.السؤال الأخير:أما آن لنا أن «نقاوم» بفكر مختلف، أما آن لنا أن نقتدي بشعوب تفوقت على محتليها وعلى خصومها وأعدائها وكسبت ما خسرته دون إراقة نقطة دم واحدة؟!