ارتداد

مع اعتدال الجو ينتعش موسم عربات الطعام" فود تراك" و"الكشتات" المطلة على البحر، ويتنافس أصحاب العربات والكشتات على تقديم الجديد والمبتكر وكل فكرة تجذب الزبون لمشروعه، وتعيد الحياة لمناطق مهجورة طوال فترة الصيف، وفرصة لدعم المشاريع الوطنية وتنمية الاقتصاد المحلي، ولكن لماذا الآن سُلط الضوء على زيادة أعداد العربات والكشتات دون حسيب أو رقيب؟

عربات الطعام منتشرة في " الساية" و" الجفير" قرب نادي النجمة، وساحل كرباباد، وممشى الاستقلال، ومناطق متفرقة في سار، وبعض المناطق في سلماباد، وغيرها من المناطق في مختلف محافظات البحرين، بعضها دائم طوال العام ومجموعة أخرى تترك مهملة طوال فترة الصيف وتعود لنشاطها في موسم الشتاء فقط.

انتعاش موسم " فود تراك" و" الكشتات" حراك إيجابي ويضفي طابعاً سياحياً جميلاً، وفرصة لتحريك عجلة دعم المشاريع الوطنية والأسر المنتجة التي تستثمر هذا الموسم في الترويج وبيع المأكولات البحرينية الشعبية، ويعيد الحياة لمناطق مهجورة طوال فترة الصيف، وفرصة لتجربة أصناف طعام جديدة ومبتكرة، أو تمضية نحو 6 ساعات في كشتة تطل على البحر ومزودة بكل ما يحتاجه الفرد لتنظيم رحلة له ولأفراد عائلته في الهواء الطلق، دون عناء حمل معدات الرحلات من كراسي و" منقلة" للشواء وفحم وغيرها.

وبعض المشاريع بدأت بعربات طعام " فود تراك" لشباب بحرينيين، وكانت بمثابة انطلاقة نحو آفاق أكبر، بفتح مطاعم خاصة بهم سواء داخل البحرين وخارجها، وهم قدوة ومصدر فخر لكل شاب بحريني.

واليوم تبلغ عدد عربات الطعام نحو 445 عربة بعد أن كانت 399 عام 2023، أي بزيادة تقدر بـ 12%، وهذه مؤشرات إيجابية بلغة الأرقام، ونحو 80 إلى 100 " فود تراك" في ساحل كرباباد، و30 عربة في الجفير قرب نادي الجفير والعمالة المسيطرة هناك الآسيوية.

ويتوقع رئيس لجنة قطاع الأغذية في غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين بحسب تصريحاته الصحفية الأخيرة على هامش فعالية توعوية لأصحاب عربات الأطعمة بشأن الأنظمة والتشريعات نظمتها الغرفة، زيادة عدد العربات بنسبة 30% خلال الموسم الحالي لعام 2024 بفضل تحسن الأجواء والمساعدات المقدمة لتحسين أوضاع أصحاب العربات، وأشار إلى أن معظم المشكلات التي تواجه العربات تتعلق " بالبلديات".

وفي الآونة الأخيرة نشهد حملات ضد عربات الطعام في مختلف المناطق، بإزالة عربات في كرباباد، وبلدية الجنوبية توجه إنذار إزالة لعربات في ممشى الاستقلال لإشغالها الطريق، والعاصمة ناقشت " فود تراك " في منطقة الجفير، وسيطرة العمالة الآسيوية على المكان، دون توفر اشتراطات السلامة والنظافة، وحجز الساحل عن مرتاديه بسبب تواجد العربات، وحجزها كأنها منطقة خاصة ومنع مرتادي المكان من الجلوس دون شراء من عرباتهم، والسؤال لماذا وأين أنتم طوال السنوات الماضية؟ تلك العربات تفترش المكان لسنوات، وبعضها مهجور، وآخر يعمل دون ترخيص؟ فأين أنتم؟.

اشتراطات عربات الطعام واضحة ومعلومة فلماذا الصمت طوال هذه الفترة؟ واليوم نشن حملة لتصحيح أوضاعها؟ هل نحن بانتظار انتعاش الموسم لنسلط الضوء ونرصد المخالفات؟ وعلى مستوى " الكشتات" في السابق تم شن حملة ضدها لحجزها السواحل في منطقة " بحرين بي" وغيرها طبعاً، وتم إزالتها واشتراط وضعها لساعات محددة وبحسب الحجوزات، لكن هل هي ملتزمة باشتراطات السلامة؟ وهل هناك إحصائية لعددها؟ ومدى التزام أصحابها بالإزالة بعد انتهاء الساعات المحددة لحجز الزبائن؟ ومن يراقب عملها؟ تساؤلات تحتاج إلى إجابة لوضع النقاط على الحروف.